عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 20-09-2007
Maged Morcos Maged Morcos غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2005
المشاركات: 161
Maged Morcos is on a distinguished road
وروى البخاري عن البراء أنه لما نزل صوم رمضان كان غير مسموح لهم الاقتراب من نسائهم طوال شهر رمضان. وقال آخرون إنه كان مسموحاً لهم بعد الإفطار على شرط إلا ينام الرجل أو المرأة قبل الجماع. فإذا نام أحدهما ثم أفاق بالليل فلا يمكنه مجامعة الزوج. وكالعادة جاء عمر بن الخطاب بالحل. فقد كان يسمر مع رسول الله بعد الإفطار وعندما رجع إلى بيته أراد أن يجامع زوجته فقالت له: إني نمت. فحسب هوأنها إنما تتمنع عليه فوطئها. وجاء رسول الله في اليوم التالي وقال له: أعتذر إلى الله وإليك، فإن نفسي زينت لي فوقعت بأهلي، فهل تجد لي من رخصة؟ فقال له الرسول (لم تكن حقيقياً ياعمر). وهذا يعني أنه لم يجد له رخصة فيما فعل، فرجع عمر إلى أهله مهموماً. فلما بلغ بيته أرسل إليه محمد وأنبأه أن الله قد عذرة بآية من القرآن، وهي (أُحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباسٌ لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كب الله لكم (البقرة 187). ويتبادر إلى الذهن سؤال بديهي: ألم يكن الله يعلم مسبقاً عندما أصدر الأوامر إلى رسوله بمنع الجماع في شهر رمضان أن المؤمنين سوف يختانون أنفسهم لأنهم لم تكن لهم أي وسائل ترفيه بالليل غير الجنس؟ وإذا علم الله مسبقاً، كيف يصدر قانوناً بعكس طبيعة البشر ويتوقع منهم اتباعه، والمثل العامي يقول: إذا أردت أن تُطاع فأمر بما يُستطاع؟ وتأكيداً على تحريم الجماع في رمضان يقول القرطبي في شرح الآية (لفظ " أُحل" يقتضي أنه كان محرماً قبل ذلك ثم نُسخ.)
فهل من المعقول أن يحدث كل هذا التخبط في فرض عبادة من الأهمية بحيث جعلها محمد ركناً من أركان الإسلام؟ المنطق يخبرنا أن هذا التشريع لو صدر من إله عالم لما مر بكل هذه الخطوات التى لا يمكن للبشر اتباعها. فإما أن الآيات من عند إنسان يتعلم بالتجربة، أو أن الإله الذي أصدرها لا يعلم الغيب.
ثم جاءت المشكلة الكبرى، ألا وهي معرفة بداية ونهاية شهر الصوم. فجاءت الآية (من رأى منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (البقرة 175). ومن البديهي أن يعتمدوا على رؤية الشهر بالعين المجردة في تلك الأيام لمعرفة بداية الشهر ونهايته. وما دام الله أراد بالناس اليسر ولم يرد بهم العسر، ونحن نستطيع الآن أن نحسب بالدقيقة والثانية وقت ظهور الهلال، فلماذا لا يتفق فقهاء المسلمين على الاعتماد على علم الفلك ليحدد لهم بداية الصيام ونهايته تفادياً لكل هذا التخبط في رؤية الشهر؟
ولأن الله أراد اليسر فقد صح عن النبي: أن الذى يُفْطِرُ به الصَّائِمُ: الأكلُ، والشربُ، والحِجامة والقئ، والقرآن دال على أن الجِماعَ مفطر كالأكل والشُّرب (ابن قيم الجوزية، زاد المعاد، ج2، ص 31). فالرسول قد حدد أربعة أشياء تُفطر الصائم، وقد نفهم أن يبطل الأكل أو الشرب الصيام، ولكن كيف يبطل القيء الصيام. فالشخص الذي يتقيأ يخرج من معدته سوائل ولا يُدخل سوائلاً إضافية إلى جسمه، فكيف يبطل هذا صيامه؟ هل الفقير ممنوع من التقيء حتى نقول للغني يجب ألا يتقيأ حتى يشعر بما يشعر به الفقير؟ والشخص عندما يحتجم يفقد من جسمه دماً عندما يفصده الحاجم. فكيف يبطل فقدان الدم الصيام؟ ولكن الفقهاء الذين لم يكدوا يوماً في حياتهم لكسب قوتهم كان لابد لهم من مليء فراغهم، فأتوا بمحظورات ما أنزل الإله بها من سلطان. يقول ابن القاسم الذي كتب مدونة الإمام مالك (وسألت مالكا عن الرجل ينظر إلى أهله في رمضان على غير تعمد فيمذي (قال) أرى أن يقضى يوما مكانه (قال مالك) وقد كان رجال من أهل الفضل ممن مضى وأدركناهم وانهم ليجتنبون دخول منازلهم نهارا في رمضان خوفا على أنفسهم واحتياطا من أن يأتي من ذلك بعض ما يكرهون) (المدونة لمالك بن أنس، ج1، ص 199). ليتني أعرف هذا الرجل الذي ينظر إلى زوجته وهو صائم فيمذي لأهديه وسام الفحولة. هل تتغير زوجة الصائم إلى حورية في رمضان؟
