لو كان الغرب حقا يخاف من الإسلام كدين, لما سمحت الحكومات الغربية للجاليات الإسلامية وقدمت لهم الدعم المالي في بناء مساجدهم وجلب أئمتهم من الخارج؟ ولما وجد المسلمون, بمن فيهم دعاة الإسلام السياسي, في هذا الغرب الملاذ الآمن لهم فجاءوا بالملايين, بل ويغامرون بحياتهم من الغرق في البحار من أجل الوصول إلي هذا الغرب 'الكافر' للعيش فيه بأمان وسلام. كذلك نجد نسبة المساجد إلي عدد السكان المسلمين في الغرب تفوق النسبة ذاتها في الدول الإسلامية. ففي بريطانيا وحدها يوجد أكثر من ألف مسجد بينما عدد المسلمين فيها أقل من مليونين نسمة. بينما ممنوع علي المسيحيين الأقباط في مصر بناء كنائس جديدة لهم إلا بموافقة الجهات السيادية وبشروط تعجيزية, كما وممنوع علي المسيحي الزائر إلي المملكة العربية السعودية حتي أن يجلب معه الكتاب المقدس فيصادر من المطار.
الحقيقة لا يمكن حجبها بالغربال, كما يقولون, فالمسلمون بجميع مذاهبهم يتمتعون بالحرية الكاملة في ممارسة شعائرهم الدينية في الغرب أكثر مما في البلدان الإسلامية. إن حرية ممارسة الشعائر الدينية في أية دولة إسلامية مسموح بها فقط لمذهب السلطة, وهناك اضطهاد علني تمارسه السلطة في البلدان الإسلامية ضد أتباع المذاهب الإسلامية الأخري, ناهيك عن أصحاب الديانات الأخري. فهذا هو الوضع في السعودية الوهابية ضد الشيعة, والوضع ذاته في إيران الشيعية ضد السنة. والجدير بالذكر أنه لم تحصل تفجيرات ضد دور العبادة في الغرب, بل ارتكبت هذه الجرائم في البلاد الإسلامية. وهذا دليل علي بطلان الادعاء بوجود الإسلاموفوبيا في الغرب. ولو كان هناك إسلاموفوبيا في الغرب, وخاصة في أمريكا, لما قام الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بزيارات متكررة لمساجد ومعاهد المسلمين في المناسبات الدينية الإسلامية وهو يبدي كل الاحترام لهم ولمعتقداتهم, وحتي يخلع حذاءه عند باب المسجد احتراما للتقاليد الإسلامية. فهل هذا دليل الإسلاموفوبيا؟
__________________
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا. فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ. لأَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمُضَايِقِينَ فَيُرْسِلُ لَهُمْ مُخَلِّصاً وَمُحَامِياً وَيُنْقِذُهُمْ. فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ وَيَعْرِفُ الْمِصْريُّونَ الرَّبَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَيُقَدِّمُونَ ذَبِيحَةً وتقدمه وَيَنْذُرُونَ لِلرَّبِّ نَذْراً وَيُوفُونَ بِهِ. وَيَضْرِبُ الرَّبُّ مِصْرَ ضَارِباً فَشَافِياً فَيَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ فَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ وَيَشْفِيهِمْ. «فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ سِكَّةٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ فَيَجِيءُ الآشوريون إِلَى مِصْرَ وَالْمِصْرِيُّونَ إِلَى أَشُّورَ وَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُّونَ مَعَ الآشوريين. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثُلْثاً لِمِصْرَ وَلأَشُّورَ بَرَكَةً فِي الأَرْضِ بِهَا يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ».
www.copts.net
|