عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 02-10-2007
elmahalla elmahalla غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: مصر القبطية الحبيبة
المشاركات: 828
elmahalla is on a distinguished road
متابعة المقال ............

إقتباس:
قدرك يتعاظم عندي يا أخي المسلم ودينك يصاغرني عند دفع الجزية لأني نصراني ولهذا كفرت بالإسلام غير مأسوف عليه في عام 1987 وعندما أعلن القس في 6 سبتمبر هذا الإعلان التاريخي قائلا: أعمدك يا إبراهيم باسم الآب والابن والروح القدس. قررت أن أتضامن مع البشرية في حال تضامنها مع رب الفقراء والمساكين الذي كان يطوبهم لا مع من يسحق ويذل ويصاغر بالقهر المختلف في الدين عنه. ألم تقلها أنت بنفسك أن هذا أمر يفرضه القوي على الضعيف والغالب على المغلوب على أمره؟ أين الله من كل هذا والاعتقاد بأننا جميعاً سواسية كأسنان المشط وأكرمكم عند الله أتقاكم وكل هذه الشعارات التي تصبح قطعا عبارات جوفاء أمام مصاغرة إنسان آخر، و "آخر" في الوجود يستحق التقدير لأنه ببساطة إنسان أياً كان معتقده وتوجهه الفكري.

تطال المصاغرة المرأة كذلك في سورة النساء 34 في حالة النشوز ويأمر القرآن الرجل، أي الذكر العربي المسلم، بضربها. يحاولون ستر عوار هذه الآية بالقول إنه يجب أن يضربها بالسواك أو بريشة وما هذا سوى المزاح ثقيل الدم حيث إن الآية تتدرج في شرح صنوف العقاب من "عظوهن" إلى "واهجروهن في المضاجع" إلى درجة أعلى وهي "واضربوهن" والتدرج هنا يبدو فيه تصعيد للغضب من درجة لدرجة أعلى منها إلى أن ينتهي بالضرب والإهانة وتقليل القيمة لدى الإنسان. حتى إمرأة أيوب في القرآن لم تسلم من أمر الضرب المزعوم فيقول القرآن على لسان الله آمراً أيوب أن يضرب زوجته: "خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضرِب بِهِ وَلا تَحْنَثْ" سورة ص آية 44. هذا يستوقفنا لنقول إن الإنسان الراقي، سواء كان على دين أو بلا دين، يرفض من داخله أن يصاغر أي إنسان تحت أي مسمى من المسميات سواء كان هذا الإنسان مسيحياً من الأقليات أو ليكن إمرأة. وهنا تصدق الضمائر مع نفسها وترفض أي زعم رباني في مصاغرة أو هدر لأي كرامة إنسانية سواء كانت لإمرأة أو لطفل أو أي مخلوق من مخلوقات الله.

من جهة أخرى، يتمثل الرقي المسيحي في أنه يحترم آدمية الإنسان حتى لو كان أقسى الخطاة وحتى لو كانت هي زانية الزناة. يأتون للمسيح بإمرأة أمسكت في ذات الفعل ويريدون إهانتها وأما المسيح فيحفظ لها كرامتها ويخاطب ضمائرهم ملتمساً فيها الصدق مع الذات: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر". يسألها المسيح: "هل أدانك أحد؟" تجيب: لا؛ فيرد عليها، ولا أنا أدينك. المسيح، وهو الديان، يرفض أن يضع نفسه في موقع الإدانة مع أنه جدير بأن يدين ويسمي الأشياء باسمها الحقيقي. هنا المسيح يدعونا لأن نستوقف ذواتنا ولا نتحدث بجمود النصوص ونقول هذا النص يقول كيت وكيت ولكن أن نقف وقفة صادقة ونفحص فيها ذاتنا فنجد أننا لسنا أفضل بالمرة من هذه المرأة الزانية وهذا الرجل الزاني. في موقف المسيح مع المرأة الزانية التي أمسكت في ذات الفعل رأينا احترام آدمية الإنسان وعدم التعالي الزائف والذي يشتهر به الوعاظ في كل الأجيال بما لديهم من بر ذاتي واصطناع مزيف للتقوى. سنذكر دوماً رقي المسيح أمام البشرية في كل ضعفها ونكرر معه ما قاله لهذه السيدة "ولا أنا أدينك أيضا". الرغبات والغرائز تملأنا وهرمونات التستاسترون كمثال تشهد علينا فلا نجرؤ أن نتعالى على آخر ونقول إننا أفضل منه/ منها. من شأن الرقي المسيحي بالتمثل بخلق المسيح أن يطهر قلوبنا من أي تعالٍ أو رياء مصطنع لأجل الله أو الدين.

