عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 15-08-2007
faraway5050 faraway5050 غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 245
faraway5050 is on a distinguished road
أنا وزينب والتنصير ـ فاطمة عبد الرءوف "أم ثائر"


فاطمة عبد الرءوف "أم ثائر" : بتاريخ 15 - 8 - 2007
التقيتها مرة واحدة .. كان ذلك في أحد أمسيات الشتاء قارصة البرودة .. كانت الساعة تقترب من منتصف الليل عندما طرقت زينب في صحبة زوجها محمد حجازي بيتنا في حلوان.. هي فتاة تميل إلى الطول نحيفة سمراء البشرة ترتدي حجابا وملابس فضفاضة.. بعد التحية وتناول العشاء جلسنا جميعا سويا بدأ زوجي أسامة الهتيمي الكلام حيث وجه حديثه لمحمد حجازي يسأله عن مشكلته التي يكتنفها الكثير من الغموض.
وما أن بدأ محمد يسرد تفاصيل المشكلة حتى التقطت زينب طرف الحديث في البداية بدا صوتها مرتبكا في غير تلعثم ثم ما لبثت أن هدأت وحكت طويلا طويلا عن المخطط الرهيب الذي وقعا في شباكه .
قالت زينب بعد زواجي ومحمد في المنيا وقدومنا إلى القاهرة كان علينا أن نواجه الحياة وحيدين حيث إن أهلي أتموا هذا الزواج على مضض وتركوني أواجه الحياة وحدي كما أن أهل محمد ليس لديهم أي استعداد لدعمنا في حياتنا الزوجية .. وهو ما جعلنا نقضي أيامنا الأولى في الفنادق واللوكندات حتى إذا نفذت نقودنا واجهنا مشكلة حقيقية وتراكمت ديوننا إلى أن تعرف محمد على أحد الأشخاص ال***** الذي وفر له فرصة عمل (رش مبيدات في مقر قناة "الإية أر تي" ) كما وفر لنا شقة بسعر مثالي فقط مائة وخمسين جنيها وبدون مقدم أو تأمين واشترينا أثاثا بالغ البساطة وكنا في غاية السعادة آنذاك وشيئا فشيئا بدأنا نكتشف خيوط المؤامرة .
في البداية أغرقنا جيراننا ال***** جميعا بالكرم والعطف والحديث حول أننا أصبحنا أسرة واحدة ..هذا الكرم الذي أخذ صورة الإلحاح في الزيارة حيث كانوا يأخذوننا لقضاء العديد من الأمسيات عندهم وأثناء هذه الأوقات كان التلفاز دائما على قنوات التنصير مثل قناة الحياة .. كنت أقول لنفسي هم أحرار فيما يشاهدون ولكن شعوري كان يقول إنهم يتعمدون أن نشاهد ذلك وهذا ما تأكد لي بعهد ذلك عندما بدأوا يلفتون انتباهي إلى ما يبث وأسئلة من نوع أليس ذلك صحيحا؟ ويضيقون علينا الخناق كي نجيبهم بما يريدون ولكننا صمدنا بل إن محمد كان يناقشهم مناقشة شديدة يفند أكاذيبهم وافتراءاتهم على الإسلام ثم فؤجئنا بصاعقة جديدة هي أن هؤلاء الجيران جميعا كانوا مسلمين مثلنا وتم تنصيرهم تلا ذلك دعوة صريحة لا لبس فيها وهي أن نتحول إلى المسيحية مثلهم ورفضنا ذلك كما رفضنا الإهانات التي وجهوها للإسلام وكتابه ونبيه والتي وصلت إلى حد الاستهزاء بالقرآن أمامنا.. كنا نعلم أن العد التنازلي قد حان وأنه لابد لنا من مفارقة هؤلاء ولكن كان الحاجز المادي عائقا لنا فإلى أين نذهب ؟
وقررنا الانتظار قليلا حتى نبحث عن بديل .. ولكنهم لم ينتظروا ذلك فلقد فوجئت بالطرق الشديد على الشقة وكان محمد وقتذاك في العمل وعندما فتحت للطارقين فوجئت بهم يطلبون مني المفتاح الخاصة بالشقة لأن نسختهم ضاعت "كان لديهم نسخة أخرى من مفتاح الشقة" وأعطيتهم المفتاح وأنا في حالة ذهول ثم ما لبثوا أن طرودني ولم أخذ أي شئ معي من الشقة اتصلت بمحمد فلم يستطع أن يفعل شيئا بل إنه فقد عمله هو الآخر ثم ذهبنا أنا وهو نستجدي الأصدقاء ونعيش يوما بيومه وعندما وصلت زينب عند هذه النقطة أخذت تتساءل باستنكار كيف تترك الدولة هؤلاء الناس يتلاعبون بنا هكذا ويقومون بعملية التنصير في هدوء وصمت ألا يوجد أحد يتصدى لهؤلاء الناس ..نستطيع أن نتنازل عن كل شئ إلا ديننا .
الحقيقة أنني كنت متعاطفة جدا مع زينب وهذا ما دفعني إلى أن أنفرد بها لتحدثني عن نفسها أكثر ولقد كانت شخصيتها أكثر قوة من شخصية زوجها محمد فلقد كان محمد شبه محبط أما هي فعلى الرغم من كل شئ كانت تبدو متفاءلة أن ثمة جديد قد يغير حياتهما ومما قالته لي عن نفسها أنها تحب كتابة القصة وأنها تشعر أن لديها جديدا تقوله وأنها تبحث عن فرصة ليقيم أحد النقاد إبداعها " من الأمور التي لفتت انتباهي أنها لم تكن تحمل معها أي متاع إلا كتاب أدبي كانت تتشبث به ".
حكت لي زينب عن حياتها في المنيا حيث كانت تعاني الاغتراب في أسرتها ولم تكن لها صديقات بالمعنى الحقيقي وازداد هذا الأمر بعدما تعرفت بمحمد في بورسعيد ونشأ بينهما علاقة عاطفية فعندما عادت في الإجازة للمنيا كانت تشعر بالخواء والاغتراب عن كل شئ أو كأن روحها فارقتها هناك في بورسعيد .

آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 16-08-2007 الساعة 01:14 PM السبب: تكبير الخط
الرد مع إقتباس