عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 01-11-2007
الصورة الرمزية لـ عاطف المصرى
عاطف المصرى عاطف المصرى غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2007
الإقامة: جمهوريه تشاد البلد
المشاركات: 1,317
عاطف المصرى is on a distinguished road
كان ياما كان !

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ماجد منيب مشاهدة مشاركة

.. أتمنى ألا يكون بعدي لفترة طويلة خلاني مش قادر أشوف اشياء أنتم شايفنها..ولكني بانزل أجازات .. وفي الغالب بتكون قصيرة جداً.. ولكن ماباشوفش اللي بتقوله عليه..واتمنى ألا تكون الصورة قاتمة لهذه الدرجة..
عموماً لما استقريت في التسعينات في مصر.. أعترف إني لقيت حاجات كتير اتغيرت في مصر..وأخلاق الناس مش زي الأول.. والطمع واخد الناس.. والأخ مابيسألش على أخوه.. بعد ماكان الجار بيسال عن جاره.. ولكني لا زلت عايش في الزمن الجميل واتمنى ألا أخرج منه حتى لو كنت باحلم..أتمنى ألا أفيق من الحلم..

الاخ العزيز - ماجد منيب


قبل أن اجيبك على سؤالك فى اول مره نتحاور فيها معا - اردت ان اوضح لك كيف تم التحول بمصر وهو ليس ببعيد وذلك مماسبق وان كتبت :

كانت مصر الاربعينيات والخمسينيات مثالا رائعا للتوائم الوطنى بين كافه الطوائف والملل - بل و تعداها ان جاليات ليست بالاصل مصريه كانت تعيش بكنف هذه الدوله التى اعتقد انها لم يكن لها مثيل بافريقيا او بالشرق الاوسط . كانت مصر واحه يعيش بها القاصى والدانى بلا خوف - ترتسم السعاده على الشفاه . بلد يحوى دياناته الثلاث . بل وبه جاليات اجنبيه قد وجدت فى مصر مكانا آمنا .. بل وأكثر أمنا من بلادهم . فكان الحاج حسن يجاور مرقص ويجاور كوهين - ولم يجد الثلاثه اى غضاضه فى ذلك او انزعاج - بل وانه بأحياء الاسكندريه كانت تعيش جاليات ايطاليه ويونانيه وارمنيه هجرت بلادها لتجد فى مصر بلدا يفتح زراعيه لكل زائر ومقيم والكل بالترحاب يعيش . وقامت الثوره وفتحت المعتقلات لتستقبل كل من يعبث بأمن هذا الوطن - ولا ضير او ضرار الكل يعيش الا فئتين - فقد تم طرد يهود مصر الى اسرائيل - وبعد حرب 1956 تم طرد رعايا الدول الاوروبيه من عام 1959 الى العام 1961 - ولكن مسيحيو مصر يقيمون بها لم يجدوا شعورا غير انهم مواطنون لهم نفس الحقوق وعليهم ذات الواجبات - ولهم انتماء لايقل بأى حال عن واجبات اخيهم المصرى المسلم .

وأعتلى انور السادات سده الحكم بالعام 1970 - واراد ان يقضى على النفوذ الشيوعى بمصر - فأطلق العنان للجماعات الدينيه التى ظلت عصورا من الكبت وكدم الانفاس - واصبح الكل يصرخ ملوحا بنعرته الدينيه - فالسيارات كتب عليها الشعارات الدينيه - لدرجه انك كنت تشعر بأنها حرب الشعارات - الاحتقان بدأ يظهر على تصرفات الكل - لم يعد بمصر من يقبل ان يشار اليه او الى دينه . فتعددت الاحداث الطائفيه .. معلنه ومنذره بالخطر - الى ان قتل السادات .. وهاجت وماجت الجماعات فى زمن قليل الى ان تمكنت الدوله بعهد مبارك الى ( شكم ) تلك الجماعات وقطع نفسها - ثم ترويضها - ثم اطلاقها بحساب . وكان هذا الدور هو دور أمنى يختص به جهاز أمن الدوله - وفى السنوات القليله السابقه - بدأت مصر بالتحول الى الاتجاه الدينى المتطرف - فتقوقعت الاقليات وزادت من عزلتها - وتوغلت جماعه الاخوان المسلمين بكافه الهيئات والنقابات والمصالح المدنيه والعسكريه - وصدرت الاوامر الضمنيه والعلنيه والسريه لتعلن ان الاقباط لادور لهم ولا نشاط - ممنوعون من ارتياد المناصب العليا معدومون بالكليات العسكريه والشرطيه - والنادر هم فلول عصر قد ولى .

الامر الذى ادى الى فقد الشعور بالمواطنه . ونشأت فئات ليس لها أهداف الا ان تقوم بالاسلمه الاجباريه - وانتشر الدعاه والمبشرين - وعلى كل لون ( ياباتستا ) < وهى عباره تعنى جميع الاشكال والالوان > وطبقا لنظريه انصر اخاك ظالما او مظلوما - فلم يعد اخاك من يخالفك فى الدين - والتسامح الدينى قد طواه النسيان . والعجيب انه يوجد لدى بعض الناس تضارب بالمشاعر والعواطف تجاه الاخر - فمن اعرفه اريد ان احبه - ولكن بعض الوقت .. داخلى لايريد ان يقبله . والعلاج صعب وعسير لمجتمع بدأ يرسخ قيم رفض الاخر - وبدأ يحصد النتائج .. شبابنا بالجامعات يرفض الاختلاط - اطفالنا أكتسبوا ثقافه كراهيه الاخر - مصرنا لم تعد كما كانت .. وربما لن تكون - الخطير بالامر اننا قد فقدنا هويتنا - وأسلمنا انفسنا لشيطان الكراهيه .. وربما الى الابد .

أرجوا ياصديقى ان أكون قد اوضحت لك القليل مما قد فاتك فتره غيابك عن مصر ولكن ما ذكرته قد يكون بدايه حوار لم ينتهى فهى ما اعتبربه عنوانا للموضوع فقط
.
-----------------------

من سيفصلنى عن محبه المسيح

عاطف المصرى
الرد مع إقتباس