
08-09-2007
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
|
|
صفحة 21 :
في 20/2/1968 التحقت بوظيفة للمرة الأولي وملأت استمارة الالتحاق ووجدت بها أيضا خانة للديانة وكان واجبا علي أن أملأها ولا أدري ما الذي كان يمكن أن يحدث لي ومعي لو أنني كنت قد كتبت ما خطر ببالي ساعتها . أمام خانة الديانة /// ( لا يوجد حاليا لحين دراسة الديانة واعتناقها عن فهم وقناعة ) ولكنني فكرت في كيف سيكون رد فعل المسئولين علي فعلتي تلك؟ وكيف سيكون رد فعل زملائي من المتقدمين للوظيفة ؟ وهل كان من الممكن أن يقبلوني موظفا ..- كان ترتيبي الثالث في المسابقة علي الوظيفة من تعداد المتقدمين 600 ستمائة طالب - ؟ وهل لو تجاوزا عن مسألة كتابتي " لا يوجد حاليا " أمام خانة الديانة أفلن تبقي تلك مرتكزا للسخرية والضحك مني طوال تعاملي مع الجميع ؟ والتعليق الدائم ، وتوجيه الأسئلة المحرجة لي مثل : كيف يكون الانسان بلا دين ؟! ، وهل يؤتمن الي من لا دين له أو يوثق فيه ؟! وغير ذلك كثير من التقريعات والتوبيخات والنكات.. هذا لو .. تجاوز المسئولون بهذه الوظيفة عن موضوع عدم ذكر عقيدة دينية لي باستمارة التوظيف . مالم يقوموا بالغاء توظيفي نهائيا وهو الاحتمال الأرجح ، ما لم يكن الأكيد ..
علي أية حال كان لزاما علي أن أملأ خانة الديانة بالاستمارة كي لا أدخل نفسي في جدل لا وقت له وسيضربني في صميم حياتي .. .. وقعت علي الاستمارة بما فيها مما يعني ضمنيا أنني أؤمن وأعتنق عقيدة دينية لا أفهم أصولها ولا زلت أبحث وأقرأ للتأكد من صحتها ولم أتأكد بعد ، ولم يكن أحد من زملائي المتقدمين للوظيفة يعرف شيئا أكثر مني أو علي دراية زائدة عن درايتي بعقيدة دينية اعترف وأقر باعتناقه لها باستمارة التوظيف . بل حالهم جميعا مثل حالي ..!
* * * *
صفحة 22 :
استلمت الوظيفة . ووجدت أن الشهور تمضي وعمري يقترب من ال21 عاما – سن الرشد – سن تحمل المسئولية القانونية ..
لذا رأيت أنه من الواجب علي خاصة بعدما توظفت وأصبح بمقدوري شراء كتب علي نفقتي الخاصة حيث حصلت علي استقلالي الاقتصادي . وباستطاعتي أن أحضر ندوات ثقافية وأنهل من الثقافة ، وأتنزه بين العلوم والآداب والفنون بكامل الحرية .. فلا شيء يشغلني بعد انتهاء عملي . ورأيت أنه بالاضافة الي القراءة في الشعر والأدب - الهواية التي تشدني – فان علي أن أسعي لفهم العقيدة الدينية المكتوبة لي بشهادة ميلادي وببطاقتي الشخصية . تلك العقيدة الدينية التي أقررت ووقعت مرات عديدة علي اعتناقي لها – بالمرحلة الابتدائية ، والاعدادية والثانوية ، واستمارة البطاقة الشخصية ، واستمارة الوظيفة - دونما المام أو معرفة كافية بتلك العقيدة . مما يعد تزويرا بأوراق رسمية سواء مني أو، وممن كتبوا بشهادة ميلادي أنني مسلم ! ، وخاصة من طبع علي شهادة ميلادي خاتم شعار الدولة .! تصديقا منه علي أن الطفل الوليد " صلاح الدين محسن " الذي عمره يمان فقط . يعتنق الديانة الاسلامية ..(!) - وكذلك اشترك في التزوير كل من وقعوا باعتماد والتصديق علي كل استمارة وقعت أنا عليها قبل بلوغي سن الرشد وفيها خانة تقول بأنني أعتنق ديانة فقهاؤها ومفسروا كتابها لديهم من الاختلافات حول تلك الديانة أكثر مما لديهم من الاتفاق، وتلك الديانة منذ بدايانها انشقت علي نفسها الي مذهبين – سنة وشيعة – وكل مذهب منهما يعتبر الآخر كافرا في العلن تارات وفي السر باستمرار ..! - !
ومن هنا رحت أشتري الكتب وأقرأ لعبد الرزاق نوفل - أحد نجوم التأليف الاسلامي في ذاك الوقت -، والدكتور أحمد شلبي ، والدكتور مصطفي محمود ، و الشيخ محمود شلتوت –شيخ الأزهر في ذلك الوقت - ، وللشيخ الغزالي ، وللشيخ الباقوري وغيرهم كثيرين . ومضيت أناقش في قضايا الدين كل من ألمس فيه ثقافة دينية أو مجرد رغبة في مناقشة قضايا ذاك الدين – الذي كتبوا لي وأنا في المهد ، أنني أعتنقه وأعتقد فيه : مسلم ! - .
* * * *
صفحة 34
عام 1971 : أخيرا وصلني خطاب من القوي العاملة لتوظيفي عن طريقها وكنت قد توظفت عن طريق مسابقة – كما قلت من قبل - ، وصلني الخطاب بعد 4 سنوات وأنا أعمل بالريف موظفا . لحين توظفي عن طريق القوي العاملة حتي أتمكن من الانتقال للعمل بالقاهرة حيث تقيم الأسرة .
سافرت من القرية التي أعمل بها الي القاهرة لمبني الوزارة التي عينت بها . فقدموا لي بعض الاستمارات لملئها ، رحت أتأمل البيانات . من اسم وعنوان و.. و... حتي وصلت الي خانة : الديانة ..!
الآن مطلوب مني تحديد كتابة الديانة والتوقيع أسفل الاستمارة ، والاقرار بصحة البيانات، وعلي مسئوليتي..وها أنا قد بلغت سن الرشد ، والاستمارات السابقة التي وقعت عليها من قبل كان عمري أقل من 21 سنة . اي لم أكن قد بلغت سن الرشد..!
توقفت ودار بذهني بسرعة أسئلة كثيرة . منها : ما هي علاقة الديانة بقدرة وكفاءة الموظف أو عدم كفاءته ؟! وهل الأجر حسب الديانة ؟!وهل المسلم أكفأ من الهندوسي أو البوذي أو المسيحي أو الشيوعي اللاديني ؟ لماذا تكتب الديانة بشهادة الميلاد ؟!
ولماذا نكتب الديانة بعد شهادة الميلاد باستمارات الامتحان واستمارات استخراج الهوية واستمارات التوظيف ؟!
|