عرض مشاركة مفردة
  #120  
قديم 29-09-2007
mina_28 mina_28 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 3
mina_28 is on a distinguished road


أما عن أشهر الممتلكات المصرية القبطية في القدس، هو دير السلطان. ولأن لقب "سلطان" لا يطلق إلا علي الحكام المسلمين من جانب، كما أنه من المعروف علي أن تسمية الكنائس والأديرة القبطية تكون بأسماء القديسين والشهداء الأقباط من جانب آخر. فإن البعض يذهب إلي أن تسمية الدير باسم دير السلطان يعود إلي أحد احتمالين في الغالب. الأول أن يكون بناء الدير أو الأرض المبني عليها هي هبة من أحد السلاطين المسلمين للأقباط، فتم نسبه إليه كعادتنا للاعتراف بفضله. أو أن السلطان الذي نسب إليه قد اتخذه لإقامة أتباعه في القدس أو لإيواء رسله، وهم في طريقهم لبلاد الشام.
ولكن علي أي الأحوال.. أود أن أؤكد في هذا الصدد، علي وثيقة هامة (حجة) مؤرخة بتاريخ 777 هجرية للسلطان الأشرف بن شعبان بن حسين تتضمن - جزء - محضر ثبوت وقفية لأقباط مصر بدير السلطان.
وقد ذكرت العديد من الكتب التاريخية مدي عناية الأقباط بدير السلطان إلي أن أحتله الرهبان الأوغسطينيون أبان مملكة القدس اللاتينية. ولما استعان الملك الصالح نجم الدين بفرسان وجنود الخوارزم في قتاله ضد الملك الناصر داود صاحب الشام وضد اللاتين وهاجموا مدينة القدس، ونهبوها وأشعلوا النيران في كنيسة القيامة ودير السلطان سنة 1245 م. وعندما عادت القدس لسيطرة الملك الصالح نجم الدين أمر بإعادة بناء السور وأعيد دير السلطان إلي الأقباط في عهد كل من الأنبا باسيليوس الأول(1236 1260) أول مطران قبطي للقدس وأثناء تولي البابا كيرلس السادس والمعروف باسم أبن لقلق كرسي الباباوية( 1235 * 1242م (
كما أن هناك العديد من الحجج الموثقة التي تثبت ملكية الكنيسة القبطية لدير السلطان، وعلي سبيل المثال:
1? حجة قرار محكمة القدس التي أصدرتها بتاريخ (13 شوال 1098 ه والموافق 22 أغسطس 1686 م) بخصوص التأكيد علي أن قرار ترميم الدير لم يتجاوز ما صدر به الإذن الشرعي للترميم.
2 ? بعد مرور100 عام علي الترميم السابق، وفي عهد المعلم إبراهيم الجوهري (ناظر دواوين مصر) تم زيادة الأوقاف القبطية بالقدس حيث تم شراء قطعة بجوار دير السلطان أرض من عبد الله أفندي بما عليها من مبان. وذلك بمقتضي حجة شرعية مؤرخة بتاريخ (غرة ربيع الأول 1198 ه والموافق 4 فبراير 1782 م).. حيث كان الوكيل الذي وقع حجة الشراء هو الأنبا يوساب (مطران الكرسي الأورشليمي).
3? وفي عام 1818م قام القمص يوسف (كاتب البطريركية) في عهد البابا بطرس السابع والمعروف بالبابا بطرس الجاولي بالإشراف علي ترميم دير السلطان. وهو ما تطلب إخلاء الغرف التي كان يقيم بها الرهبان، ولم يكن حينذاك سوي راهبين حبشيين رفضا مغادرة غرفهم بالدير. وهو بداية سوء النية المبيتة من قبلهم في هذا الأمر. وقد تم إخراجهما بموجب أمر علي يد قاض شرعي بحضور مندوب المفتي والمشايخ (بتاريخ 9 محرم 1336 ه الموافق 17 أكتوبر 1820 م).
4 في ربيع الأول 1236 ه الموافق 10 ديسمبر 1820 م) أصدر القاضي الشرعي كشفا بالأماكن المصرح بترميمها في كل من دير السلطان ودير مار جرجس للراهبات. وهو الأمر الذي ذكر فيه اسم وكيل الدير القبطي.



أما عن قيام الأحباش بانتزاع دير السلطان من الكنيسة القبطية.. قصة تستحق أن تروي. وهي أنه بسبب قلة عدد الرهبان الأحباش في القدس: فقد فقدوا تدريجيا أماكنهم وحقوقهم بداخل كنيسة القيامة بمرور الوقت. كما تم طردهم من ديرهم المعروف باسم "دير مار إبراهيم" الملاصق لكنيسة القيامة في حوالي عام 1654 م، وحل محلهم الأرمن.. إلي أن انتزعه منهم علي التوالي الروم بأمر من الباب العالي العثماني حينذاك.
وبناء علي ما سبق، لجأ ما يقرب من ثمانية من الرهبان الأحباش إلي دير السلطان بالقدس التابع للكنيسة القبطية باعتبارها الكنيسة الأم لهم.. حيث كانت الكنيسة القبطية تسمح للرهبان الأحباش بدخول الأديرة القبطية في مصر والإقامة بها. ولكن بناء علي ما ذكرناه من قبل تم إخراجهم رسميا من الدير.. حينما قام القمص يوسف بترميم دير السلطان عام 1818 م، وسوء نيتهم في عدم ترك الدير.
وما يؤكد علي عدم وجود رهبان أحباش في دير السلطان بعد ذلك، ما ذكره أوجستين شولز في كتابه (رحلة بين الإسكندرية وفلسطين) عام 1820 م، والذي لم يشر فيه إطلاقا لوجود رهبان أحباش: بل قال (أن للأقباط ديرهم الواقع خلف كنيسة القبر المقدس وتتبعه كنيسة الملاك، وفيه يقيم رئيس الدير مع بعض الرهبان).
وعادت العلاقات بين الرهبان الأحباش ودير السلطان مرة ثانية باعتبارهم ضيوفا علي الدير، وذلك إلي أن اجتاحت الكوليرا مدينة القدس عام 1838 م. وهو الوباء الذي لم ينج منه سوي عدد قليل من الرهبان الأقباط وراهب حبشي واحد فقط حسبما أورد المؤرخ نيوبيتوس.

وانا مقتنع برد قداسه البابا وده العقل البابواى وراعى الكنيسه الارثوزكسيه
الرد مع إقتباس