عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 19-10-2007
samozin samozin غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 627
samozin is on a distinguished road
سابعا
وهناك أسباب تجعل القضاء على نفوذ هذا الفكر أمرا سهلا ميسورا :
1 ـ فالحركة السلفية في مصر ليست متأصلة فكريا في التربة المصرية لأنها تنتمي إلى فكر سلفي وافد من الصحراء ، أي إن التربة المصرية ليست معها في وفاق .وسيقت الاشارة لذلك.
2ـ ثم أنها ليست في وفاق مع الحاضر والمستقبل لأنها حركة ماضوية تدعو للخلف بينما يتقدم العالم إلى الأمام ، انها تعيش غير عصرها ومهما كانت قوتها فلا بد أن تندثر . ولنتذكر ان الديناصور كان مسيطرا على الأرض فلما انتهى عصره وجاء عصر الثدييات اندثر وتحول الى حفريات . ويقال أن الفئران قامت باكل بيض الديناصور فقضت عليه.
3 ـ استحالة أن توفق تلك الحركات بين ثقافة عصرنا القائمة على الديمقراطية وحقوق الانسان والفقه السلفى الدموى المتعصب المتزمت الذى تتمسك به وتعتبره شريعة اسلامية ، مع أنه فقه مذهبى عجز عن اصلاح عصره فكيف يستجيب لمتغيرات عصرنا.
ان الامام الشافعى حين انتقل من العراق الى مصر قام بتغيير مذهبه نظرا لاختلاف المكان فى العصر الواحد ، ثم اختلف مع الشافعى من جاء بعده من الفقهاء الشافعى واولهم تلميذه المزنى ، فكيف يكون الفقه الشافعى أو شريعة الشافعى هى الحل لعصرنا ؟
ولو افترضنا أن الشافعى صحا من قبره وسار فى شوارع القاهرة الان ـ ولا نقول نيويورك ـ لمات ثانية من الصدمة . . فكيف يكون كلامه أوكلام غيره تشريعا لعصرنا. والفقه الشافعى مع تزمته وانغلاقه فانه أفضل كثيرا من الفقه الحنبلى المشهور بتشدده ، والذى نبعت منه الوهابية الحديثة.
هى مشكلة كبرى لتلك الحركات السلفية ان تقدم من تراثها الفقهى شريعة إسلامية مستنيرة لعصرنا ، لأن ثوابتها الشرعية ـ والمخالفة للقرآن الكريم ـ قد تحصنت باحاديث كاذبة منسوبة للنبى محمد عليه السلام. نحن القرآنيين نقول انها أحاديث كاذبة ولكنهم يؤمنون بأنها وحى الاهى ، وحين نثبت لهم تعارضها مع القرآن الكريم يتمسكون بها و يتجاهلون القرآن الكريم . وهذه الأحاديث هى عذابهم فى الدنيا والاخرة ، يحملونها فى قلوبهم وعلى ظهورهم ولا يعرفون المواءمة بينها وبين عصرنا ، و فى نفس الوقت يضطهدون من ينكرها.
وتظهر مشكلتهم التشريعية مع تلك الأحاديث حين نطالبهم بمنهج سياسى فى الحكم وقوانين للشريعة. فقد ملّ الناس من استمرار رفعهم الشعارات الفضفاضة مثل ( الاسلام هو الحل ) و ( تطبيق الشريعة ) وطالبوهم ببرنامج محدد سياسيا و تشريعيا فاضطرواـ أخيرا ـ الى اصطناع برنامج سياسى و تشريعى ، ثم اختلفوا و فشلوا ، وسيظلون فى فشل واختلاف الى أن يحلوا مشكلة ذلك التراث الضال الذى يحملونه اوزارا فى قلوبهم وعلى ظهورهم .
ان المواءمة السياسية تفرض عليهم التسليم بالديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق المرأة و حقوق المواطنة و السلام و حرية البشر فى الفكر و العقيدة و الشعائر الدينية ، وكل ذلك يتناقض مع الأحاديث والفقه المتخلف الذى يقدسونه و الذى يحكم بقتل المرتد والزنديق و تارك الصلاة و الزانى المحصن ، والذى يجعل المرأة ناقصة عقل ودين ويمنع المسلمة من الزواج بغير المسلم والذى يجعل المسيحى كافرا ولا بد أن يدفع الجزية و لا بد أن يعيش مواطنا من الدرجة الثالثة ، ويعطيهم حق التفتيش على الضمائر و المعتقدات ومطاردة الناس فى خلواتهم وفى شوارعهم بزعم تغيير المنكر.