ثم بدل اليسر الذي تقول به الآية، طلب الفقهاء العسر المستحيل فقالو (ما قول مالك فيمن بلغ وهو مجنون مطبق فمكث سنين ثم أفاق (فقال) قال مالك يقضى صيام تلك السنين ولا يقضى تلك الصلاة) (نفس المصدر، ص 208). هذا مع العلم بأن القرآن يقول (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله) (التوبة 91). فلماذا يقضي المجنون صيام سنين وهو ليس مسؤولاً عن جنونه؟ فالمجنون لا يتحكم في عقله كما لا يتحكم الطفل قبل البلوغ، فهل يقضي الرجل صيام السنين التي كان طفلاً بها؟
وكان لابد أن يقول الفقهاء شيئاً عن المرأة وعورتها في رمضان، فقالوا إن المرأة المستحاضة، أي التي لا يتوقف عنها الدم لفترة طويلة، إذا أرادت الصلاة فإنها تؤمر بالاحتياط في طهارة الحدث وطهارة النجس، فتغسل فرجها قبل الوضوء والتيمم إن كانت تتيمم وتحشو فرجها بقطنة أو خرقة رفقاً للنجاسة أو تقليلاً لها، فإن كان دمها قليلاً يندفع بذلك وحده، فلا شيء عليها غيره، وإن لم يندفع شدت مع ذلك على فرجها وتلجمت، وهو أن تشد على وسطها خرقة أو خيطاً أو نحوه على صورة التكة، وتأخذ خرقة أخرى مشقوقة الطرفين فتدخلها بين فخذيها وأليتيها، وتشد الطرفين بالخرقة التي في وسطها، أحدهما قدامها عند صرتها، والآخر خلفها، وتحكم ذلك الشد وتلصق هذه الخرقة المشدودة بين الفخذين بالقطنة التي على الفرج إلصاقاً جيداً وهذا الفعل يسمى تلجماً. أما إذا كانت صائمة، فتترك الحشو في النهار وتقتصر على الشد (فتاوى النساء للشعراوي، ص 453). ففي غير رمضان تُلجم المرأة فرجها كما نلجم الحصان، وتحشوه، أما في رمضان فتكرم عليها الفقهاء وسمحوا لها أن تترك الحشو وتكتفي باللجام، لأن حشو الفرج يُفطر الصائمة (لا نعلم إذا كان القطن بالفرج يُشبع المرأة جنسياً أم فعلياً، حتى يُفطرها). هذه النصيحة من فقهاء الإسلام تُثبت مدى تحجر عقولهم. أتى هذا الحكم في الطبعة الرابعة لكتاب الشيخ الشعراوي المنشور سنة 2001م، وحتى في هذا العام من القرن الحادي والعشرين لم يسمع شيوخ الإسلام بالحفاض الصحي الذي تستعمله النساء وقت العادة، ولم يسمعوا بالتامباكس Tampax فأصروا على لجام الفرج.
وإذا أخذنا الحكمة من الصيام، وهي الإحساس بالجوع والعطش تعاطفاً مع الفقير، نجد أن المسلمين لا يلتزمون بروح التشريع ويملؤون بطونهم بأكثر مما كانوا يفعلون في بقية شهور السنة، فنجد مثلاً (أن القطريين رصدوا 650 مليون ريال لإنفاقها في رمضان، وان استهلاك الخضار والفواكه يتضاعف إلى 600 طن يوميا والأغنام إلى 3 آلاف رأس صباح كل يوم. ولو علمنا أن قطر هي من اصغر الدول، عربيا، وإسلاميا، لعلمنا الحجم الرهيب لما يستهلك في رمضان من مواد غذائية، وغير بعيد عن ذلك ما أعلنته شركات اللحوم والدجاج في الكويت أنها استعدت لشهر رمضان بشكل جيد وقامت باستيراد، وليس بإنتاج، كميات أكثر من المعتاد لمواجهة الطلب المتزايد في هذا الشهر على اللحوم. ) (أحمد الصراف، القبس الكويتية، 18/9/2007). والدليل على صدق ما ورد هو أن الغالبية من الصائمين في الخليج يزداد وزنهم بنهاية شهر رمضان. فهل رأيتم فقيراً يزداد وزنه مع الصيام؟
وطبعاً لم يفت على جماعة الإعجاز العلمي في القرآن أن الصيام يعالج أو يمنع عدداً كبيراً من الأمراض، كما يزعمون. ولا حقيقة في هذا الزعم. فالصيام يعرض حياة مرضى السكري إلى الخطر، ويزيد من أمراض الكلى ويضاعف آلام من يعاني من قرحة بالاثني عشر وكل من يعاني من أمراض تحتاج إلى تناول الدواء ثلاث أو أربع مرات باليوم.
وأخيراً إذا كان الصيام به كل الفوائد التي يزعمون فلماذا يجبرون الناس عليه ويمنعون المطاعم والمقاهي من العم
الرد مع إقتباس