
28-11-2007
|
 |
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
|
|
وفي انتخابات نوفمبر ٢٠٠٥- أي المجلس الحالي- دفعوا بالدكتورة مكارم الديري أستاذ الأدب والنقد المساعد بجامعة الأزهر في دائرة حي مدينة نصر بالقاهرة وكادت تحقق فوزا لولا التدخلات ضدها، جيهان ومكارم كانتا تسيران في الجولات الانتخابية في الشوارع وعلي المقاهي وسط أنصارهما من الرجال والشباب أي أن الإخوان المتأثرين بالوهابية أكثر تحررا منه، لأنهم تخلوا عن خط مؤسسهم وأول مرشد لهم وهو حسن البنا الذي كان يعارض اشتغال المرأة بالسياسة، رغم تأييده عملها الاجتماعي من خلال تنظيم خاص بها في الجماعة هو الأخوات المسلمات
وكان أول من وجه نقدا لهذا الموقف والتأكيد علي خروج الجماعة عليه منذ سنوات هو صديقنا العزيز وعضو مكتب الإرشاد الدكتور عصام العريان في مقال له بجريدة الشعب، قبل إغلاقها بمدة، وهي شجاعة وممارسة للنقد الذاتي تحسب له ولذلك اندهشت من الدكتورة مكارم وهي تتجنب هذا التحول في موقف الإخوان وخروجهم عن خط البنا،
خاصة أنها مارست هذا الخروج ولم توجه أي نقد له في البحث الذي قدمته في المؤتمر الذي أقامته الجماعة بمناسبة مرور مائة عام علي مولد البنا وكان ضمن بحوث كثيرة بلغت ستة وعشرين، تم جمعها وإصدارها في كتاب ضخم، أصدره هذا العام مركز الإعلام العربي، ومديره صديقنا العزيز زميلنا عضو مجلس نقابة الصحفيين صلاح عبدالمقصود، وقدم له صديقنا العزيز جدا، الفقيه القانوني المؤرخ المفكر الكبير المستشار طارق البشري الذي يسبقه دائما التواضع والنزاهة والعلم لتمهد له أي طريق يسير فيه، إعلانا عن مقدمه، والكتاب يقع في ستمائة صفحة من القطع الكبير، بعنوان «بحوث مؤتمر مئوية الإمام البنا..
المشروع الإصلاحي للإمام حسن البنا.. تساؤلات لقرن جديد» ولا أعرف ما الذي دفع الدكتورة مكارم إلي هذا الموقف؟ الذي يبعدها تماما عن روح الموضوعية والأمانة العلمية التي من المفترض أن يتحلي بها من هو في مثل منصبها.
وفي الوقت الذي مارس فيه الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي نقدا واسعا في بحثه من صفحة ١٣٣ إلي ١٧٨ لبعض سياسات ومواقف البنا خاصة في رفضه التعددية الحزبية لدرجة أنه حمله مسؤولية إلغاء الأحزاب بعد ثورة ٢٣ يوليو، لأن الزعيم -خالد الذكر- كان متأثرا به.
كما قال في ص١٧٠ وكان واضحا في نقده للبنا بقوله بالنص في نفس الصفحة: «ولو أن نقد الأستاذ- رحمه الله- اقتصر علي الأحزاب وزعمائها ووجوب تبديلها بما هو خير منها مع الإبقاء علي التعدد الحزبي باعتباره مبدأ لا يستغني عنه ما خالفناه فيما ذهب إليه، ولكن الخطر فيما قاله ودعوته إلي إلغاء النظام الحزبي في ذاته وإنكاره لتعدد الأحزاب وأنه ضد الإسلام».
لكن مشكلة القرضاوي أنه حاول أن يسند لنفسه تحول الإخوان للإيمان بالتعددية وهو غير صحيح، لأن المرشد الثالث المرحوم عمر التلمساني، هو أول من أعلن هذا التحول بعد خروجه من المعتقل عام ١٩٨٢ وكان ضمن من اعتقلهم السادات في سبتمبر ١٩٨١ وقبل ذلك لم يعترف الإخوان بالتعددية وكان التحول نتيجة مناقشات في فترة الاعتقال هذه مع ممثلي القوي السياسية الأخري،
والأمر المثير في هؤلاء الناس أن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عضو مكتب الإرشاد في بحثه المنشور بعنوان «الإصلاح في فكر الإمام البنا» أيد في صفحة ١٣ موقف البنا من رفضه التعددية بقوله بالنص: «راجعت التاريخ السياسي والاجتماعي للأحزاب في الوقت الذي اتخذ فيه الأستاذ البنا موقفه الرافض هذا، فرأيت أن الرجل كان محقاً وقال أيضا: «نفهم أن رأي الأستاذ البنا كان رأيا موقوتا بعصر له مكونات وظروف غير طبيعية وغير مقبولة».
وهذا الرأي ترديد لما سبق أن قاله المرشد السادس المرحوم محمد المأمون الهضيبي ويردده كثيرون ممن لا يعرف النقد الذاتي طريقا إليهم. لكن مشكلة الدكتورة مكارم أكبر لأنها كما قلت مارست الخروج عن خط البنا.
وسنؤجل حكاية الأقباط والسعودية والوهابيين الأقباط إلي العدد المقبل إن شاء ربك الكريم بعد أن لم تعد لدينا مساحة كافية لسطر آخر.
http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=84454
|