عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 14-11-2007
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
بقية التحقيق

وذهب البعض إلي ترشيح الشخصيات الأكثر تسامحا وهدوءا خوفا من سيناريوهات للصراع الذي لم يستبعده أحد الشخصيات القبطية الشهيرة ـ رفض ذكر اسمه ـ مؤكدا أنه اختار الأنبا موسي، لأنه الأفضل لتولي المنصب في هذا التوقيت، وقال: «الأنبا موسي هو المطلوب لتلطيف الجو وتحقيق أهداف الكنيسة التي أصبحت مرهونة بوجود شخص يتسم بالعقل والهدوء والرزانة».

وانتقد وصف الكاريزما السياسية التي يراها البعض أهم سمات البابا الحالي بقوله: «لسنا في حاجة إليها إذا ما كان القادم سيكتفي بما حددته القوانين واللوائح الكنسية من أدوار والتي لن تخرج جميعها عن الدور الروحي وعلي القادم أن يقف عند حدوده».

طلعت جاد الله المحلل السياسي والمتحدث باسم البابا سابقا لم ينكر أن الساحة واسعة لمجيء شخصية معلومة، حيث هناك ـ حسبما قال ـ أشخاص كثيرون بإمكانهم أن يتولوا الكرسي خلفا للبابا ومنهم الأنبا موسي، الذي قال عنه «إنه يمتلك رؤية سياسية ومتفهم لعروبة الكنيسة القبطية ومهتم بوحدة الوطن واستقراره وله مؤلفات كثيرة وجهود في هذا الإطار، ناهيك عن أنه يمتلك شعبية في صفوف الجيل الجديد من الأقباط من رجال الدين وغيرهم».

وأضاف: «هناك الأنبا رويس» الأسقف العام، والانبا «هدرا» أسقف أسوان والأنبا باخوميوس مطران البحيرة، ومن أساقفة المهجر الأنبا «سرابيون» أسقف لوس أنجلوس، بالإضافة إلي الأنبا بيشوي.

وأوضح جاد الله: قد يأتي كماحدث في السابق راهب غير معروف من رهبان الأديرة لخلافة البابا، فهم الأقوي وسيكونون الأصلح بعد البابا شنودة، خاصة أن هناك صراعا إنسانيا قائما علي الخلافة مما سيؤدي بقيادات الكنيسة من كبار رجال الدين إلي أن يأتوا براهب بعيد عن هذه الصراعات مثلما حدث مع البابا كيرلس السادس الذي جاء ترشيحه بضغط من المطارنة والرهبان وحظي بشعبية كبيرة لدي الأقباط لما له من مواقف عربية بعد هزيمة مصر في نكسة ٦٧.

وشدد ـ عكس مطالبات البعض بألا يلعب البابا أي دور سياسي ـ علي أهمية أن يكون البابا القادم مهموما بالوطن، مؤكدا: نحن في مرحلة فارقة تتمثل في خلافة بابا واسع العلم يمتلك رؤية سياسية مما سيجعل الفراغ الذي سيتركه كبيرا.

وذكر أن من أهم هذه التخوفات تغير موقف البابا من التطبيع مع إسرائيل والحجيج في القدس، وقال: «أخشي أن يسمح البابا القادم بهما إذا ما وقع تحت ضغوط خارجية أو داخلية سياسية، كما أخشي علي استقرار الكنيسة القبطية المترامية الأطراف بالداخل والخارج وألا يستطيع البابا القادم ان يحافظ علي تماسكها».

طالب «جاد الله» المجمع المقدس بأن يكون يقظا لأن مرحلة ما بعد البابا شنودة من اخطر المراحل لان المؤسسة الدينية القبطية مؤثرة في مصر كوطن، مشيرا إلي أن اختيار البابا القادم اختبار صعب يواجه المجمع المقدس، وتساءل: هل يستطيعون الانتقال الهاديء دون التأثير علي الكنيسة ووحدتها ودورها الوطني؟ وطالب حكماء وعقلاء الكنيسة بأن يلعبوا دورهم للحفاظ علي الوحدة بجميع صورها.

ورفض القس «مرقريوس» الكاهن بكنيسة الخانكة الخوض في ترشيحات خلافة البابا وقال: «سواء كان من جاء خليفة للبابا» شحاتا أو أحد العلماء فالكنيسة باقية للأبد».

يستمر ملف البابا القادم مفتوحا يظهر بين الحين والآخر لدي أي أنباء عن صحة البابا شنودة، ويلازمه بالطبع الجدل المتكرر في الأوساط القبطية حول الحديث من عدمه بشأن هذه المسألة انطلاقا من فكرة القدسية لرأس الكنيسة، وما بين الاختيار الإلهي والبشري تدور الأحاديث التي لا تخلو من السياسة المغلفة برداء الدين، لينضم إلي ملفات كثيرة مستقبلية نؤجلها.
بيشوي.. كثير من الصراعات
«بيشوي» الساعد الأول للبابا شنودة، يمتلك مميزات تجعله الشخص المناسب لتولي كرسي البابوية، يحظي بدعم البابا شخصيا وهو ما بدا في عدة مواقف منها نيابته عن البابا في مؤتمر الفيوم الذي عقد مؤخراً وشارك فيه ممثلون من جميع الابرشيات.

