
10-12-2007
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 997
|
|
أما الكاتبة أسماء نصار فكتبت فى "روزاليوسـف" عن زيارتها امقهى الفانة المحجبة والتى انتهت فى قسم شرطة النزهة تحت عنوان
إقتباس:
زيارة لمقهى حنان ترك الذى يمنع دخول المسيحيات وغير المحجبات 08/12/2007
روز اليوسف - كتبت / أسماء نصار
إذا أرادت حنان ترك أن ترتدى الحجاب فلترتده، وإذا أرادت أن تعزل التمثيل فلتفعل، وإذا أرادت أن تستثمر فى مشروع تجارى فلتستثمر ولتبع هى وصديقاتها الأشياء بأضعاف ثمنها الحقيقى مستغلة فى ذلك ما حققته من شهرة واسم لامع قبل أن «تتوب»! وأما أن تكون تجارتها باسم الدين وأن تفرض على تلك التجارة أطرا عنصرية تتعلق بفهم معين سطحى وخاطئ لها عن الدين تطبقه لتخرج لنا بنمط استفزازى عنصرى استغلالى فهو ما لا يمكن قبوله ولم نعهده فى مصر من قبل، وكان يجب على الفنانة التائبة أن تربأ بنفسها عنه.
القصة بدأت عندما انتشرت على عناوين البريد الإلكترونى رسالة إلكترونية مكتوبة باللغة الإنجليزية تم تداولها كوسيلة إعلان لترويج لمقهى جديد تملكه الممثلة المحجبة حنان ترك بالمشاركة مع زوجة ممثل مشهور، والترجمة الحرفية للرسالة تقول: أخيرا.. أصبح هناك مقهى تستطيع الفتيات والسيدات المسلمات الذهاب أو الخروج إليه! «صبايا كافيه»، مكان جميل تجدين فيه أفضل المأكولات والمشروبات، وليس فيه موسيقى ولا يسمح لغير البنات والسيدات المحجبات بالدخول إليه، لذلك هو مكان آمن للمنتقبات. «صبايا كافيه» تمتلكه حنان ترك وزوجة الفنان أحمد السقا!
«صبايا كافيه» مقهى وكوافير ويقدم لك كل ما تحتاج إليه المحجبة، سجاجيد للصلاة وهدايا. عنوان «صبايا كافيه» 6 شارع ميت غمر ميدان سفير مصر الجديدة، القاهرة. من مزايا «صبايا كافيه»: هو ملتقى للفتيات المسلمات المستعدات للتقرب من الله ويوفر لك فرصة توسيع دائرة صحبتك الصالحة! فى «صبايا كافيه» بإمكانك التصرف بحرية على راحتك بما فى ذلك خلع الحجاب أو النقاب. تستطيعين فى «صبايا كافيه» أن تتجنبى الخطايا فليس فيه غناء ولا تعرض فيه الأفلام، فقط أفلام كرتون والحفلات والعروض الدينية.
فى «صبايا كافيه» لديك فرصة للقاء حنان ترك! يتيح لك «صبايا كافيه» التمتع بفعل أشياء لن تتمكنى من فعلها فى أماكن أخرى من دون أن تغضبى الله! عموما «صبايا كافيه» سوف تكون مفيدة لك جدا من الناحيتين الدينية والدنيوية، فوجودك هناك سيجعلك تساعدين فى تغيير الصور الخاطئة عن المحجبات من عقود طويلة! ونرجو أولا ألا تصطحبى معك إلى «صبايا كافيه» فتيات مسيحيات لأنهن ممنوعات من دخوله، وثانيا عرض كل أصدقائ عليه لأن زيادة عدد رواد «صبايا كافيه» سوف يساعد «مُلاَّكه» على فتح فروع أخرى له إن شاء الله، فنحن فى أمس الحاجة إلى مكان يستوعبنا نحن معشر المحجبات والمنتقبات. وأخيرا.. من فضلك فكرى جيدا قبل الذهاب إلى أى كافيه آخر غير «صبايا كافيه».
هذا هو النص الذى تلقاه العديدون على بريدهم الإلكترونى، واضح جدا لقارئ الرسالة أن النص كله صياغة بلهاء لاستغلال تدين فنانة أو الاعتقاد بتدينها، تملك قدرا كبيرا من الشهرة، مع الأخذ فى الاعتبار أن معظم بنات مصر أصبحن محجبات، فهى عندما تنتقيهن كصفوة خصت بهن الكافيه دون غيرهن من السافرات فهى بذلك ضمنت أكبر قدر من الزبونات، وإلا فما المنطق فى الربط بين تجنب الخطايا وتجنب غضب الله والذهاب إلى مكان ليس به غناء وموسيقى، حيث افترضت الممثلة المحجبة أن الغناء والموسيقى حرام، وهذا يدل على فهم مشوش وازدواجية تعيش فيها حنان، فهى فى الوقت الذى تتلقى فيه عروضا لأفلام ومسلسلات ومازالت لديها النية فى تقديم أعمال بالحجاب، كما أكد لى أخوها حسام ترك، تحرم الموسيقى مع أن تلك الأعمال التى تنوى الاشتراك بها من المؤكد بها غناء وموسيقى حتى ولو فى «تيتر المسلسل» أو الفيلم الذى ستشارك فيه.
