عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 02-11-2007
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس: الإعلام الحكومي لا يراعي مشاعرنا 1

الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس: (١-٢) الإعلام الحكومي لا يراعي مشاعرنا.. ولو أرسلت رداً لـ«الأهرام» علي كتابات زغلول النجار فلن تنشره

حوار عمرو بيومى ٢/١١/٢٠٠٧

الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ومطران دمياط، ليس اسماً عادياً في الكنيسة القبطية، إنه الرجل الثاني فيها والشخصية الحازمة المثيرة للجدل.

البعض يراه صخرة الكنيسة وحاميها، لكن البعض الآخر يعتقد أنه السبب الرئيسي في المشاكل التي تتعرض لها.. لكن الكل يجمع علي أنه «صاحب القبضة الحديدية» في الكنيسة.

الغموض الدائم يحيط به، نتيجة ابتعاده عن وسائل الإعلام التي كثيراً ما هاجمته مما ألصق به صفة الغرور.

حين ذهبنا إليه لإجراء حوار معه، ظهر عليه التردد المصحوب بالريبة، لكن كلمات من الأنبا موسي «أسقف الشباب»، حسمت الموضوع.

تحدثنا معه عن كل التساؤلات والأفكار الحاضرة دائماً في ملف العلاقة بين عنصري الأمة.. فتحنا العديد من الدوائر المغلقة التي كانت حتي وقت قريب من المحرمات.

* لكن البداية كانت من نقطة الشائعات والأقاويل التي تطلق حوله.. فما سببها.. سألناه.. فأجاب:

- السبب يرجع إلي اختيار البابا شنودة لي نائباً له في المجلس الإكليريكي عام ١٩٨٥، والمجلس يمثل محكمة كنسية معترفاً بها من الدولة، وجهازاً رقابياً يقوم بمحاكمة المذنبين من أبناء الكنيسة، وفي العام ١٩٨٦، شغلت موقع سكرتير عام المجمع المقدس، ثم تفرغت في العام ١٩٨٩، للمحاكمات التأديبية في المجلس،

ومن الطبيعي أن يتعرض أي شخص يتولي القضاء الكنسي إلي الهجوم، وفي الوقت نفسه فإن القانون يعطيني نفس الحقوق وسبل الحماية التي يعطيها للقاضي العادي في المحاكم المدنية، ولكن الناس لا تعي ذلك، ولو تم التساهل في مسألة القضاء والرقابة فسيتحول الأمر إلي فوضي، وسبق أن أعلن البابا وأنا معه أكثر من مرة أن الشخص الذي حوكم كنسياً وشعر بالظلم، يقدم طلباً من ورقة فقط بفتح ملف التحقيق الخاص به إلي الرأي العام، ومنذ ١٥ عاماً لم يصلنا أي طلب بهذا الشأن.

* لكن ما السر في الهجوم الصحفي عليك عكس باقي الأساقفة؟

- بعض الصحف تهاجمني، ثم تأتي وتطلب الحديث معي، لكني أرفض إجراء حوارات مع هذه الصحف، لأنه يفترض ألا تهاجم شخصاً قبل الاستماع إليه أولاً، وكان ممكناً أن أجعل مثل هذه الصحف تحوّل الدفة وتستبدل الهجوم علي بالمديح، إذا وافقت ولبيتُ طلبهم بالمقابلة. يضاف إلي هذا سعي بعض الصحف إلي مجرد الإثارة و«الفرقعة» ليس أكثر. والحالة الوحيدة التي أقوم فيها بالرد عندما يطال الهجوم البابا شنودة شخصياً، أو الكتاب المقدس، ويكون الرد في صحف أخري أكثر اعتدالاً.

* رغم الجدل المستمر حولك، فإنك أكثر الأساقفة قرباً من البابا شنودة.. هل لهذا القرب علاقة بعدم التفاتك إلي هذا الهجوم؟

- رجال القضاء عادة لا يفضلون الحديث أو الظهور الكثير في وسائل الإعلام، إضافة إلي أنه كما توجد ردود فعل ضدي، توجد أيضاً ردود معي، ولم يقم أحد باستطلاع رأي الكنيسة ليؤكد إذا كنت فعلاً أكثر الأساقفة قرباً من البابا، علي كل الأحوال فإن ثقة البابا في شخصي تجعلني أتجاهل كل ما يقال، لكن المسألة أن من لا يحبونني أصواتهم عالية ولا يعترفون بأخطائهم، والمشكلة تتمثل في عدم حصولنا علي حقنا في الحصانة القضائية وعدم جواز الاعتراض علي الأحكام الصادرة.

* ماذا عما يتردد حول صراع مراكز القوي داخل الكنيسة؟

- مركز القوة الحقيقي هو البابا شنودة، لكن المسؤوليات تجعل آراء البعض مختلفة بين بعض الزملاء، والكل يعرض آراءه علي البابا والمجمع المقدس، والرأي الأرجح هو الذي يفرض نفسه في النهاية، ولا يجوز تسمية ما يحدث بأنه صراع، بل إنه حرية رأي، ومن الطبيعي وجود اختلاف، وإلا أصبح الناس نسخة مكررة من بعضهم البعض.