الانبا بيشوي يشغل منصب سكرتير المجمع المقدس، يعد الرجل الأقوي في الكنيسة المصرية فهو يشغل العديد من المناصب التي تمكنه من ترشيح نفسه خليفة للبابا ومنها أسقف دمياط وكفر الشيخ فضلا عن كونه رئيسا لأحد الأديرة وهو ما يعتبره البعض مؤشراً علي امتلاكه سلطات لا تخول لأحد تجعل منه الرجل الأول، غير أن منصبه كرئيس لمحاكمات الكهنة خلق بينه وبين بعض رجال الكنيسة بعض العداوات، فمن بينهم من يراه لا يصلح للترشيح بوصفه راعي لاحدي الابرشيات وهو ما يتنافي مع القوانين واللوائح الكنسية لكن الخلاف القائم حول من المعني بكلمة الأساقفة والتي وردت بلائحة ١٩٥٧ وحددت من له حق الترشيح.

درس الأنبا بيشوي الهندسة في جامعه الإسكندرية وترهبن بدير السيدة العذراء المعروف باسم «السريان» وقبل أن يكمل الثلاثين من عمره رشحه البابا شنودة أسقفاً علي مدينتي دمياط وكفر الشيخ وعقب غضب البابا علي الأنبا يؤانس الراحل الذي انضم إلي اللجنه الخماسية التي شكلها الرئيس السادات لإدارة شؤون الكنيسة ولاه منصب سكرتير المجمع المقدس.

اشتهر بيشوي بأحكامه الكنسية القاسية علي كل من يرتكب فعلا مخالفا للقوانين الكنسية وكانت أشهر محاكماته بشأن القمص الراحل ابراهيم عبد السيد الذي ترك الكنيسة إثر المحاكمة، وكان موقفه من «الأنبا أمونيوس» أسقف الاقصر المستبعد في دير الأنبا بيشوي مثار استياء البعض داخل الكنيسة لاسيما أن الأخير يتمتع بسمعة روحانية كبيرة، وكذلك موقفه من الأنبا مينا مطران جرجا وتعيين راهب نائبا له وهو علي قيد الحياة، ويدخل في الإطار ذاته موقفه من محاولة تقسيم أبرشية منفلوط رغم النشاط الواضح لاسقفها الأنبا انطونيوس، وأخيرا دخوله في صراع مع الأنبا يؤانس اقوي معاوني البابا ويكمن سر هذا الصراع في إطار السعي لحشد المؤيدين له لخلافة البابا.

موسي ... هدوء تدعمه الشعبية
هدوؤه الدائم وقدرته الفائقه علي ضبط ردود أفعاله جعلا منه لدي البعض القالب الذي يقاس عليه البابا القادم، يتمتع بشعبية كبيرة داخل الكنيسة وخارجها خاصة بين الجيل الجديد من الشباب ربما لأنه أسقف الشباب أيضاً.

شخصيته البسيطة والمتواضعة هي سر تعلق الكل به وحواراته الدائمه خلقت بينه وبين شريحة كبيرة من الأقباط جسرا من التواصل والألفة أكسبته مزيداً من التأييد رغم ما تكون ضده في الكنيسة من جبهات معارضه قوية خاصة داخل المجمع المقدس لأنه - حسبما يري - لا يراعي الكلاسيكيات الموجودة في الكنيسة القبطية بما يمس تاريخ وهوية الأرثوذكس لصالح الكنيسة الإنجيلية وفي ذلك تلميح لانتمائه السابق للبروتستانتية قبل أن يعتنق المذهب الأرثوذكسي علي يد الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف حيث كان الأنبا موسي يعمل طبيب أطفال بمحافظة بني سويف قبل رهبنته الأرثوذكسية.

وكادت جبهه المعارضة المناوئة للأنبا موسي البالغ من العمر ٦٧ عاما أن تذهب به للعمل بالمهجر الخطوة التي لو تمت لأبعدته عن منصب البابوية حيث إن لائحة الانتخابات الحالية تمنع ترشيح أساقفة الإبرشيات وهم الذين يتولون رعاية كنائس مناطق محددة مثل المحافظات في حين أنها تمنح للأساقفة العامين.

وهناك مايمنح «موسي» قوة ليكون خلفا للبابا ويتمثل ذلك في تكتل مدارس الأحد الذي يدعم الأنبا موسي بقوة للفوز بكرسي البابوية.

يؤانس.. هل تتحقق نبوءة العذراء؟
«يؤانس» يحظي بقبول في الخارج كما تدعمه بعض قيادات الكنيسة المقربة من البابا شنودة، وعلي رأسها الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة وبعض أعضاء المجمع المقدس والمجلس الملي، مما يجعله أحد المرشحين بقوة لتولي منصب البابا.

فضلاً عما يتمتع به من وجود قوي داخل المجمع المقدس، فهو سكرتير البابا، ومن أكثر الأساقفة المقربين إليه، يتمتع بروحانية عالية، خاصة أن البعض يشير إلي أن العذراء ظهرت له وقالت له: «أنت البابا القادم»، وأن البابا لن يموت قبل مرور ١٥ عاماً علي رهبنته، وهي المدة التي يجب أن تمر قبل الترشيح لمنصب البابا.

صراع عنيف تبدو ملامحه يعيشه الأنبا يؤانس أمام الأنبا بيشوي الذي يسعي لحشد المؤيدين له من أعضاء المجلس الملي، صاحب الحق في تزكية المرشحين لمنصب البابا، وفقاً للائحة المعمول بها حتي الآن.

http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=82870
الرد مع إقتباس