وطالما لم يعد هناك مجال للمناورة فهم بين ان يختاروا تلك الأحاديث و يفقدوا موقعهم السياسى ويدخلوا الى متحف التاريخ فى أحضان رفقائهم الديناصورات ، وإما أن يتبرءوا من تلك الأحاديث ويعتبروها ثقافة ماضوية لم تعد صالحة للاستهلاك الادمى انتهى عصرها الافتراضى ، وبذلك ينضمون الينا نحن القرآنيين ، وهم بالطبع لا يرضون أن يكونوا تلامذة لنا بعد طول عداء ، خصوصا وهى حركات لا تعرف الاجتهاد ، وتعادى المجتهدين ، لذلك فانه لا مكان لها في الحاضر أو في المستقبل إذا وجدت من يواجهها بفكر مستنير وإصلاح حقيقي .
امامهم مشوار طويل من الاختلافات و الانشقاقات ، وهذا قد يكون خبرا جميلا لولا أنهم سيشدون معهم الوطن الى مستنقع الشقاق والتنازع الذى ربما يتحول الى حركات ارهابية كالشأن بهم فى اللجوء سريعا الى العنف فى التعامل مع المخالف لهم فى الرأى.
4 ـ تجربة القرآنيين نموذج عملى ناجح فى التعامل مع الفكر السلفى .
ينجح القرآنيون دائما فى مواجهة ثقافة السلف الوهابية الحنبلية بفكر قرآنى لا يستطيع السلفيون الرد عليه إلا باسطوانات مملة مكررة سبق الرد عليها. وحين تم الرد والتوضيح وبعد العجز عن مواجهة الفكر القرآنى الذى يثبت تناقض الوهابية و السلفية مع الاسلام بأدلة مفحمة من القرآن و التراث السنى نفسه فالعادة أن السلفيين لا يجدون من مخرج إلا باضطهاد القرآنيين وتأليب الأمن ضدهم واصدار فتاوى التكفير لتلاحقهم مع اغتيال الشخصية بالأكاذيب والافتراءات . هذا ينهض دليلا على عدم وجود منهج فكرى اصيل مستمد من حقائق الاسلام .
بل إن ذلك يثبت عدم وجود منهج أخلاقى للسلفيين حين يتعاملون فى القضايا الفكرية بالاضطهاد و العنف و النفوذ فى مواجهة خصم مسالم ضعيف ، فالمعروف أن القرآنيين فقراء مستضعفون فى الأرض لا يجدون ما ينفقون وليس لديهم سوى موقع وحيد يواجهون به الآلاف المؤلفة من المساجد و الدعاة و المعاهد و الجامعات و الكليات ومراكز الابحاث و مواقع الانترنت و محطات الاذاعة و التليفزيون.. وأجهزة الاستبداد العربية . فماذا لو كان للقرآنيين واحد على مائة من تلك الامكانات التى للفكر السلفى ؟
هذا يوضح أن هذه الثقافة السلفية لا تستطيع الدفاع عن نفسها فكريا ، وانها لا تستغنى عن السلطة وأجهزتها الأمنية والدعائية و أرصدتها المالية.
وهذا يوضح أنه لو كانت هناك ارادة سياسية أو شعبية لأمكن إعادة الفكر السلفى الاخوانى الوهابى الى الماضى الذى جاء منه..
5 ـ ثم إن هذه الحركة السلفية السياسية ، ليست فاعلا أصيلا وإنما هي رد فعل للاستبداد والظلم الاجتماعى .
فى مصر فى النصف الأول من القرن العشرين ظهر جيل الرفض المتعلم الذى لم يجد له مكانا تحت الشمس فقامت به حركة الاحتجاج ضد الظلم الاجتماعي بعد الحرب العالمية الأولى ، وظهر هذا الاحتجاج دينيا لدى الإخوان وقوميا عنصريا لدى مصر الفتاة وثقافيا لدى الشيوعيين ، ثم حمل الضباط الأحرار قائمة الاحتجاج كلها وفجروا بها الثورة ، وبعد تحقيق عبد الناصر للعدل الاجتماعي نما الاستبداد السياسي مع الهزائم والنكسات ، ثم جاء السادات بالانفتاح والظلم الاجتماعي قرينا للفساد السياسي والاقتصادي فكان من الطبيعي أن يمتد السخط ويتجلى في نمو الحركة السلفية السياسية باعتبارها رد فعل.
وعليه فإذا تم الإصلاح السياسى و الاقتصادى و التشريعى و الاجتماعى و الدينى أمكن القضاء على التطرف ، وبهذا يتم نفى ثقافته السلفية الى العصور الوسطى التى اتت منها. وعندها يعود الاعتدال ويمكن تسكين الحركة السلفية " سابقا " فى الديمقراطية
بشرط أن تكون هناك ديمقراطية فعلية .
وكل ذلك فى إطار التمنى وأحلام اليقظة التى لا نملك غيرها
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=112540.
__________________
samozin
الرد مع إقتباس