يستهل المسيح حديثه عن الرقي المسيح بأن يرسي الأساس لحياة جديدة ومختلفة عن أي شيء عهدوه فيما قبل. هم تعودوا على حياة كلها لوائح وشرائع وتفريعات لا حصر لها ولا عدد عن اللوائح ولوائح اللوائح. يختصر المسيح هذه اللوائح بعرضه نظاماً مختلفاً تماماً لم يألفه البشر لا من قبل ولا من بعد في إنجيل متى الفصل الخامس:

"سـَمِعْتُمْ أَنَّهُ قيلَ لِلأَوَّلين: لاتَقْتُلْ، فإِنَّ مَن يَقْتُلُ يَستَوجِبُ حُكْمَ القَضـاء. 22 أَمَّا أَنا فأَقولُ لَكم: مَن غَضِبَ على أَخيهِ استَوجَبَ حُكْمَ القَضاء، وَمَن قالَ لأَخيهِ: يا أَحمَق اِستَوجَبَ حُكمَ المَجلِس، ومَن قالَ لَه: يا جاهِل اِستَوجَبَ نارَ جَهنَّم. 23 فإِذا كُنْتَ تُقَرِّبُ قُربانَكَ إِلى المَذبَح وذكَرتَ هُناكَ أَنَّ لأَخيكَ علَيكَ شيئاً، 24 فدَعْ قُربانَكَ هُناكَ عِندَ المَذبح، واذهَبْ أَوَّلاً فصالِحْ أَخاك، ثُمَّ عُدْ فقَرِّبْ قُربانَك. 25 سارعْ إِلى إِرضاءِ خَصمِكَ ما دُمْتَ معَه في الطَّريق، لِئَلاَّ يُسلِمَكَ الخَصمُ إِلى القاضي والقاضي إِلى الشُّرطِيّ، فتُلْقى في السِّجْن. 26 الحَقَّ أَقولُ لَكَ: لن تَخرُجَ مِنه حتَّى تُؤدِّيَ آخِرَ فَلْس. 27 سَمِعْتُم أَنَّه قيل: لا تَزْنِ. 28 أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: مَن نظَرَ إِلى امرأَةٍ بِشَهْوَة، زَنى بِها في قَلبِه. 29 فإِذا كانت عينُكَ اليُمنى حَجَرَ عَثْرَةٍ لَكَ، فاقلَعْها وأَلْقِها عنك، فَلأَنْ يَهلِكَ عُضْوٌ مِن أَعضائِكَ خَيْرٌ لَكَ مِن أَن يُلقى جَسَدُكَ كُلُّه في جَهنَّم. 30 وإِذا كانت يَدُكَ اليُمنى حَجَرَ عَثْرَةٍ لَكَ، فاقطَعْها وأَلْقِها عنك، فَلأَنْ يَهلِكَ عُضوٌ مِن أَعضائِكَ خَيرٌ لكَ مِن أَن يَذهَبَ جسدُكَ كُلُّه إِلى جَهنَّم. 31 وقد قيل: مَن طلَّقَ امرأَتَه، فلْيُعْطِها كِتابَ طَلاق . 32 أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: مَن طلَّقَ امرأَتَه، إِلاَّ في حالةِ الفَحْشاء عرَّضَها لِلزِّنى، ومَن تَزَوَّجَ مُطَلَّقَةً فقَد زَنى. 33 سَمِعتُم أَيضاً أَنَّه قِيلَ لِلأَوَّلين: لا تَحْنَثْ، بل أَوفِ لِلرَّبِّ بِأَيْمانِكَ، 34 أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تَحلِفوا أَبداً، لا بِالسَّماءِ فهِيَ عَرشُ الله، 35 ولا بِالأَرضِ فهيَ مَوْطِئُ قدَمَيْه، ولا بِأُورَشليم فهيَ مَدينةُ المَلِكِ العَظيم. 36 ولا تَحلِفْ بِرأسِكَ فأَنتَ لا تَقدِرُ أَن تَجعَلَ شَعرةً واحِدَةً مِنه بَيضاءَ أَو سَوداء. 37فلْيَكُنْ كلامُكم : نعم نعم، ولا لا.فما زادَ على ذلك كانَ مِنَ الشِّرِّير. 38 سَمِعتُم أَنَّه قيل: العَينُ بِالعَين والسِّنُّ بِالسِّنّ 39 أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر. 40ومَن أَرادَ أَن يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَميصَكَ، فاترُكْ لَه رِداءَكَ أَيضاً. 41 ومَن سَخَّرَكَ أَن تَسيرَ معه ميلاً واحِداً. فسِرْ معَه ميلَيْن. 42 مَن سأَلَكَ فأَعطِه، ومَنِ استَقرَضَكَ فلا تُعرِضْ عنه. 43 سَمِعتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَك وأَبْغِضْ عَدُوَّك. 44 أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم، 45 لِتَصيروا بني أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات، لأَنَّه يُطلِعُ شَمْسَه على الأَشرارِ والأَخيار، ويُنزِلُ المَطَرَ على الأَبرارِ والفُجَّار. 46 فإِن أَحْبَبْتُم مَن يُحِبُّكُم، فأَيُّ أَجْرٍ لكم؟ أَوَلَيسَ الجُباةُ يفعَلونَ ذلك؟ 47 وإِن سلَّمتُم على إِخواِنكم وَحدَهم، فأَيَّ زِيادةٍ فعَلتُم؟ أَوَلَيسَ الوَثَنِيُّونَ يَفعَلونَ ذلك؟ 48 فكونوا أَنتُم كامِلين، كما أَنَّ أَباكُمُ السَّماويَّ كامِل."
يتبع ........
الرد مع إقتباس