أموال الإخوان من تحت البلاطة.. إلي استثمارات التنظيم الدولي!
رغم ان التقرير الصادر عن جهاز الكسب غير المشروع تقرير فني بحت لم يتطرق الي الجوانب التنظيمية وتفسير دوافع ظهور رءوس الاموال الإخوانية، لكنه كشف عن جزء مهم من تتبع حركة سير هذه الاموال والتي انقسمت إلي ثلاث مراحل زمنية رئيسية في البداية. ابتعد الاخوان تماما عن القيام بضخ اموال واستثمارها وهذه الفترة امتدت من عام 1976 حتي عام 1986، خلال تلك الفترة لم تظهر للاخوان اية شركات سواء شركة التوزيع والنشر الاسلامية التي اسسها عمر التلمساني وكان غرضه الرئيسي هو العمل عل نشر كتب الاخوان وفكرهم وضمت شركاء اغلبهم اعضاء مكتب الارشاد مثل احمد حسنين واخرين مثل احمد سيف الاسلام حسن البنا أو كانت هناك شركة أخري تعتبر امتدادا لها وهي شركة الطبع والتوزيع الاسلامي والتي اسست عام 1986 وكان حسن مالك واحمد شوشة مساهمين فيها. ولكن بعد وفاة التلمساني وصعود حامد ابو النصر ومن بعده مصطفي مشهور بدأت تحولات جديدة لدي الجماعة وظهرت نية التنظيم الحديدي في السيطرة علي الجماعة التي بدأت تتسع.
في هذه الفترة ظهر الي السطح خيرت الشاطر ومعه شريكه حسن مالك وهما اللذان وجها وضخا استثمارات الاخوان بصورة كبيرة اخذت شكلا تدريجيا في نهاية الثمانينيات واقتصرت علي اقامة معارض السلع المعمرة خاصة في النقابات المهنية. ومع بداية التسعينيات بدأت انشطة الثنائي الشاطر ومالك في التمدد خاصة بعد انشائهم شركة سلسبيل للاجهزة الاليكترونية ودخول مجال الاليكترونيات وعن طريق تلك الشركة صعد النجم السياسي لخيرت الشاطر. فقد تمكن من وضع حصر شامل لتنظيم الاخوان بجميع اعضائه. ومكن ذلك الحصر الحرس الخاص داخل الاخوان من توجيهه والتحكم في آليات عمله خاصة مع تولي مصطفي مشهور قيادة الجماعة الذي ارتبط بالتنظيم الدولي للإخوان ومن ورائه ظهرت التدفقات المالية القادمة للأخوان.
بعد تلك الفترة ضبطت شركة سلسبيل في القضية الشهيرة عام 1992. وادي هذا الي انكماش نشاط الشاطر وحسن مالك في الانشطة الخاصة بالاليكترونيات واتجهوا مرة ثانية الي انشطة المعارض خاصة بعد تمكنهم من الحصول علي توكيل معارض شركة رواج واستقبال المتخصصين في الاثاث ومقرهم الرئيسي في تركيا، اقتصرت استثمارات الاخوان في تلك الفترة علي اموال خيرت الشاطر وحسن مالك. واعتمد الاخوان علي سياسة الحفاظ علي الاموال إما بنظرية تحت البلاطة عن طريق تجميد الاموال في ممتلكات ثمينة او استثمار تلك الاموال عن طريق بنك التقوي الاسلامي في جزرالبهاما والذي كان يديره رجل الاعمال يوسف ندا، ولكن مع وجود احداث عالمية تمثلت في احداث 11 سبتمبر وما تبعه من ملاحقة اموال الاخوان في الخارج ووضع امريكا بنك التقوي كأحد المصارف التي تمول الانشطة الارهابية وما تبعه من تجميد سويسرا لأموال البنك وهو ما جعل انشطة التنظيم الدولي للاخوان المالية مطاردة، دفع ذلك في اتجاه تفكير الاخوان إلي عودة اموالهم وضخها في مصر و. ولذلك نجد ان هذه كانت اكثر فترة شهدت تأسيس شركات للإخوان.
بعد ذلك تحولت ادارة اموال الاخوان من يد يوسف ندا الي خيرت الشاطر وانتقل الملف المالي للتنظيم الي القاهرة وشهد ذلك وجود عدد كبير من رجال الاعمال الاخوان مثل مدحت حداد ابرز قيادات تنظيم الاخوان في الاسكندرية واحمد شوشة مسئول الاخوان في القاهرة ومعهم خالد عبد القادر عودة الذي برزت انشطته المالية في الصعيد وهناك رجل الاعمال صادق الشرقاوي ودخلت اطراف اخري من رجال الاعمال مثل عبد الرحمن سعودي .ومن هنا بدات انشطة الاخوان في ازدياد خاصة في ظل التدفقات المالية الخارجية وايضا زيادة دخول التنظيم من الاشتراكات.
