عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 16-07-2007
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
اضطهاد المسيحيين

بقلم خالد صلاح ١٦/٧/٢٠٠٧
رغم ما نشرته من تعليقات وردود علي مقال نقل جبل المقطم، فإن الغضب لا يزال يحرك إخوة أقباطاً آخرين، دفاعا عن قصة سمعان الخراز، وتأكيد حدوث المعجزة بالفعل في القرن العاشر الميلادي، أي بعد رحيل السيد المسيح بألف عام، وأستأذن المرسلين (الدكتور غطاس توفيق من الفيوم والأخ مينا وصفي من القاهرة وآخرين من المواطنين الأقباط) أن يقرأوا الرسائل المنشورة في مقال السبت الماضي، ويقرأوا أيضا أهم ما ورد في رسالة القمص مرقس عزيز خليل كاهن الكنيسة المعلقة، ربما يعبر سيادته عن موقفهم و موقف الغالبية من الأقباط، ولكن ليأذن لي القمص مرقس عزيز أيضا أن أعقب علي ما ورد في رسالته خاصة تأكيداته علي استمرار اضطهاد الأقباط منذ الفتح الإسلامي وحتي اليوم.

رسالة القمص طويلة ومدعومة بوثائق نقلها عن مصادر تاريخية قبطية متعددة، ويقول سيادته:

نحن لا نتهم الكاتب بمعاداة الكنيسة لكننا نري أن الصورة التي وصلته قد تكون غير واضحة، وليسمح لنا بتوضيح الحقائق بإيجاز:

لقد ظهرت السيدة العذراء في رؤية للأنبا إبرام البطريرك الثاني والستين بعد ثلاثة أيام قضاها في الصوم والصلاة عندما طلب منه الخليفة الإمام المعز لدين الله الفاطمي نقل الجبل عملا بقول الإنجيل المقدس (لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون للجبل انتقل من هنا إلي هناك فينتقل) ويذكر التاريخ أنه حدثت زلزلة عنيفة تقطم لها الجبل وتحطم فأكرم الخليفة البطريرك إبرام بعد هذه الحادثة وسمح له بترميم الكنيسة وأعاد له بناء كنيسة أبو سيفين،

وهناك أدلة كثيرة علي حدوث هذه المعجزة لا يتسع المقال لها، ونذكر منها علي سبيل المثال أن تشريع الصوم ثلاثة أيام استتبع حدوث هذه المعجزة ، وأضيفت ثلاثة أيام إلي صوم الميلاد فأصبحت مدته ٤٣ يوما بدلا من ٤٠.

أرجو أن يعرف الكاتب أنه ليس من مصلحة الكنيسة اختلاق قصة لمعجزة جديدة فيكفيها ما ورد في الكتاب المقدس من معجزات السيد المسيح

وليلاحظ أيضا أن القصة لم يعترض عليها المسيحيون أو المسلمون في العصور السابقة منذ العهد الفاطمي وحتي اليوم، كما أن صاحب المعجزة سمعان الخراز كان إنسانا بسيطا ولم تنسب الكنيسة معجزة لأحد البطاركة مثلا، لكن مصدرها كان رجلا بسيطا من المواطنين المسيحيين في هذا العصر الفاطمي.

ويضيف القمص مرقس عزيز في نهاية الرسالة أنه يجب التوقف أمام نقطتين أولاهما أن مقالي يشكك في وجود اضطهاد طائفي من فجر الإسلام، وهنا يرد القمص قائلا إن هذه حقيقة يقرها التاريخ وتعلنها الكتب الإسلامية وإن كان الأقباط رغم كل معاناتهم يحبون إخوتهم المسلمين،

ويضيف استدلالا علي وجود الاضطهاد بأهمية الرجوع لكتاب (فتوح مصر وأخبارها) لابن عبد الحكم، و(المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار) للمقريزي، و(السلوك في معرفة الملوك) للمقريزي أيضا، لمعرفة مساحة الاضطهاد التي عاني منها المسيحيون في مصر.