عندما ذهبنا إلى المكان تأكدنا أن المشروع ذو هدف تجارى بحت،وإن كان المكان فعلا فكرته جاءت للمنتقبات والمحجبات، حيث يذهبن لمكان يضمن فيه الجلوس والثرثرة مع أخواتهن، وكذلك إرضاء الله، وفى نفس الوقت يتربح أصحاب المكان ربحا ماديا وربحا أخرويا عند الله، حيث الثواب على مساعدة الفتيات على الجهاد والبعد عن الخطايا والرذائل! من الوهلة الأولى وقبل أن تدخل المكان تدرك أنك أمام نوع جديد من الكافيهات لم نعتده فى شوارعنا المتسامحة التى تسع الجميع، مقهى حنان ترك الذى هو للمحجبات فقط يحمل نوعا جديدا من العنصرية ويرسخ للفكر الدينى السطحى المتطرف الذى حول السيدات إلى محرمات محتجبات متخفيات، وعلى الأخوات الأخريات الاستفادة من هؤلاء المحجبات.
فى البداية تندهش عندما تجد اسم «الكافيه» مكتوبا باللغة الإنجليزية هكذا (Sabaya) وبجواره (Veiled... Beauty)، مما يدل على ازدواجية أصحاب هذا «الكافيه»، يقع الكافيه فى الدور الأرضى، وهو مكان مغلق تماما من الخارج لا يوجد حس ولا خبر.. حتى الشبابيك مدعمة بالستائر الكثيفة والباب مغلق، حيث تشعر أن المكان محصن ضد عدو ما، فهو بالطبع لابد أن يكو كذلك لكى يكون مكانا آمنا للمنتقبات والمحجبات من الذئاب البشرية التى قد تعتدى عليهن إذا كان المكان مفتوحا، أو تحاشيا لوزر الاختلاط برجال، وعليك أن تتعجب للطريقة التى يفكر بها هؤلاء لاعتقادهم الساذج أن التدين هو جلوس السيدات المحجبات فى مقهى بمفردهن! لكنك عندما تدخل وتتعرف عليهن تدرك أن اللافتة الدينية ليست سوى شعار، وإنما هى أشكال أخلاقية جديدة تسترن وراءها، فمعظم من بداخل المحل لسن من هؤلاء اللاتى يحملن أيديولوجية الحجاب أو الأخلاق، فهو مجرد شكل يعطيهن صبغة أخلاقية، ويمنحهن لقب الفضيلة والعفة، وسيتضح ذلك عندما نسرد جزءا من سلوكهن.
ليس الدخول من باب «صبايا كافيه» بالأمر السهل، فلابد أن تدق الجرس وتنتظر حتى يتأكد من بالداخل أنه ليس هناك رجل، وعلى الباب على غير العادة فى المكان من المفروض أنه مكان عام للجلوس ولتناول الطعام والمشروبات، فمثلا إذا كان هناك كوافير للمحجبات مغلق فهذا منطقى، أما أن يتحول الكافيه الذى من المفترض أنه مفتوح للجميع لمكان خاص بالسيدات المحجبات المغلق عليهن، فهذا قد يكون أى شىء، ولكن غير كافيه، ولكن الملاحظة التى لاحظتها عندما ذهبت لزيارة الكافيه أنهم ل يمنعوا دخول صديقتى غير المحجبة إلى المكان، على الرغم من أننى توقعت منعها بسبب الرسالة التى تحذر من ذلك، كما أن الأبواب المغلقة والستائر تنم عن جو انعزالى غامض، ولكن الأمر ليس كذلك من الداخل، فالبيزنس والاستفادة من الداخلات بأكبر قدر ممكن هو أساس التعامل مع السيدة أو الفتاة التى تدخل «الكافيه». كما اتضح لى أن تلك الهالة عن إعلان المحجبات بكوافير صبايا للمحجبات ما هو إلا استغلال لموجة الحجاب المنتشرة بين البنات، ولكن ما إن ذهبت إلى هناك ودققت الجرس ودخلت، فالجميع متساويات مادمن سيدفعن!
«صبايا كافيه» من الداخل بسيط جدا ليس بفخم كما أنه ضيق جدا، فهو عبارة عن جزءين سكشن للكافيه، وهى عبارة عن حجرة ضيقة تؤدى إلى زاوية صغيرة تقف فيها فتاتان تقومان بتجهيز المشروبات والمأكولات فيها، وفى الجانب الآخر من الحجرة أريكتان صغيرتان وكرسى، وبجوار الحجرة زاوية صغيرة توضع فيها المبيعات أو البضائع، وهى بضائع للمحجبات فقط، وفى الأيام العادية تباع فيها سجاجيد صلاة وإسدال وإيشاربات، ولكن فى اليوم الذى ذهبت فيه كان هناك (Open Day) أى يوم مفتوح، حيث تعرض مجموعة من الأخوات المحجبات من صديقات حنان بضاعته التى تخص المتدينات واللاتى يطمحن من بيعها إلى أن ينلن ثواب من سترتديها، بالإضافة إلى الأرباح أيضا، ففى هذا الركن الصغير جزء به «عباءات» سوداء فضفاضة للمحجبات، وجزء به إسدال وإيشاربات، وجزء به «حقائب»، وطاولة صغيرة فى المكان موضوع فيها إكسسوارات، وأوان مزركشة ومفارش، وركن به حذاءان فقط، هذا كله فى مكان ضيق لا يتعدى مترين فى مترين، كل تلك الأشياء توجد منها عينات قليلة، لكن لأن سعر العينة الواحدة يكفى، ويصل بين هذا السكشن والكوافير صالة مفتوحة ضيقة، أما الكوافير فهو أكثر اتساعا قليلا وليس هناك أى فرص للتجول أو الحركة أو أن يستوعب المكان أى أعداد قليلة جدا.
|
|