عرض مشاركة مفردة
  #133  
قديم 05-06-2007
الصورة الرمزية لـ elasmar99
elasmar99 elasmar99 غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: Germany
المشاركات: 3,390
elasmar99 is on a distinguished road
ورد هذا المقال الاستاذ/ قصي همرور في سودان فور أول
المعروف لدى اوساط خبراء المياه وعلماء البيئة ان السد العالى القائم حاليآ فى مصر يعتبر مشكلة حقيقية، وكثيرآ ما يتخذ فى هذه الاوساط كمثال واضح للكارثة البيئية، ولما يمكن ان يؤول اليه الحال نتيجة اتخاذ قرارات مصيرية دون النظر الى الاثار بعيدة المدى والمترتبة عليها. ومن المعروف، ايضآ، بان الشعب المصرى قد استفاد فوائد كثيرة ، خلال الفترة الماضية ، من بناء السد العالى سواء من ناحية تنظيم الرى، أو من ناحية انتاج الطاقة الكهربائية، او من ناحية حماية السكان والمنشئات من الفيضانات، وعليه فانه يجب القول بان سكان مصر الحاليين قد استفادوا كثيرآ من بناء السد العالى، ولكن المشكلة الحقيقية هى أن سكان مصر فى الفترة القادمة عليهم ان يدفعوا ثمن تلك الفوائد، وذلك من خلال محاولتهم التخلص من الاثار السلبية التى بدات فى الظهور.

مشكلة السد العالى

ان التعريف الحديث والعلمى للانهار هو القائل بان الانهار هى قنوات طبيعية لسريان المياه العذبة ، والطمى، فى آن واحد، من المناطق المرتفعة الى مناطق اكثر انخفاضآ. وقد انبنى هذا التعريف، الذى أضيفت له كلمة (الطمى)، على المعرفة الجديدة المستقاة من الخبرة، والتجربة، الطويلتين، خلال القرن الماضى، المعرفة بالاهمية الكبيرة لعملية سريان الطمى، والمعرفة باستحالة تعويض الخسارة الناجمة عن وقف سريانه مع الماء.

لقد ثبت ان مياه النيل التى تصل السد العالى، تحمل سنويآ ما يعادل مليار طن من الطمى، والذى يعتبر المادة الأساسية فى خلق تربة زراعية ، خصبة، ومتجددة، كما انه يعتبر المادة الاساسية والوحيدة، فى الحفاظ على الاراضى الزراعية، سواء كانت الاراضى الممتدة على ضفاف النيل او تلك التى توجد فى الدلتا ، والجدير بالذكر، إن دلتا النيل، والتى تعتبر اخصب الاراضى الزراعية على نطاق العالم، قد تكونت نتيجة للسريان المستمر للطمى المحمول بمياه النيل والذى يترسب فى منطقة الدلتا بكميات كبيرة، يفقد (بضم الياء) جزء كبير منها فى مياه البحر الأبيض المتوسط ويبقى الجزء الآخر ليكون الدلتا، تتم هذه العملية المنتظمة والموزونة بعدة عوامل طبيعية لتعطى هذه النتيجة المعروفة باسم دلتا النيل، ولقد اوقف السد العالى هذه العملية تمامآ، فاصبحت الدلتا تفقد اجزاء منها بالتآكل الذى تحدثه امواج البحر مما ادى لانخفاضها الى تحت مستوى سطح البحر، كما تفقد الدلتا قدرآ كبيرآ من خصوبة الاراضى الزراعية المتبقية، وبمعدل منتظم، نظرآ لتدهور نوعية التربة لاسباب اخرى ناتجة ايضآ من توقف سريان الطمى. يضاف الى ذلك، المشكلة الأكبر، وهى تراكم هذا الطمى خلف الخزان مما أدى للحد من فائدة الخزان التشغيلية و بصورة كبيرة، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى ، فانه ومما يزيد الامر سوءآ ،هو ان مصر تستهلك حاليآ جزء كبير من الطاقة الكهربائية التى ينتجها السد العالى لتشغيل مضخات لرفع المياه المتجمعة فى الدلتا – نتيجة انخفاض منسوب الدلتا عن مستوى سطح البحر- لتفريغها فى البحر الابيض المتوسط، وقد تم تقديرها فى بعض الدراسات بانها تتجاوز 15% من مجموع الطاقة الكهربائية التى ينتجها السد العالى، كما ان المصانع التى تم انشائها لانتاج الاسمدة التى تحتاجها التربة الزراعية فى مصر، بعد ان فقدت مصدر الخصب الطبيعى، والمتمثل بالطمى ، هذه المصانع تستهلك، وفقآ للدراسات المشار اليها، حوالى 30% من الطاقة التى ينتجها السد العالى، وهناك الكثير من التفاصيل التى توضح بان السد العالى القائم حاليآ فى مصر قد صار كارثة تحتاج لمعالجة شاملة لاحتواء اثاره السالبة والمستمرة والتى اصبحت تهدد مصر فى اهم مصادر الحياة ، هذا، ان لم نقل المصدر الوحيد للحياة فيها. تــــــــــابـــــــع......
__________________
لن اسمح لإخوان الخراب دخول كنيستنا او السيطرة على مواقعنا
الرد مع إقتباس