عرض مشاركة مفردة
  #30  
قديم 15-08-2007
faraway5050 faraway5050 غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 245
faraway5050 is on a distinguished road
أما عن سبب دراستها في بورسعيد بالذات فلأن والدها الذي ضاقت به سبل الحياة في المنيا كان يعمل في احد المحال التجارية ببورسعيد وكانت حياتها تسير بطريقة تقليدية هناك حتى تعرفت على محمد أثناء الإضراب فانقلبت حياتها رأسا على عقب خاصة وأن لهما اهتماما مشتركا بالأدب فهو يقرض الشعر وهي تكتب القصة وعلى الرغم من هذا الحب فلقد أكدت لي أن الزواج تم في المنيا وبطريقة شرعية تماما وأن ـأسرتها استجابت لها في الزواج من محمد ولكنهم كانوا يريدون أن يأتي مع أهله وأنهم وبمجرد عقد الزواج رحلوا إلى القاهرة .
وأخيرا قالت لي أنا غير نادمة على الزواج من محمد لأنه هو الإنسان الوحيد الذي يفهمني وهو من كنت أبحث عنه "الغريب أن محمد قال لأسامة أن لا يسأله عن فتاة أخرى كان يحبها في السابق أمام زينب التي لا تعرف شيئا عن هذا الأمر".
وقالت لي زينب إنها ستقنع بمحمد بالاستدانة مرة أخيرة من أجل توفير أي سكن مهما كان صغيرا وأنها ستعمل معه يدا بيد من أجل توفير نفقات المعيشة وأن العمل متوافر لمن يريد وعلى سبيل المثال العمل في احد المحلات التجارية " وبالطبع ليس العمل كخادمة" وأنها تعمل احتياطها جيدا حتى لا يحدث حمل في هذه الأثناء حتى لا تزيد المسئولية عليهما وحتى تستطيع أن تشارك في العمل .
أما عن ثقافتها فقد كانت عادية للغاية فخارج مجال اهتمامها الأدبي كانت مناقشتها معي بسيطة بحيث نستطيع القول بأنها بمستوى الثقافة الشائعة فهي لا تفهم مثلا دلالة القول بأن تحرير المرأة لابد أن يكون من منظور إسلامي وخارج قراءة الأدب تقريبا لم تقرأ أي شئ .
في الصباح تأخر أسامة عن عمله ليذهب معهما إلى سمسار المنطقة "عم محمود" الذي سأله هل تضمنهما فأجاب أسامة نعم فأخذهما السمسار إلى شقة صغيرة "56متر" عبارة عن حجرتين وصالة متناهية الصغر وكانت فرحة زينب بها شديدة فلقد حكى لي أسامة أنها كانت تصيح من الفرح بأنها رائعة ..لكن السمسار طلب 700 جنيها فإيجار الشقة 175 جنيها ومطلوب شهرين تأمين وشهر مقدم وشهر للسمسار حاول أسامة التفاوض مع السمسار دون جدوى فاقترح عليهما أن يحاولا جمع أكبر قدر من المبلغ وأنه سيكمل لهما لأن المبلغ كاملا ليس متوفرا معه واتفقوا على ذلك وقبل الرحيل طلب محمد من أسامة مبلغا من المال لأنه لا يملك ثمن المواصلات وهو ما كان .
وبعد أن حدث ما حدث بعد ذلك لم تفارقني صورة زينب " المحجبة التي قامت بأداء صلاة العشاء في بيتي " عندما نظرت إليها النظرة الأخيرة من الشرفة وهي تسير مع محمد وأسامة وتكاد تنكمش في نفسها من شدة البرودة فلقد كانت ترتدي "بلوزة" صيفية خفيفة ليس تحتها أي "بلوفر" و"جونلة" خفيفة كذلك وترتدي "صندلا" صيفيا في عز برد الشتاء وفي يدها كتاب تقبض عليه بشدة ولن أنسى نظرة عينيها الأخيرة الحائرة بين أمل قد يقترب ومجهول غامض الأبعاد .
ظللت أنا وأسامة بعدها فترة ليست بالقصيرة نشعر بالألم والتقصير خاصة تجاه زينب التي كنا نراها أكثر شفافية وأضعف حالا " محمد كان يرتدي ملابس شتوية ثقيلة "
اتصل أسامة كثيرا بالصديق الذي طلب منه استضافة محمد "طارق قاسم" من أجل أن يعرض عليه استضافتهما مرة أخرى أو حتى استضافة زينب لوحدها حتى يتدبر محمد أمره بدلا من بهدلتها في الشوارع لكن كأن الأرض ابتلعتهما فلم يعرف أحد عنهما شيئا حتى حدث ما حدث وهو ما كنت أستشعره في قرارة نفسي بعد الغياب الطويل فلقد بدا لي أنهما لم يفلحا في تدبير المال وأن اليأس لابد سيأخذ بخناقهما ويجعلهما يعيدان الخطى إلى البيت الوحيد الذي آواهما " بيت التنصير الخبيث " .. إنها ردة المرغمين المكرهين الذين انغلقت في أعينهما أبواب الأمل والرجاء واعتصرهما الجوع والبرد وقديما أكره عمار بن ياسر على سب الرسول للنجاة من التعذيب وقلبه مطمئن بالإيمان ومن يدري أين الحقيقة في كل ما حدث .. الله وحده يعلم ما في الضمائر والقلوب .
ومن يستمع إلى صوت محمد حجازي في الفضائيات والذي أعلن فيه ردته لابد أن يشعر فيه باهتزاز الصوت ولابد أن يرى النظرات الزائغة في عينيه .
على أية حال ألا يتحمل المسلمون جميعا وزر ما حدث ووزر ما سيحدث بعد ذلك إن مبلغ ألف جنية فقط كان سيغير وجه حياة شابين مسلمين في مقتبل العمر .
لقد جعل الله عز وجل سهما في الزكاة للمؤلفة قلوبهم فما بالك لمن أوصله فقره إلى الكفر .
هذا الشاب لا يحتاج إلى الوعظ قدر احتياجه إلى من يسدد ديونه وإيصالات الأمانة التي أخذوها عليه وهو واجب على المسلمين وعلى أصدقاءه وبدلا من رجمه وسبه لأنه كافر مرتد لابد من البحث أولا عن الأسباب الحقيقية لما حدث وعلاجها وألا تكون السلبية هي شعارنا في الحياة .
فوفاء قسطنطين المسلمة البالغة من العمر خمسين عاما تم إجبارها على جلسات الوعظ والإرشاد ولم يتم تهميشها واليأس من إعادتها "ولو بالقوة كما حدث بالفعل ". فما بالنا نحن نقول الإسلام ليس بحاجة إلى محمد وزينب .. صحيح أن الإسلام ليس بحاجة إلى محمد وزينب ولكنهما بحاجة إليه وإذا كان هداية إنسان أفضل من الدنيا وما فيها فإن إعادة إنسان آخر إلى طريق الهدى لا تقل في الأهمية .

http://www.almesryoon.com/ShowDetail...Page=13&Part=6

آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 16-08-2007 الساعة 01:13 PM السبب: تكبير الخط
الرد مع إقتباس