عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 02-10-2007
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
وهذا رغم أن الأقباط من أكثر الشعوب التي نالت اضطهاداً منظماً وشديداً ومذابح يندى لها الجبين، واستنزاف للثروات وللشخصية القومية القبطية واللغة وخطف لبناتهم ونسائهم وهدم وحرق لكنائسهم وركوب الحمار بالمقلوب وجز المقادم والإجبار على التحدث بالعربية أو قطع اللسان والسباب العلني لهم ولدينهم من العرب الذين غزوها ومن إخوانهم الاقباط الذين تأسلموا وكانوا أشد قسوة من البدوي الجلف على بني عمومتهم، ولم تكن الجزية رفعت إلا من مدة بسيطة بأواخر عصر محمد علي.
ومن النتائج المباشرة لرفض طلب حقوق صريحة وواضحة بمؤتمر أسيوط للأقباط اليوم يبكي البابا شنودة من القهر علناً بحضور سبعة آلاف شخص وهو يرى شعبه كقطيع من الحملان وسط حديقة مسيجة من الذئاب والضباع، وهو الرجل الصعيدي الصلد الذي من المستحيل تراه يبكي، ثم يعقب البكاء بمذكرة لرئيس مصر تشرح مظالم الأقباط وتطلب العدالة -مذكرة متأخرة جداً لم يلتفت لها الرئيس- وغالباً أنه ألقاها بسلة المهملات لأننا أضعنا وقتاً ثميناً في تحقيق مستحيلات الغول والعنقاء والخل الوفي الموجودة بخيال الشعراء والحالمين فقط.
الان يندم الأقباط ويبكون عدة فرص ضائعة لتحقيق العدالة وطلب حقوق واضحة بوطنهم والتمسك بها أو دونها الدم وهم الذين عمروه بدمائهم من سبعة آلاف سنة والآن يرون أنفسهم غرباء ومكروهين ومضطهدين علناً ببلدهم الأصلية.
رفض الأقباط عرض ملك النوبة كيرياكوس القبطي الأرثوذكسي الذي جاء يحررهم من احتلال الحاكم المسلم الذي قبض على باباهم وعذبه عذابات شديدة ونتف لحيته لكونه لم يدفع فردة أموال طلبها منه الخليفة لأن الاحتلال العربى أفلس المصريين تماما -وعندما وصل قرياقص لمشارف القاهرة بجيشه أسرع الحاكم بإطلاق سراحه وأجبره على مقابلة الملك النوبي. وللغرابة وضع البابا عليه حرماً أن يعود بجيشه لبلاده، وبعدها استندل الحاكم وقبض مرة أخرى على البابا ونال جزاء من لا يعرف مصلحته ويستخدم السياسة كما يستخدمها عدوه، ومن يضحي بشعبه مقابل خدعة رخيصة ووعود كاذبة من الحكام تكررت مئات المرات في تاريخ الأقباط وحتى اليوم والساعة والله يرسل لهم نجدة في إثر نجدة وهم يرفضوها بغباء شديد.
اليوم ها هم الأقباط يدفعوا وبقسوة نتيجة غبائهم السياسي ونتيجة حسن نيتهم وعبطهم وثقتهم الخائبة في الآخر ذو التاريخ الأسود المسجل والموثق الذي ذبحهم وقطع ألسنتهم واغتصب أموالهم ونسائهم وباباهم يبكي من القهر بدون نتيجة، وسياسييهم يندموا على الفرص الذهبية التي أرسلها الله لإنقاذهم سواء من النوبة أو من روسيا أو من الإنجليز، مع أن المسلمين طلبوا العون من كل أنحاء العالم حتى من الكفار والشيوعيين، ولم يخجلوا وهم الأكثرية الآن.
حان الآن أيها العراقيين أن تفكروا ولا تغلبوا العاطفة ولا تمشوا وراء الأعراب الأشد نفاقاً وهم من يذبحونكم ذبح النعاج يومياً. معظم الإرهابيين والمفخخين والممولين من السعودية، والخطة الكونجرسية المقترحة تقنن واقع قائم وتقيم مناطق سنية تحكمها سنة ومناطق شيعية يحكمها شيعة ومنطقة كردية تضم الكرد والتركمان، ولاحظوا أن الاقتتال قائم بين هذه المجموعات والفصل سيكون لصالح الاستقرار الداخلي. والأمن الذي تفتقره العراق الآن بسبب الحرب الأهلية. المناطق لن تكون دولاً مستقلة وستكون هناك حريات للتنقل والعمل بأي منطقة بمجرد استقرار الأمن، وبمجرد تكوين حكومات المناطق سيكون محور تركيزها على الأمن أولاً وإعادة المهجرين وإبعاد خطر التطاحن الطائفي وحل الميليشيات والتنمية الاقتصادية وستكون هناك حكومة فدرالية يمثل فيها كل طوائف العراقيين وتتمتع بصلاحيات خارجية وداخلية.
لا تخطئوا خطأ الأقباط التاريخي المتكرر والذي يضربوا ويهانوا بسببه اليوم، وأقيموا دولة فدرالية عراقية مستقرة، لأن الحكومة الحالية برئاسة المالكي فهي تقف حجر عثرة في سبيل تحقيق الدولة المدنية الآمنة والمستقرة، هي حكومة غبية بعين شيعية فقط وترفض المصالحة وترفض تقاسم الثروات والمسئوليات مثلها مثل كل حكومات الدكتاتورية التي تعتاش على دكتاتورية الأغلبية ولا تقيم للأقليات وزناً ولا تعطيهم حقوقاً. وبالنهاية تكون مشروع خراب لا مصالحة.
بدلاً من هيستريا الرفض الجماعي ادرسوا الفكرة وطوروها لصالح العراقيين بجميع فئاتهم، فهي أساس قيام أي دولة حديثة، والكلام للجارات مصر وسوريا والمغرب والجزائر وليبيا التي بها أقليات مضطهدة مثل الأقباط والنوبيين والأمازيغ.
وأتمنى لكل العراقيين بكل فئاتهم الاستقرار والرفاهية والتعقل.
جاك عطا الله
jattalla@hotmail.com

http://www.copts-united.com/wrr/go1....from=&ucat=20&
الرد مع إقتباس