عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 15-07-2007
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
جرح الأصدقاء

بقلم شارل فؤاد المصري ١٥/٧/٢٠٠٧
كتب صديقي وزميلي الكاتب الصحفي المتميز خالد صلاح مقالاً، يوم الاثنين الماضي، بعنوان: «الخرافة الطائفية بين القساوسة»، طالب فيه بالتصدي لخرافات سائدة في الثقافة العامة للشعب المصري، بشقيه مسلميه ومسيحييه، ودلل علي ذلك بمعجزة سمعان الخراز، أو المعجزة المعروفة باسم جبل المقطم، واصفاً إياها بأنها قصة خرافية طائفية، تبرز اضطهاد حكام العصر الإسلامي للمسيحيين، واصفاً ذلك بأنه ظاهرة لا تبشر بالخير، ووضع الكنيسة أمام اختيارين، إما أن تكذب هذه الخرافة - علي حد وصفه - وتتوقف عن استخدامها في الشحن الطائفي، أو أن تستأجر مجموعة من الجيولوجيين من جامعات عالمية، ليؤكدوا لنا أن جبل المقطم انتقل بالصلاة وبمساعدة «العدرا»، من ضفة النهر إلي مكانه الحالي، شرق القاهرة.


وصديقي خالد، الذي عرفته ليبرالياً علمانياً، يحتكم إلي العقل والمنطق في تفسير الأمور، أود أن أؤكد له في البداية أنه جرح مشاعري، ومشاعر ١٥ مليون قبطي، يشاركون ٥٥ مليون مسلم، هذا الوطن، الذي يباع أمامنا قطعة قطعة، ولا نملك أن نفعل شيئاً حيال ذلك، سوي أن نكتب ونكتب، وهم يبيعون ويبيعون.


يا صديقي خالد، أؤكد لك أن هناك أموراً لا يمكن إخضاعها للعقل والمنطق، فالأشياء المعجزة لا يدركها العقل، والفرق بين الخرافة والمعجزة، كما يقولون، «شعرة».


ومعجزة نقل جبل المقطم حقيقة، وهي جزء من تراث وتاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التي هي جزء من تاريخ مصر، الذي لابد من إعادة كتابته مرة أخري، بنظرة محايدة، لأن الحقائق لا يمكن أن تخفي علي أحد، ولأن التاريخ لا يرحم.. ألم «نتربي» يا خالد علي أن الرئيس عبدالناصر هو أول رئيس لمصر، واكتشفنا أن هناك رئيساً اسمه اللواء محمد نجيب، كان الرئيس الأول لهذا البلد.


صديقي خالد.. دعني ألخص لك جزءاً مما حدث تاريخياً في نقل المقطم، مستنداً فيه إلي ما جاء في المراجع القبطية، - أما المراجع الإسلامية فقد جاء ذكرها في مقالك أمس علي لسان قراءك في رسائلهم التي نشرتها- وهي كتب تاريخ البطاركة المعاصر في كتابتها لهذه المعجزة، وكما ذكرها أبوالمكارم في القرن العاشر في كتابه «الكنائس والديارات»، والرحالة ماركو بولو، في القرن الثالث عشر، وليس كما ذكر الدكتور علي إبراهيم حسن في كتابه «مصر في العصور الوسطي»، إنه جاء ذكرها حديثاً، وقوله إن أول من ذكرها هو صاحب كتاب «الخريدة النفيسة»، والقصة بدأت عندما أوغر الوزير اليهودي يعقوب بن كلس - الذي أسلم، ليحصل علي المنصب - صدر الخليفة المعز ضد النصاري، بقوله: «إنه مكتوب في إنجيلهم (من كان عنده إيمان مثل حبة الخردل، فإنه يقول للجبل انتقل واسقط في البحر فيفعل)»،

وقال له إما أن يكون النصاري علي صدق أو كذب في إنجيلهم، فاستدعي الخليفة البطريرك إبرام بن زرعة، وسأله عن حقيقة ورود ذلك في الإنجيل، فأجابه بالإيجاب، فطلب إليه أن يري هذه الآية، وإلا أفني النصاري بالسيف، إلي آخر الرواية وحدث ذلك بالفعل، وطلب من البطريرك أن يتمني عليه،

فقال له: «أتمني إلا أن يثبت الله دولتك، ويعطيك النصر علي أعدائك»، وعندما أعادها عليه ٣ مرات، طلب إليه البطريرك أن يمكنه من ترميم الكنيسة المعلقة، وكنيسة أبي مرقورة، فأمر المعز في الحال بأن يكتب سجلاً بتمكين البطريرك من ذلك، علي أن يكون الصرف علي العمارة من بيت مال المسلمين، فأخذ البطريرك السجل شاكراً، وأعاد المال، وقال للمعز «إن بيت المال أحق بهذا المال».


يا خالد.. هناك رواية أخري تثبت حدوث ذلك، وهو التحول الذي طرأ علي سلوك الخليفة المعز لدين الله تجاه الأقباط، ومن بعده ابنه العزيز بالله، الذي تزوج من مسيحية.


أعلم أنك تحارب الخرافة وتكرهها، ولكن ما جاء ذكره ليس خرافة، ولكنه من صميم التراث المسيحي، الذي تؤمن به الكنيسة والمسيحيون، وأنت قللت من شأنه، وإذا قسنا هذا الأمر علي أمور في الجهة المقابلة، أقصد الدين الإسلامي، ستشتعل الأمور، خاصة أنه لا يستطيع أي مسيحي أن ينتقد أي شيء في التراث الإسلامي، فما بالك بالدين؟


يا خالد.. عهدي بك أنك إنسان علي خلق، هادئ الطباع، وفطن، ولا تكتب إلا بعد فحص وتدقيق، وأنا صديقك أري أنه جانبك الصواب في هذا الأمر، خصوصاً أن هذه المعجزة حدثت بين عامي ٩٧٥/٩٧٨م ، أي أنه مر عليها مئات السنين، وطبعت ملايين المرات، فما الذي جعلك تتحدث عنها هذه الأيام؟.


أما بخصوص سؤالك للكنيسة، إما أن تنفي أو تستأجر جيولوجيين، فأود أن أؤكد لك، وأنت تعرف ذلك، أن هذا لن يحدث، لأن ذلك جزء من العقيدة والتاريخ.. فالكنيسة لن تنكر تاريخها، وإذا استطعنا جدلاً أن نغير التاريخ فالدين والعقيدة لا يمكن أن يتغيرا لأنهما يستقران في وجدان الناس.

http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=68668

الرد مع إقتباس