عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-09-2007
الصورة الرمزية لـ ابن مصري
ابن مصري ابن مصري غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 229
ابن مصري is on a distinguished road
هل تصح الصلاة خلف (جنّي)؟



مشعل السديري


أحلف لكم بالله العظيم أنني سمعت هذا الكلام أو الحوار بين اثنين بالغين ومحترمين، أحدهما يحمل درجة الماجستير والآخر إمام مسجد، فسأل الأول الثاني: هل تصح الصلاة خلف (جنّي)، وذهلت معتقداً أن الثاني سوف يحمق ويغضب من سؤاله، غير أنني تفاجأت بقوله: نعم هذا يصح إذا كان (مسلماً)، لأنهم مكلفون. أقول لكم الحق، انه رغم مفاجأتي المخزية بلعت تلك المعلومة، على أمل أنني سوف أجد في يوم من الأيام إماما (جنّي) ورِعا لكي أصلي خلفه، ونذرت أنني بعد أن انتهي من الصلاة خلفه سوف أعانقه بحرارة وأطلب منه أن يدعو لي بالهداية، فلا شيء عندي بالمحبة يعدل محبة الأئمة، سواء كانوا من الإنس أو الجن، لا فرق على الإطلاق, غير أن ما (سطح كبدي) وجعلني غير مفتخر بنفسي، هو ما سمعته من الاثنين عندما استرسلا بالحديث، وذلك عندما سأل (العبيط) الأول، الإمام وقال له: يا شيخ جزاك الله خيرا، إذا مرّ (جنّي) بين يدي وأنا أصلي، هل ذلك يقطع صلاتي أم أنني استمر بها؟!، فأجابه الشيخ بعد أن (تنحنح) ثلاث مرّات: لا إنه لا يقطعها، فلا يقطع الصلاة إلاّ إذا مرّ بين يديك كــلب أسود لأنه من شياطين الكــلاب، أما الأبيض والأحمر فلا بأس بهما. عندما سمعت ذلك تذكرت رأساً كــلب الحراسة الأسود عندي، ولا أكذب عليكم أن جسدي أصابته (قشعريرة)، وأخذت اسأل نفسي: هل يعقل ذلك؟!، أفي فناء منزلي شيطان من الجن وأنا لا أعرف؟!، كيف أسمح لذلك العفريت أن يلاعبني وألاعبه؟!، فعلاً كيف يرافقني، ويفتح لي فمه ضاحكاً ويهزّ لي ذيله، (وينطنط)، وأنا (يا غافل لك الله) لا أدري؟!، وفوق ذلك كله انتمي لجمعية الرفق بالحيوان!، (يا عيب الشوم)، يا عيب، لا، لا، وألف لا، هذا لا يصير، كيف أقبل وأنا المسلم (شبه المحترم)، كيف أقبل أن يكون في فناء منزلي شيطان أسود من الجن؟!. وفعلاً تركت (السائل والمسؤول) يتحاوران عن مواصفات الجن من الذكور والإناث، وذهبت (جرياً)، ثم استدركت ورجعت إلى سيارتي لأنها أسرع من ركضي، المهم أنني طوال مشوار الطريق، ولا تفكير لي غير بالجن والعفاريت والشياطين والكــلاب ومعهم بالطبع القليل من النساء. وعندما وصلت وقبل أن ادخل السيارة إلى (الكراج)، وإذا بالكــلب من خلف السور أحسّ بقدومي، فأخذ ينبح نباح ترحيب ومحبة، وكنت على وشك أن أبادله كالعادة الترحيب والمحبة، غير أنني تذكرت كلام الإمام، فتغيّر مزاجي وشعرت أن ذلك الكــلب الحقير المنافق الخســيس، ما هو إلاّ شيطان، وأنه سوف يتصيّدني ويحبل لي الأحابيل، وحالما نزلت من السيارة خلعت حذائي وقذفت بها بكل قوتي نحو رأس الكــلب أريد أن أشجّه، فأخطأته، وإذا به يقفز نحوها بكل مرح، معتقداً أنني ألاعبه، وأتى بها في فمه وهو يهز ذيله ووضعها عند قدمي. فما كان مني إلاّ أن أقول: بسم الله الرحمن الرحيم، تصبح على خير، فردّ عليّ: هو، هو، هو..

* نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندن
الرد مع إقتباس