المخابرات الهولندية:تقريرعن ظاهرة التطرف دخلت مرحلة جديدة بنشر جيوب إسلامية مغلقة
هولندا: ظاهرة التطرف دخلت مرحلة جديدة من خلال نشر جيوب إسلامية مغلقة
14/10/2007
تقرير استخباراتي: الإنترنت لم يعد القناة الرئيسية للتواصل بين الأصوليين الجدد
بروكسل: عبدالله مصطفى
أكد تقرير صادر عن جهاز الاستخبارات الامنية الهولندية أن ظاهرة التطرف الإسلامي في هولندا دخلت مرحلة جديدة، ولاحظ تقرير الجهاز الامني صعود تيار الدعوة السلفية المنظمة جيداً، وهو تيار سني يتبنى تفسيراً أصولياً للإسلام، بالرغم من اشارة التقرير الاستخباراتي الى ان هذا التيار لا يدعو إلى استخدام العنف، ومع ذلك فإن جهاز الاستخبارات لا يخفي قلقه من تأثيرات هذا المد السلفي في هولندا، وأنشطته الدعوية.
وحسب ما ذكرت اذاعة هولندا العالمية، هذا هو التقرير الثالث منذ عام 2004 الذي تحاول فيه الاستخبارات الهولندية التعرف على بواطن ظاهرة التطرف لدى فئة صغيرة من بين المسلمين في هولندا، الذين يبلغ عددهم حوالي مليون شخص، وهو ليس تقريراً أمنياً يحدد طبيعة الأخطار الراهنة، وإنما دراسة تحليلية لتطور الظاهرة، وخلفياتها والتأثيرات الخارجية فيها.
وكان التقرير الأول قد صدر في ديسمبر 2004 بعنوان «من الدعوة إلى الجهاد» ما صار يـُعرف بالمرحلة الأولى في عملية التحول إلى التطرف، كان ذلك التقرير دراسة تحاول أن تجيب على السؤال حول الوسائل التي يحاول فيها الدعاة السلفيون (الأجانب غالباً) أن يؤثروا في المجتمع الهولندي، أما التقرير الثاني الذي صدر في مارس 2006، بعنوان «الجهاد العنفي في هولندا» فقد تناول ما صار يسمى الآن المرحلة الثانية، وهي المرحلة التي ظهرت فيها جماعة «هوفستاد» المتهمة بالإرهاب، واغتيل فيها المخرج ثيو فان جوخ على يد هولندي مسلم من اصل مغربي، كما تناولت تلك الدراسة ظاهرة «المتطرفين العصاميين» ويـُقصد بهم الشباب المسلمون الذين يتحولون إلى التطرف والعنف بدون تأثيرات خارجية مباشرة، وإنما بجهودهم الذاتية في البحث عبر شبكة الإنترنت. ويصف جهاز الاستخبارات في تقريره الجديد تلك المرحلة بأنها «غير محترفة»، بدون أن يجعلها ذلك أقل خطراً. وحسب ما ذكرت الاذاعة الهولندية هناك مرحلة ثالثة جديدة قد بدأت إذن، وتضيف يؤشر التقرير الأخير المكون من 94 صفحة إلى صعود ظاهرة الدعوة المنظـّمة بشكل احتراف، ويعرف جهاز الاستخبارات «الدعوة» بالسعي لنشر إيديولوجيا اصولية سلفية متشددة، ترفض بوضوح استخدام العنف، ومن دلائل صعود هذا المدّ الدعوي ارتفاع عدد المحاضرات الدينية السلفية إلى الضعف خلال سنتين. من جهة أخرى حـذر جهاز الاستخبارات من خطأ الفصل الحادّ بين هذه المراحل الثلاث، ويؤكد أن عناصر المرحلتين الأولى والثانية، الدعاة القادمون من الخارج، و«المتطرفون العصاميون»، لا يزالون موجودين، أو يمكن أن يظهروا مجدداً.
