عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 10-09-2007
Maged Morcos Maged Morcos غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2005
المشاركات: 161
Maged Morcos is on a distinguished road
وفي تونس التي عانت الأمرين تحت حكم الرئيس مدى الحياة الحبيب بورقيبة، ربما ندم نزلاء سجونها لموت الحبيب بورقيبها واعتلاء زين العابدين بن علي سدة الحكم، فقد زاد القمع والتعذيب والاختفاء القسري والمقابر الخفية. في مارس 1994 أعلن الدكتور منصف المرزوقي رئيس رابطة حقوق الانسان التونسية ترشحه أمام بن علي، ودفع منذ ذلك الوقت ثمنا غاليا تماما كما دفع الدكتور أيمن نور ثمنا باهظا من عمره وصحته لأنه ترشح أمام الرئيس حسني مبارك. الأول قامت سلطات بن علي باتهامه بسرقة سيارة، والثاني بتزوير أصوات وتوكيلات. في تونس اختطف ثلاثة من رجال الاستخبارات الناشط الدكتور منصف المرزوقي وأعادوه بعد يومين ، وفي مصر قامت أجهزة استخبارات حسني مبارك باختطاف الدكتور عبد الحليم قنديل وأوسعوه ضربا، ونزعوا ملابسه وتركوه عاريا في الصحراء. (محمد عبد المجيد، الحوار المتمدن العدد 1868، تاريخ 28/3/2007).
أما سوريا والسعودية وإيران فيحتاج الحديث عن التعذيب والموت في سجونهم إلى كتاب كامل منفصل. والغريب أنه حتى النساء لم يسلمن من التعذيب في دولة الإسلام رغم تبجح المتأسلمين بأن الإسلام كرّم المرأة، ففي الدولة العباسية بعد أن قتلوا الخليفة المقتدر وبايعوا القاهر ليصبح الخليفة من بعده، صادر القاهر بعض خواص المقتدر وعذب أمه حتى ماتت معلقة (شذرات الذهب ج2، ص 285).
فلأن الأمة العربية والإسلامية فُطمت على التعذيب، ومن شبّ على شيء شاب عليه، أصبحت أخبار تعذيب المعتقلين وموتهم في السجون وأقسام الشرطة لا تثير فيهم أي مشاعر ثورة أو غضب، عكس الأمم الأخرى التي ثارت وتخلصت من حكامها الذين مارسوا الكبت والتعذيب. فدول أمريكا اللاتينية وخاصة تشيلي ثارت وتخلصت من بنوشيه وطالبت بتقديمه للمحاكمة انتقاماً لأرواح القتلى. والشعب البولندي ثار على حكامه الشيوعيين الذين حكموه بيد من حديد ومارسوا التعذيب والقتل. وفي جنوب إفريقيا وفي إثيوبيا ثارت الجماهير وقلبت أنظمة الحكم الفاسد الذي اعتمد على القتل والإرهاب والتعذيب. ولكن أمة الإسلام لا يحركها القتل والتعذيب. ولأن الحكمة تقول: لكل قاعدةٍ شواذ، فقد شذت رومانيا المسلمة وثارت على شاوسيسكو وقتلته. ربما تكون جيناتهم الأوربية قد لعبت دوراً في ذلك. أما بقية الأمة الإسلامية فإنها ما زالت تستمريء التعذيب الذي فُطمت عليه. ولا يسعنا إلا أن نقول (وكان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
الرد مع إقتباس