تعليق:

أولا: أشكر القمص مرقس عزيز أنه لم يعتبرني معاديا للكنيسة بمقال يراجع عقليا جانبا من تاريخ مصر، يراه الأقباط معجزة، ولا يعرف المسلمون عنه شيئا سوي كونه جزءا من الثقافة الكنسية ولا يمكنهم الإيمان به إلا بالأدلة العلمية، خاصة أنه لم يحدث في زمن المسيح،

ويتعلق بعلاقة حكام الدولة الفاطمية مع الشعب القبطي من جهة، كما يتعلق أيضا بجغرافية القاهرة ومواقع جبالها ووديانها من جهة أخري فالأمر يخرج عن كونه مسألة كنسية ويتحول إلي دائرة الجغرافيا، ودائرة السياسة، ودائرة التاريخ.

ثانيا: سيادتك و كثير من المعقبين علي المقال ركزوا في الدفاع عن المعجزة ومحاولة إثباتها تاريخيا، بينما لم يلتفتوا لما أشرت إليه من أبعاد تؤكد علي الاضطهاد والطائفية منذ فجر التاريخ،

وتعرف أننا نسمع من قيادات كنسية رفيعة المستوي تصريحات تؤكد(أن المسيحيين كانوا يعيشون أفضل عصور التسامح في ظل الحكم الإسلامي) فكيف تري أنت اليوم أن الاضطهاد منهجي إلي هذا الحد وتعتبر أن المسيحيين عاشوا عصور اضطهاد متعاقبة مثبتة في كتب التاريخ التي أشرت إليها، وتفرح حين أعترف أنا بوجود هذا الاضطهاد،

أولا هذا موقف فعلا، إذ أنني أنحاز بالكامل إلي وضع كل هموم الأقباط علي طاولة البحث تأكيدا لحق أصحاب كل الديانات في ممارسة حقوقهم الدينية بحرية مطلقة.

ثالثا: صحيح أنني أؤمن بوجود خلل في علاقة الدولة بالأقباط، وعلاقة الأقباط بالمسلمين،

لكنني بعد كل هذه الرسائل أكاد أصل إلي نتيجة واحدة، أن المشكلة من طرفين، أي ليست مشكلة المسلمين في شكل علاقتهم بالأقباط فقط بل مشكلة الأقباط أيضا في الاندماج المجتمعي الحقيقي فكريا وسلوكيا، فأبناء الكنيسة يتعلمون تاريخا مختلفا،

ويرون أفلاما سينمائية مختلفة داخل الكنائس ويسمعون من القساوسة في دور العبادة ما لا يسمعونه منهم علي صفحات الجرائد أو في المنتديات العامة، ويعتبرون أن كل مناقشة حرة لأفكارهم اضطهاد وعدوان علي المعتقدات، في حين لا يلتفتون إلي قيام الكثير من الكتاب المسلمين بمراجعة أحاديث للنبي صلي الله عليه وسلم، أو إجراء تقييم نقدي لأحد الصحابة،

أو التشكيك في أحاديث وردت في صحيح البخاري، وهو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالي، حسب المتفق عليه بين الفقهاء المسلمين، دون أن يتم النظر إلي الأمر باعتباره عدوانا أو طائفية، علي عكس الأقباط الذين يتعاملون بحساسية مرهفة مع كل فكرة مخالفة، إذن هي مشكلة مشتركة وليست مشكلة طرف ضد الآخر، التسامح ليس فعلا أحاديا ، بل هو فعل ثنائي التوجه.

نحن يا سيدي نحتاج لرؤية واحدة، وتاريخ واحد، وثقافة واحدة، لا تاريخ للكنيسة مختلفا عن التاريخ خارجها، ولا ثقافة في الكنيسة مختلفة عن الثقافة خارجها.
http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=68819


الرد مع إقتباس