* وما حقيقة ما يقال بشأن وجود جناحين داخل المجمع المقدس.. أحدهما بقيادتك والثاني يتزعمه الأنبا يؤانس؟

- لا يوجد فريقان في المجمع، ولكن من الجائز أن يتضايق أسقف معين بسبب عزل أسقف صديق له، ويقوم بعمل منشورات عدائية ضد المجمع المقدس وقراراته، وهي حالات فردية لا تمثل أي جبهة، إضافة إلي أن كل الحالات في هذا الشأن لم يكن للأنبا يؤانس أي علاقة بها.

* إذا كنت توافق علي فتح ملفات الأساقفة المعزولين.. فلماذا لم ترد الكنيسة حتي الآن علي اتهام ماكس ميشيل لها بأنه فُصِلَ دون محاكمة؟

- كلام ماكس ميشيل غير صحيح، وأنا لم أحاكمه، ووقتها كان مساعد شماس في زفتي، وكثرت الشكوي ضده حتي وصلت إلي أسقف زفتي الأنبا يؤانس الذي حذره من نشر أفكاره الغريبة «الخمسينية»، لكنه صمم عليها، فأوقفه الأسقف عن الخدمة.

وكان رد فعل ميشيل قيامه بتأسيس الجمعية الخاصة به، وبدأ يحدث الناس بالفكر الخمسيني، وظل الأمر هكذا حتي جاءت أحداث عام ١٩٧٦ وقيام الرئيس السادات بحصار البابا، وأراد عزله، فأعلن ماكس أن الله غاضب علي الكنيسة الأرثوذكسية، وأنه هو المؤتمن عليها، كما تطاول وقال إن الله وجّه للكنيسة ضربة شديدة، لأنها - حسب قول ميشيل - «كنيسة نائمة»، وشبه القائمين عليها بـ«الفئران والصراصير»، إضافة إلي أن ماكس لم يحكم عليه بالحرمان من الكنيسة، لكنه فُصِلَ بعد ادعائه أنه أسقف، وهو متزوج ولديه بنتان. كما أنني وجهت إليه سؤالاً أكثر من مرة ولم يجب عليه.. وهو: «إذا كان كما يقول أسقفاً أرثوذكسياً.. ففي أي كنيسة تزوج باعتباره لم يتزوج في الكنيسة القبطية»؟

* في رأيك.. لماذا يلتف الأقباط حول المخالفين عن الكنيسة دائماً، وما قصة الراهب دانيال البرموسي؟

- دانيال البرموسي اسمه حالياً إدوار إسحاق، وعقيدته «خمسينية»، وليس كل من حوله الآن أرثوذكس، ويرجع سبب التفاف بعض الأقباط حوله إلي أنه خدم في الكنيسة ١٢ عاماً، وهذه الفترة تجعل له أصدقاء وأتباعاً. وحتي البروتستانت بعد أن فتحوا له كنائسهم لفترة، غضبوا منه لاتخاذه الخط «الخمسيني» المتطرف، وشعروا بانجذاب أتباعهم إليه، فأغلقوا كنائسهم في وجهه.

* هل يعني هذا أن المذهب «الخمسيني» أقوي من باقي المذاهب لذلك يخاف منه الأرثوذكس والبروتستانت؟

- المذهب «الخمسيني» به نقطتان هما سبب انجذاب الناس إليه... الأولي أنه يقول إن الكل سيدخل الجنة مهما كانت الخطايا، والثانية، أن أفراده يزعمون أن لديهم مواهب خارقة، مثل القدرة علي شفاء الأمراض. ودانيال البرموسي أصدر كتاباً قال فيه بالنص: «إن الإنسان إذا شعر بتأنيب الضمير فهذا يكون من الشيطان». ومن هنا نستطيع فهم كيفية خداعهم الناس.

* بعض الصحف المسيحية الناشئة تدعي مساندتك لها مما أرجعه البعض إلي محاولتك تصعيدها لمنافسة جريدة «وطني».. فما صحة ذلك وما حقيقة الخلاف بينك وبين «وطني»؟

- المسألة تتلخص في أن الصحف التي هللت لحركة العلمانيين لا أتعامل معها، لأن التعامل لا يكون إلا مع الصحف التي تؤيد موقف الكنيسة الرسمي، ولا يجوز دينياً أو عقائدياً، وأنا سكرتير عام المجمع المقدس، أن أكتب في جريدة لا تتبني موقف الكنيسة، إضافة إلي أنني لم أكن أكتب فيها من قبل. ومؤخراً عندما طالبوني بحوار أو كتابة مقال رفضت.

* كيف هذا والبابا يكتب فيها شخصياً؟

- هذا ليس صحيحاً، ومن ناحيتي فإن اتجاهي إلي الجرائد الصغيرة «المسيحية» له سبب وجيه.. فعندما تنشر «الأهرام» هجوماً شديداً جداً للدكتور زغلول النجار علي الكتاب المقدس، فلابد أن أرد، ولكن المؤكد أن «الأهرام» لن تنشر الرد، إضافة إلي أن الجو العام سيشتعل، لذا يكون من الأفضل الرد في جريدة توزع داخل الكنائس.
بقية الحوار بالأسفل
الرد مع إقتباس