فتنة التمويل الأجنبى فى مؤتمر النوبة
على مدى يومين انتظم 160 نوبيا ونوبية فى مؤتمر تحت عنوان النوبة بين التوطين والتطوير نظمه المركز المصرى لحقوق السكن بالتنسيق مع هيئة ميرزيور الألمانية على خلفية برنامج إكس تشانج بروجرام وبمشاركة لجنة المتابعة النوبية بالإسكندرية والقاهرة وجمعية التراث النوبى بأسوان حملوا خلاله على القوانين المنظمة للتعامل مع قضية النوبة على مدى نحو مائة عام، مؤكدين أنها لم تكن مرتبطة بالحقوق المشروعة لأهل النوبة منذ قرارات منكوبى خزان أسوان ومهجرى السد العالى وما تلاها من تعويضات هزيلة وغير متسقة مع التضحيات التى تحملها النوبيون.. وطالبوا بحقهم فى العودة للقرى القديمة وإنشاء قرى جديدة تستوعب المغتربين ورفع دعوى قضائية ضد وزير الزراعة للضرر بعد التهجير ووقف هيمنة محافظ أسوان على مشروع الأمن الغذائي، كما طالبوا بتعليم اللغة النوبية فى المدارس أو إنشاء مدارس يتم فيها تعليم المناهج والعلوم باللغة النوبية كما أكدوا من خلال الجلسات وورش العمل على مصر يتهم نافين كل دعاوى الانفصال أو التعاون مع المنظمات الغربية المشبوهة.
من جانبه أكد حسن محمد حسن أمين الحزب الناصرى بأسوان من خلال ورقة له أن الآثار السلبية لتهجير قرى النوبة المصرية فى حاجة إلى نظرة موضوعية شاملة ووضع أطر مبتكرة على أساس ديمقراطى للاتفاق حول العديد من الأمور ومنها الآثار التاريخية والأضرار المادية الناتجة من عملية التهجير حتى نضع الأمور فى نصابها الصحيح قبل الحديث عن المشاكل وهو ما يقتضى جهودا من المفكرين والمثقفين والسياسيين.
وأضاف أن قرار التهجير صدر فى ظروف كانت مصر بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر تخوض أعتى المعارك المحلية والاقليمية من أجل بناء السد العالى وبناء حياة جديدة لمصر بالكامل ومنها نقل المجتمع النوبى المعزول والمحروم من الخدمات مياه.. كهرباء.. تعليم وفرص عمل وأعتبر عدم الاعتراض الجماهيرى والشعبى من أبناء النوبة عند تنفيذ القرار قبولا وترحيبا به.
فيما كان لعملية إنشاء نصر النوبة أعظم الأثر على الحياة السياسية والاجتماعية فى محافظة أسوان بعد اندماج المجتمع الأسوانى بالكامل.
وعن انتقاد بعض النوبيين لثورة يوليو أضاف حسن أنه من حق كل مصرى أن ينتقد السياسات التى اتبعتها ثورة يوليو ولكن لا يجوز أن يتحول ذلك إلى طعنات وضربات غير موضوعية تبتعد بالقضية عن وهجها وصلابتها وهو ما وقع فيه الأديب حجاج أدول، ومن ثم فإن الهجوم لا يؤثر على منجزات الثورة وقائدها بل يرتد إلى صاحبه وهذا أيضا لا يعنى أن هناك أخطاء ينبغى أن تناقش بكل موضوعية.
أما عن المؤتمر القبطى الذى عقد بواشنطن فى نوفمبر 2005 والذى اعتبر النوبيين أقلية مضطهدة فإنه اجتهاد مع افتراض حسن النية جر علينا مشاكل كنا فى غنى عنها وفى وقت تنادى فيه أمريكا بما يسمى الشرق الأوسط الكبير الذى يهدف إلى استغلال الأقليات لتفتيت المفتت وإعطاء شرعية للكيان الصهيوني.
وأشار فى النهاية إلى أن الحزب الناصرى من موقع المعارضة للحكومة المصرية وسياستها الداخلية والخارجية والخلاف معها لابد أن يكون باللجوء للداخل وليس الخارج، مؤكدا أن عبارات التمييز العنصرى عبارة قاسية تتجاوز الواقع المعاش فى مصر.
أما مسعد هركى رئيس النادى النوبى العام وأحد المقاطعين لأعمال المؤتمر، فقد أضاف أن المؤتمر لا يمثل النوبة ولكن يمثل شخصيات عامة اجتمعت بدعم من جهات معروفة لتناقش مشاكل النوبة مع مجموعة من الأهالى وتقوم بتصوير المؤتمر بالفيديو لعرضه بالخارج والتسول به. مشيرا إلى أن فاتورة الفندق الذى تكلفت ما يزيد على 400 ألف جنيه بأقل التقديرات كان الأولى بهم انفاقها على مشروعات لخدمة قرى النوبة ولكن لابد لهم من تجميع فواتير لصرفها من الخارج!.