اعتمد الاخوان علي طريقة ضخ اموال لعدة شركات قائمة لرجال أعمال اخوان حتي يتم غسيل هذه الأموال فيها وهذه الملاحظة يعبر عنها تقرير الكسب غير المشروع عندما اشار الي ان العديد من الشركات الاخوانية التي خضعت للحصر حدث لها طفرة مالية غير مبررة في الفترات الاخيرة مع ابقاء هذه الشركات علي ميزانياتها كما هي وقيامها بحجم اعمال لا يتناسب اطلاقا مع رءوس اموال تلك الشركات كما ان التقرير اشار الي وجود عدة شركات لا تقوم بابلاغ الجهات الرسمية عن حقيقة موقفها المالي وتداخل الشركات الاخوانية فيما بينها ودخول مساهمين وخروج آخرين دون اسباب واضحة وكذلك قيام الشركات بتغيير أنشطتها التجارية بسرعة كبيرة تثير الريبة.
كانت المحصلة النهائية أن أدي ضخ المزيد من الأموال إلي ارتفاع العباءة المالية للإخوان وهو ما حفز الجماعة لمزيد من الاندفاع في العمل السياسي بفعل النظرية التلقائية البيزنس يحتاج سياسة، ولكن البيزنس في الاخوان كان غرضه الرئيسي السياسة ومن هنا وجدنا ان هناك تمددا لانشطة الاخوان المالية عن طريق ضخ مزيد من الاموال في السوق. وهي تحقق بذلك غرضين الاول السعي إلي استغلال الشركات التجارية لتمديد التنظيم علي الارض وهذه المرحلة ظهرت مع توجه الاخوان الي خوض الانتخابات البرلمانية في عام 2005 مع وجود مؤشرات للحراك السياسي. ومن هنا لعبت الاموال دورا مهما ليس كما يعتقد البعض في الدعاية الانتخابية بل ايضا في تحقيق الولاء عن طريق دفع استثمارات في يد مستثمرين صغار ليتاجروا بها ويستثمروا في مقابل مقاسمة الارباح. ولا شك ان ذلك يساهم في تبييض اموال التنظيم غير معلومة المصدر والتي غالبا ما تأتي من استثمارات التنظيم الدولي للجماعة والاشتراكات وهي أموال مطاردة سواء خارج مصر لوضع التنظيم الدولي علي قوائم الارهاب الامريكية أو داخل مصر في ظل وجود الحظر القانوني علي انشطة الجماعة.
ومن هنا يظهر السبب الثاني لسعي الاخوان لضخ اموالهم في السوق وهو السعي لتبييض تلك الاموال وهو ما يظهره تقرير خبراء جهاز الكسب غير المشروع الذي تاتي اغلب نتائجه علي ان استثمارات انشطة الاخوان تقوم علي عملية اخفاء مصادر انشطة تلك الشركات ووجود فارق كبير بين رأس مال تلك الشركات وحجم انشطتها. وكذلك تعمد رجال الاعمال في العديد من الشركات الي السعي الي اظهار ان شركاتهم خاسرة علي الورق رغم ان كيان الشركة وحجم استثماراتها لا يظهر فيه ذلك وخص التقرير 15 مجموعة من شركات رجال الاعمال الاخوان واتهمهم بوجود إخفاء وتمويه في رءوس اموال تلك الشركات وعدم وجود اصول لتمويلها مع تأكيد التقرير علي وجود شركاء مستترين مما يجعل صعوبة تحديد صاحب الحق في إدارة تلك الشركات،مع وجود تداخل لتلك الشركات في الفروع واسماء الشركاء فيها واضافة انشطة اليها والغائها دون مبرر بهدف إخفاء وتمويه المال ومصادره الحقيقية وتعمدت تلك الشركات إخفاء ارباحها الحقيقية عن الجهات الرسمية مما يعطي فرصة لعدم الكشف عن مصادر صرفها في ظل وجود فروع لهذه الشركات في دول أجنبية مثل شركة حياة، اي سي جي والفجر، ورواج، والانوار، ومعهم الفريدة والمستقبل وسلسبيل وشركات "مالك لتجارة الملابس" وهذه الشركات تقع تحت ادارة حسن مالك يشاركه فيها خيرت الشاطر بالإضافة الي مجموعة شركات محمد حجاب والتي تبلغ اربع شركات وهي سار ومؤسسة حجاب للاستثمار وحجاب للاستيراد والتصدير ومؤسسة حجاب للخدمات البترولية، و يظهر التقرير ان شركات حجاب تدار لصالح حسن مالك بالاضافة الي شركة حياة التي يديرها د. محمد حافظ احد المتهمين في القضية ولكن الاسهم الاكبر لهذه الشركه لصالح خيرت الشاطر وهي شركة تعمل في مجال الادوية ومعها شركة "اي - سي - جي "، والمدائن ويديرها احمد شوشة مسئول القاهرة وتعمل في الانشطة العقارية خاصة في المدن الجديدة ولها عدة عقارات في التجمع الخامس ومؤسسة الفلاح يضاف اليهم دار التوزيع والنشر الاسلامية، ومعها مكتبة اعلام".
http://www.elfagr.org/TestAjaxNews.a...336&secid=1999