جدل سياسي حول تصريحات العريان عن الاعتراف بإسرائيل
كتب مجدي سمعان
لاتزال تصريحات الدكتور عصام العريان، عضو المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، حول الاعتراف بإسرائيل ومعاهدة كامب ديفيد، تثير جدلا واسعا، فقد اختلف محللون سياسيون في تحليلهم لتصريحات الإخوان بهذا الشأن، ففي حين رأي البعض أن الهدف منها إرسال رسالة للأمريكيين، رأي الدكتور رفعت السعيد أنها تعكس خللا في مواقف الجماعة وارتباكا في القيادة.
فسر ضياء رشوان رئيس، وحدة النظم بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية التصريحات بأنها علامة صحة، ودليل علي وجود حوار داخل الجماعة، بينما شن عصام سلطان المحامي والقيادي بحزب الوسط المنشق عن الإخوان هجوما علي الجماعة ووصف تصريحات الجماعة بهذا الشأن بأنها خروج علي الثوابت الشرعية والوطنية.
وقال سلطان وهو أحد قيادات حزب الوسط: إن تصريحات العريان وتعقيب عبدالحليم الغزالي المستشار السياسي للمرشد العام الذي قال فيها إن مسألة الاعتراف سابقة لأوانها، أنها سابقة خطيرة لأن مبدأ الاعتراف بإسرائيل يخالف الثوابت الشرعية والوطنية، حتي الدكتور عبدالحميد لم ينف لكنه «جه يكحلها عماها»، وأثبت ما قاله العريان لأنه قال إن مسألة الاعتراف سابقة لأوانها، ومعني ذلك أن الاعتراف آت لا محالة وهو كلام أخطر من كلام العريان.
وقال: أنا أدين كلا التصريحين ولا أصدق كلام المرشد الذي قاله في جريدة «الحياة»، لأن ميكانزم العمل داخل الجماعة علي النحو المعروف للجميع، هو أن من يخطئ تنظيميا يتخذ بشأنه قرار فوري، فما بالك إذا أخطأ في أمر يخص العقيدة والدين.
وشدد سلطان علي أن تصريح العريان اللاحق في موقع إسلام أون لاين، والذي يحاول فيه أن يلصق الاعتراف بإسرائيل بحزب الإخوان وليس بالجماعة، هو أيضا كلام يخالف ثوابت الدين والعقيدة لأنه لا يجوز للحزب أن يغير موقفه من المعارضة للسلطة فيما يتعلق بالمواقف المبدئية التي تتصل بثوابت الأمة.
و قال: «أعتقد حين قرأت تصريحات العريان الأولي أنها موقف شخصي أو أنها قد تكون نتيجة احتمال أن يكون العريان قد تناول شيئا في طعامه في سجن طرة جعله يقول هذا، لكن تصريحات الغزالي أرعبتني وشعرت أن هناك اتجاها داخل جماعة الإخوان المسلمين لا يخص عصام العريان وحده فيما يخص قضية الإعتراف بإسرائيل».
وأشار سلطان إلي أنه اتصل بالدكتور رفيق حبيب أحد أعضاء اللجنة التي وضعت برنامج الإخوان فنفي بشدة أن يكون برنامج الإخوان قد تتطرق إلي هذا بل إن البرنامج تمسك بدولة فلسطين التاريخية ويرفض فكرة قيام دولتين.
وقال عصام سلطان إن لديه احتمالين لما حدث، الأول هو أن الإخوان يرسلون رسالة إلي الأمريكيين، حيث إن العريان اختار جريدة الحياة التي يهتم بقراءتها الأجانب في مصر ولا توزع إلا عددا محدودا علي النخبة، وصرح بهذا التصريح في أيام العيد الذي يكون الناس خلاله مشغولين... فبالتالي يصل الأمر إلي من يريده العريان ولا يقرأه من لا يريد العريان ألا يقرأه.
وأشار إلي أن الموقف الذي تسببت فيه تصريحات العريان يشكل أزمة عنيفة داخل الجماعة، لأنه في الماضي حين كان المرشد الحالي أو السابق أو الأسبق لا يوفقون في تصريحاتهم، كان الناس يقولون لو كان العريان هو الذي يصرح لكان أفضل لكن الآن لم يعد حتي العريان قادرا علي القيام بهذا الدور.
وقال: أعتقد أن هذه التصريحات ستحدث زلزالا داخل الجماعة وليس شقاقا لأن قواعد الإخوان تربوا علي خلاف هذه التصريحات تماما، الاعتراف بإسرائيل لدي الإخوان المسلمين الصادقين هي مسألة دين وعقيدة وحلال وحرام ولا يجوز الإقتراب منها ولا حتي علي سبيل التلميح ولا المناورة ولا التكتيك، وبالتالي فمن وقع فيها فقد وقع في الحرام.
وأضاف: النموذج الذي يعجب به الدكتور العريان هو نموذج دولة قطر التي تفتح مكاتب تجارية لديها لإسرائيل وبينها وبين إسرائيل معاهدات تجارية وفي نفس الوقت لا توجد معاملات دبلوماسية.
__________________
samozin
|