دع العقال المتشنج وسترى أن حرية الحوار والفكر المنفتح على الآخر ...دون أحكام مسبقة....ودون خلفية عقائدية وإيديولوجية عمرها قرون....يمكنها أن تنتج وتثمر ...إن خلصت النيات...وإن كانت الأهداف فعلا هي الوطن والمواطن ...والحرية وبناء الديمقراطية من أجل الإنسان، فكيف ترضى لضميرك وحسك الإنساني قتل مختلف عنك، أو حبسه حتى يتوب...أو عيشه طيلة عمره دون أن يحق له أن يجهر بدينه ...أو أن يمارس معتقده بحرية....ويتساوى معك في المواطنة ويحق له أن يوضع في المكان المناسب حسب كفاءته العلمية والعملية وإخلاصه للوطن لا للدين فقط...فالدين ليس هو مقياسنا، بينما تجد أنه من المجحف بحقك أن يطبق عليك القانون ( 49) لأنك تنتمي لطائفة الأخوان المسلمين؟ فأين الفرق ؟...بكل تأكيد وقفنا وسنقف ضد أي قانون مجحف بحق أي فئة من فئات البشر وحقها في حرية المعتقد والتعبير والجهر به....لكنك في المقابل لا تعترف لي بمثل هذا الحق ، وبالتالي من حقي أن أتساءل على مدى قدرتنا على التعاون والتفاهم في وطن واحد تسوده العدالة والحق والقانون والتساوي أمامه...إنك تغلق كل سبيل للتواصل والتوصل لعيش مشترك دون تمييز، الكرة في ملعبكم وليست في ملعبنا...وليس لأن المسلمين هم الأكثرية يملكون الحق في تقرير مصير الأقلية وإخضاعها لقانونهم. أعتقد أن على كل الأحزاب المتواجدة على الساحة العربية ، والسورية خاصة...يسارية كانت أم إسلامية أم قومية....أن تعيد النظر بمسيرتها وتاريخها وإيديولوجيتها...أين أخطأت وأين أصابت...وكيف يمكنها أن تتطور وتغير ...وأن ترضى بالتغير من أجل التغيير....لكننا نملك عمى الفكر ونفضل الموت من اجل فكرة على أن نغيرها ونطورها....وهذا هو سر مراوحتنا في مكاننا!
ماذا يضير فيما لو آمن كل منا كما يرغب ويحب ...ومارس طقوسه حسبما يرغب وبالمكان الذي يراه مناسباً؟...لكن لنحكم الوطن بالتساوي وحسب الكفاءة دون تمييز لعرق أو دين أو جنس، فالسياسة ليست دينا ، كما أن الدين ليس سياسة.
حين نصل لهذا المستوى من القناعات....يمكننا أن نخرج من نفقنا المظلم...لكني أرى أن مشوارنا مازال طويلا...وأمامنا بعد الكثير من الحصاد المر.
باريس 28/09/2007
__________________
samozin
|