تعليق لطيف علي العربيه- فعلا رائع
http://www.annaqed.com/ar/content/show.aspx?aid=15348
1من 2
109 - لقاء مع طبيب تخصص انف واذن وارهاب
سامي بحيري|24/07/2007 م، 05:15 صباحاً (السعودية) 02:15 صباحاً (جرينتش)
كنت أجلس في صالة الترانزيت بمطار فرانكفورت وكنت متعبا بعد سفر طويل، وأثناء الإنتظار الممل غفوت قليلا وأنا أحتضن حقيبتي الصغيرة، ثم فتحت عيني وأنا بين النوم واليقظة ففوجئت بذقن طويلة جدا كثيفة سوداء تجلس بجواري وفي أعلاها وجه نحيف وبجانب الذقن جلست خيمة سوداء بدون أي شبابيك، وكانا يحملان أكياسا عديدة من البلاستيك تحمل علامات محلات السوق الحرة لمطار فرانكفورت، ولما صحوت تماما إكتشفت أن الذقن الطويلة ماهي إلا لشخص يرتدي الزي الأفغاني وكان يمسك بيده عصاة صغيرة أصغر قليلا من قلم رصاص يضعها في فمه بين الحين والآخر، وكانت رائحة فمه كمن صحا من النوم وفي فمه فأر ميت، أما ماكان داخل الخيمة السوداء فتوقعت أن تكون أمرأته، وكانت تجلس بجانبه مستكينة ومستسلمة، وخرجت عجيزتها خارج المقعد الذي لم يتسع لمحيط تلك العجيزة الهائلة، وكان صاحب الذقن ينظر يمنة ويسرة إلي النساء والبنات الخواجات (اللاتي طلعن من هدومهن في عز شهر يوليو) وأخذ ينظر بشبق إلي اللحم الأبيض (المتوسط) ويتمتم ببعض الكلمات وأرهفت السمع وعرفت أنه يقول: "أستغر الله"، ولكن إستمرار الإستغفار لم يمنعه من الإستمرار في البحلقة والتطلع إلي ذوات اللحم الأبيض (المتوسط)، ولا حظ أنني أراقبه فأخذ يغض البصر بصعوبة، وكلما رفع بصره للتطلع إلي الخواجات (القشطة) كنت أرمقه بنظرة قوية معناها (غض البصر ياحاج)، وأحيانا كان ينظر إلي الخيمة الجالسه بجواره وينظر إلي اللحم الأبيض (المتوسط)، ولسان حاله يقول: "جتنا نيلة في حظنا الهباب"، ورأيت الخيمة تميل إليه ويبدو أنها همست له بشيء، وفوجئت به يقول بصوت عال باللغة العربية: وأنا حأجيب لك حمام منين دلوقت؟ ومالت عليه وهمست مرة أخرى، وبدا أن الأمر مستعجل، فوجدته يقول وقد بدا أنه قد فقد صبره: طيب إستني لما أسأل. ووجه كلامه إلي بإنجليزية مكسرة، يسأل عن حمام: Toilet "Blease" for Madam?
وفوجئ بأنني أجيبه بالعربية (وأنا أستعبط): ـ وفين هي المدام دي؟ فأشار إلي الخيمة بجواره، وهو يقول بعصبية، وكأنه يكشف عن شخصية زوجته: ـ ماهي قاعدة جنبي أهي!! فأشرت له إلي مكان حمام السيدات، فأشار بدوره إلى زوجته، والتي قامت مسرعة إلى الحمام. وشكرني، ثم سألني: ـ وحضرتك عايش في أوروبا؟ ـ لأ أنا عايش في أمريكا؟ أنا هنا ترانزيت بس. ـ وحضرتك مسلم؟ ـ أيوه، وبتسأل ليه؟ ـ علشان مش مربي ذقنك؟ ـ وهو ضروري المسلم يربي ذقنه؟ ـ أيوه طبعا دي سنة؟ ـ طيب ما أبو لهب كان مربي ذقنه برضه؟ وبدا أنه لم يسعد بإجاباتي، وقال: ـ ضروري نقتدي بكل حاجة الرسول كان بيعملها. ـ فقلت له: طيب الرسول كان بيقعد على الأرض وعمره ما قعد على كرسي، وأنا شايف حضرتك قاعد على كرسي. ـ لأ.. للضرورة أحكام. وسألته: ـ وحضرتك رايح فين؟ ـ أنا مسافر الدانمارك؟ ـ وحتسافر إزاي؟ ـ على طيارة لوفتهانزا؟ ـ طيب الرسول عمره ما ركب طيارة لوفتهانزا، كان يركب حصان أو جمل، ياريت حضرتك (إقتداء بالرسول) تخرج من المطار وتاخد أول جمل يقابلك في الشارع على كوبنهاجن عدل، ولا حتقوللي للضرورة أحكام كمان. ـ إنت الظاهر بتحب الجدال، ولا جدال في الدين. ـ طيب عاوز أسألك إيه القلم الرصاص إللي إيدك ده، إللي بتحطه في بقك كل شوية؟
ـ ده مسواك علشان نظافة الأسنان، إنت عمرك ما شفت مسواك؟ ـ طيب ليه ما عملتش سنانك قبل ما تخرج الصبح بالفرشاة ومعجون الأسنان؟ ـ المسواك سنة، والرسول عمره ما إستعمل فرشة أسنان أو معجون أسنان. ـ يعني المسواك سنة، لكن الفرشاة مش سنة، والطيارة سنة و لأ، والموبايل ياتري سنة هو كمان، أنا لسة شايفك كنت بتتكلم في الموبايال. وبدا أنه قد ضاق صدره من (الجدال)، وخفت أن (ينفجر) في أي وقت ولكن ما طمئني هو أننا كنا داخل صالة الترانزيت بعد التفتيش الدقيق، وكذلك كان بالقرب منا ضابط أمن ألماني محترم وكنت أحييه بإبتسامة من وقت لآخر لكي ياخد باله مني لو حدث لي مكروه!! *
آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 24-07-2007 الساعة 12:24 PM
السبب: تم إضافة الرابط
|