وكما في تقريريها السابقين، ابتكرت الاستخبارات الهولندية هذه المرة أيضاً مصطلحاً لوصف التطورات الجديدة، حيث أطلقت عليها تسمية «نيو راديكاليزم» ويمكن وصف الناشطين فيها بـ«المتطرفين الجدد»، ووفقاً لجهاز الاستخبارات والأمن ينشط حالياً جيل جديد من الدعاة السلفيين، لا يتلقون تقريباً أي دعم أجنبي. يعمل هؤلاء الدعاة الجدد بشكل احترافي عالٍ وينتهجون أساليب «تسويق» ذكية، ويحرصون على عدم تجاوز الهامش الذي تتيحه لهم القوانين الهولندية. ولم تعد الإنترنت هي القناة الرئيسية للتواصل بين السلفيين. بدلاً من ذلك يتواصل السلفيون الجدد مع بعضهم بشكل مباشر في المساجد وفي قاعات للاجتماعات، حيث لا يعاني الدعاة من سلبيات التواصل عبر الإنترنت، مثل دخول أعضاء غير معروفين إلى منتديات الحوار على الشبكة، بمن فيهم منتقدون ومعارضون وساخرون، إضافة إلى التشويش الذي قد يحدث لأسباب تقنية أو بشرية. ويهدف «المتطرفون الجدد» وفقاً لتحليلات الاستخبارات الهولندية إلى «تأسيس جيوب إسلامية مغلقة، داخل المجتمع الهولندي، لا يكون فيها مكان لمن يحمل فكراً مغايراً». وبالرغم من تجنب الدعاة الجدد كل ما له علاقة باستخدام العنف، فإن جهاز الاستخبارات والأمن يؤشر مجموعة مخاطر تهدد مبادئ الديمقراطية ودولة القانون الهولندية، تستبطنها الدعوة السلفية الجديدة. أهم تلك المخاطر هي الضغوط الشديدة التي سيتعرض لها المسلمون الآخرون من قبل هذه الجماعات، ورفض أسس العدالة القضائية الهولندية، التوترات المحتملة داخل الجاليات المسلمة، وبين المسلمين وغيرهم، إضافة إلى ذلك فإن تقرير الاستخبارات يؤكد أنه ليس من المستبعد أن يتبنى «المتطرفون الجدد» سياسة الجمع بين «الدعوة السلمية» و«الجهاد العني».
وكان التقرير الاستخباراتي الهولندي الذي قدمه وزير الداخلية لاعضاء البرلمان العام الماضي قد تضمن الاشارة الى ان هناك اعدادا من ابناء الجاليات الاسلامية من الشبان صغار السن، يتأثرون بالفكر المتطرف والدعوة الى الجهاد المسلح، التي تصل اليهم عبر مواقع على الانترنت تشجع على ما سمته الحرب المقدسة.
ولمح الى ان هولندا لاتزال تواجه مخاطر ارهابية، وان الوضع لم يتبدل عن الفترة السابقة والشيء الوحيد الذي شهد تغييرا هو زيادة اعداد الاشخاص الذين يشتبه في علاقتهم بالارهاب، والخلايا النائمة ذات الصلة بالمجموعات الارهابية، وارتفع العدد بشكل كبير بعد ان كانت التقارير السابقة تشير الى ان عددهم 150 شخصا، واشار الى ان تلك الخلايا لديها اتصالات مع مجموعات ذات الصلة بالارهاب في باكستان وافغانستان والعراق، وهذا يفسر استمرار محاولات بعض الشبان من اصول اسلامية السفر الى العراق للمشاركة في الحرب، واكد التقرير في هذا الاطار ان تلك الخلايا النائمة والمجموعات المتطرفة، هي انتاج محلي تأثروا بالدعوة الى الفكر المتطرف، وان هولندا تختلف عن باقي دول الاتحاد الاوروبي من حيث انها تضم عددا كبيرا من الخلايا النائمة ذات الصلة بما يمكن تسميته الاخطار الجهادية، وانه لا توجد دولة اخرى في المجموعة الاوروبية الموحدة تضم عددا مماثلا للخلايا ذات الصلة بالارهاب الموجودة في هولندا، والتي شهدت ايضا تنامي فرص التهديد بالقتل للشخصيات السياسية، من جانب اعضاء المجموعات المتطرفة. وحذر التقرير الامني من الدور الكبير الذي يلعبه الانترنت في تقديم المساعدة والمعلومات اللازمة لافراد تلك المجموعات، كما اشار الى استغلال هؤلاء الاشخاص لمناخ الحرية السائد في هولندا.
نقلا عن الشرق الاوسط
http://www.copts-united.com/newsnet/...rom=&ucat=125&
|