مقاتلون من PKK يغادرون إلى تركيا ويهددون "العدالة والتنمية"
أردوغان يعلن استعداد أنقرة تحمل ثمن التوغل في كردستان العراق
أسطنبول - وكالات
فيما تتزايد نشاطات القوات التركية المتحشدة على الحدود العراقية التركية في وقت أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان استعداد تركيا لتحمل نتائج عملية عسكرية تشنها أنقرة، أعلن مقاتلون من حزب العمال الكردستاني الجمعة 12-10-2007 أنهم سيغادرون شمال العراق إلى تركيا، محذرين أنهم سيستهدفون حزب العدالة والتنمية.
وقال مقاتلون من حزب العمال الكردستاني المحظور PKK اليوم "إنهم سيغادرون شمال العراق عائدين إلى تركيا"، وحذر مقاتلوا الحزب الذي يحارب من أجل إقامة وطن مستقل للأكراد في جنوب شرق تركيا من أنهم سيستهدفون حزب العدالة والتنمية الحاكم وأحزاب المعارضة الرئيسية.
وجاء هذا الإعلان بينما تستعد الحكومة التركية لتقديم طلب للبرلمان الأسبوع المقبل بإجازة قيامها بعملية عسكرية واسعة النطاق لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني المحظور داخل أراضي لعراق.
وقامت وحدات من الجيش التركي بإقامة مواضع دفاعية ومرابض دبابات ومدفعية إضافية، وذلك استعدادا لصدور موافقة البرلمان التركي على شن عملية عسكرية عبر الحدود إلى داخل إقليم كردستان العراق، وهددت تركيا عدة مرات بشن تلك العملية لاستئصال معسكرات حزب العمال الكردستاني التركي المحظور في شمال العراق.
وقال رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي اليوم "إن أنقرة مستعدة لتحمل الانتقادات الدولية إذا شنت هجوما على المتمردين الأكراد في شمال العراق".
وتخشى واشنطن من أن مثل هذا الهجوم ضد الأكراد الأتراك الذين يقاتلون من أجل إقامة وطن مستقل في جنوب شرق تركيا يمكن أن يزعزع استقرار معظم المنطقة المسالمة في العراق، وربما استقرار المنطقة الأوسع.
وعندما سئل أردوغان عن رد فعل العالم في حال توغل القوات التركية داخل العراق قال للصحفيين "بعد السير في هذا المسار فإن التكاليف تكون قد حسبت بالفعل، مهما كان الثمن سندفعه".
وفي مواجهة تصعيد لهجمات المقاتلين الأكراد على القوات التركية قررت حكومة أردوغان التقدم بطلب للبرلمان الأسبوع المقبل لإجازة القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذين يستخدمون شمال العراق قاعدة ينطلقون منها لشن هجمات على أهداف تركية.
وقال أردوغان الذي كان يتحدث خارج مسجد في أسطنبول بعد صلاة الجمعة "إنه يريد تأمين موافقة البرلمان الآن لتجنب إهدار وقت بشأن هذا الإجراء".
تركيا و"إبادة الأرمن"

ويقول بعض المحللين "إن القيام بعملية أصبح أكثر ترجيحا بعد تصويت يوم الأربعاء الذي وصفت فيه لجنة تابعة للكونغرس الأمريكي أعمال قتل الأرمن بيد العثمانيين أثناء الحرب العالمية الأولى بأنها إبادة جماعية"، وهو اتهام تنفيه تركيا.
واتصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس يوم الخميس بأردوغان لتعبر عن استيائها إزاء مشروع القرار الأمريكي الذي حاول البيت الأبيض منعه.
وخلال الأيام القليلة الماضية حاولت واشنطن تهدئة التوترات مع تركيا وحثتها على عدم القيام بعمل منفرد.
واستدعت أنقرة سفيرها لدى الولايات المتحدة للتشاور يوم الخميس بعد التصويت الذي جرى في الكونجرس، والذي لقي تنديدا شديدا في تركيا، وأثار هذا التصويت احتجاجات في شوارع أنقرة واسطنبول.
وحذرت الحكومة التركية يوم الخميس من أن العلاقات مع الشريك الأمريكي في حلف شمال الأطلسي ستنضر نتيجة لقرار اللجنة.
وقال ايجمين باجيس نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم ومستشار السياسية الخارجية لأردوغان للصحفيين في واشنطن يوم الخميس "البعض في الكونجرس يريدون ممارسة ألعاب خشنة، يمكنني أن أؤكد لكم أن تركيا تعرف كيف تمارس الألعاب الخشنة".
وقال دبلوماسيون "إن التحركات المحتملة يمكن أن تشمل عدم السماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة انجرليك الجوية وإلغاء عقود مشتريات وتخفيض الزيارات الثنائية، ومنع الطائرات الأمريكية من استخدام المجال الجوي التركي، ووقف المناورات العسكرية المشتركة".
ويطرح القرار غير الملزم في مجلس النواب الأمريكي بكامل أعضائه للتصويت عليه بحلول منتصف نوفمبر/تشرين الثاني.
واقترح هذا القرار سياسي أمريكي تضم دائرته الانتخابية عددا كبيرا من الأمريكيين من أصل أرمني.
ويمثل الأمريكيون من أصل أرمني الذين ينحدر بعضهم من أرمن فروا من المنطقة أثناء الحرب العالمية الأولى قوة ضغط كبيرة في السياسة الأمريكية.
ويتوقع ان يؤدي قرار لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب الأمريكي إلى إضعاف النفوذ الأمريكي على تركيا، التي لديها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي عندما تبحث الحكومة ما إذا كانت ستقوم بعملية عسكرية في شمال العراق.
وحذرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي -الذي تطمح تركيا الانضمام إلى عضويته- أنقرة من مثل هذا التحرك.
وقال أردوغان "إن تركيا تحترم وحدة العراق، لكن إذا لم يفعل شيئا لمنع حزب العمال الكردستاني من شن هجمات فإن أنقرة ستتحرك".
وقال "وفيما يتعلق بتكامل العراق السياسي ووحدته ووحدة أراضيه والحكومة المركزية فإننا ليس لدينا أي شيء ضد ذلك، وليس هناك تفكير في فرض عقوبات، لكن إذا لم يفعلوا شيئا لوقف الإرهاب فإننا بالطبع نحتاج لعمل شيء".
وتقول أنقرة "إن 3000 متمرد من حزب العمال الكردستاني يتمركزون في شمال العراق ويشنون هجمات قاتلة داخل تركيا".
وتلقي تركيا بالمسؤولية على حزب العمال الكردستاني في مقتل أكثر من 30 ألف شخص منذ أن بدأت الجماعة الكفاح المسلح لإقامة وطن في جنوب شرق تركيا في عام 1984.
وقال الجيش "إن جنديا قتل وأصيب اثنان اليوم الجمعة في إقليم سيرناك القريب من الحدود مع العراق، بواسطة لغم وضعه متشددو حزب العمال الكردستاني".
وقالت مصادر بالجيش "إن عملية تجري في المنطقة بدعم جوي اشتدت اليوم بعد انفجار اللغم".
http://www.alarabiya.net/articles/2007/10/12/40270.html