وكان من الأولى أيضا منافشة مشاكل النوبة فى النوبة نفسها ووسط كل النوبيين وليس داخل فندق فايف ستار تجعل النظرة لأهالى النوبة غير مشرفة وعن الحقوق المشروعة لأهالى النوبة أشار هيركى إلى أن نادى النوبة العام وجميع الجمعيات الشرعية تتحرك بخطوات ثابتة لحل هذه المشاكل وتمكنت بالفعل فقد تم إصدار قرار بإعفاء 1200 سيدة نوبية من السجن فى قضايا قروض بالإضافة لاستصلاح 10 آلاف فدان فى وادى نجراو تأسيس 5221 بيتا للمغتربين وإعطاء كل نوبى صك شرعى بملكية أرضه وبيته وكلها جهود النادى والجمعيات الشرعية للنوبة ومازال الجميع فى تواصل مستمر للحصول على بقية الحقوق كاملة دون السقوط فى براثن الاستقواء بالخارج وتصوير النوبيين على اعتبار أنهم أقلية، ولنا أن نتخيل أن حجاج أدول وجه الشكر والامتنان لعادل أبادير وأقباط المهجر على جهودهم فى دعم قضية النوبة!.
ويضيف أشرف رمضان عضو النادى النوبى أن المؤتمر لا فائدة منه لاسيما مع غياب كل الممثلين الشرعيين لأهالى النوبة، وكذلك الشخصيات العامة والاعتبارية النوبية وعلى رأسهم المستشار حسن سيف الدين ومسعد هيركى وآخرون.
وإذا كان المؤتمر يحاول تصوير النوبيين باعتبارهم أقلية مضطهدة فإن الرد الوحيد على هذه الجزئية هو أن وزير الدفاع المصرى نوبى الأصل.
وأشار إلى ضرورة مناقشة قضايا النوبة داخل النوادى النوبية والجمعيات الشرعية لهم.
بينما أكد المهندس محمد سيف وكيل وزارة الزراعة والذى حضر المؤتمر بتكليف من المهندس أمين أباظة وزير الزراعة أن الجميع يقدر حجم معاناة أهالى النوبة منذ أكثر من مائة عام، مشيرا إلى أن هناك إعادة توطين لهم من خلال قرى بشائر الخير التى بدأت بقرى ****شة وتوماس وعافية وسيني.
وعن تمويل المؤتمر وشبهات اشتراك مؤسسات غربية أشارت منال الطيبى مدير المركز المصرى لحقوق السكن ومنظمة المؤتمر إلى أن التمويل جاء بطريقة غير مباشرة من خلال التعاون مع هيئة ميرزيور الألمانية الفاعلة فى مجال حقوق السكن والتى تدعم المركز المصرى فى عمل الدراسات الميدانية حول مشاكل السكن والعشوائيات من خلال برنامج إكس تشانج بروجرام أو برنامج تبادل الخبرات وهو ما تم تحويل جزء منه إلى عقد مؤتمر لأهالى النوبة لافتة إلى أن المركز لم يتلق تمويلا على قاعدة القضية النوبية، ولكن بعد تلقى المركز لعدد من الشكاوى النوبية لاسيما من المطلقات والأرامل والمتعلقة بمشاكل الزراعة الشاطئية وبرنامج الغذاء العالمى وقرى بشائر الخير التى استثنى منها النوبين بصورة إثارة قضية التوطين وهو ما طرح فكرة إقامة المؤتمر بالتعاون مع النوادى النوبية والهيئات والروابط والجمعيات الناشطة للنوبيين ومن خلال مخاطبة فيزريور.
وفى دفاع عن نفسه أكد حجاج أدول فى تصريحات خاصة ل العربى أنه ليس لديه أية نوايا انفصالية ولكنه يطالب بتداخل بين شعوب وادى النيل لتأمين المياه، معتبرا وجودهم فرصة لابد أن تستغلها الدولة فى هذه القضية وعن تعاونه مع المركز الثقافى الهولندى أضاف أنه يتعامل مع المركز من خلال مجموعة كبيرة من المصريين، مشيرا إلى أنه لا يتلقى أية أموال من الخارج أو الداخل، وإلا لما كان من سكان الأحياء الشعبية مطالبا كل من اتهموه بايجاد الدليل على ذلك.
http://www.al-araby.com/articles/105...1055-fct04.htm