الست الفاضلة الفنانة المعتزلة لها صور على النت وهى عليها نمرة اداب
وتستكمل الكاتبة عن زيارتها فتقول:
إقتباس:
عندما دخلنا وجدنا حنان ترك تجلس لتتحدث مع هؤلاء العارضات، وعلمنا أن حنان لا تتواجد فى «الكافيه» بشكل يومى، لكنها ذهبت يوم الأربعاء الماضى خصيصا لدعم فكرة اليوم المفتوح، وتحقيق أكبر قدر من الرواج التجارى للفكرة.
ليس هذا فقط، بل إن بساطة المكان وعدم وجود أية خدمة مميزة به تجعلك تعرف من اللحظة الأولى أن مصدر دخل هذا المكان واستفادته هو فقط من أن حنان ترك هى مالكته، كما أن وجودها بالمكان سيغنى عن انتظارك لخدمة جيدة ومكان تستطي أن تجلس فيه ببراح دون أن تكون مراقبا من عاملة البوفيه ومن بائعة الإكسسوارات ومن مديرة المكان ومن البنات الواقفات فى الاستقبال اللاتى يبعدن عن موضع جلوسهن بخطوتين، ومن عاملة الكوافير التى تتفرغ لمراقبتك إذا لم يكن لديها زبائن.
عندما دخلت أنا وصديقتى وجلسنا عرفنا أن معظم الموجودات فى المكان من صديقات حنان ومن العارضات والعاملات حتى من تدخل تكون من معارفهن. هممت لكى أسأل عن أسعار المعروضات قالت لى إحداهن: اطلبى حاجة الأول قبل ما تقومى، وأعطتنا قائمة بسلسلة كافيهات عالمية شهيرة لها فروع فى مختلف أنحاء القاهرة، وهى فروع عادية تفتح أبوابها لكل الناس دون تفرقة وتذيع الموسيقى الأوروبية الخفيفة، وكان من السهل أن نفهم أن «صبايا» هذا هو الفرع الإسلامى للكافيه العالمى، واكتشفت أن أسفل القائمة مكتوب «بوترى صبايا»، أى أن كافيه صبايا أخذ توكيلا من هذا الكافيه والمشروبات والمأكولات بنفس الأسعار، ولكن طبعا شتان بين الخدمة فى الكافيه العالمى الشهير غير المحجب وصبايا كافيه الذى هو للمحجبات فقط.
أما الملاحظة الأساسية فهى أنه بسبب أن كل من بالمكان الصغير تعرف الأخرى فأى غريبة بالنسبة لهن تكون مصد شك أوريبة، فمثلا أنت لا تستطيعين أن تدخلى «صبايا كافيه» وتجلسى لفترة طويلة لأنهن يعرفن أنهن يمتلكن مكانا ضيقا والتى تأتى يكفى عليها أنها نالت شرف رؤية حنان ترك وشربت شيئا وأكلت شيئا. الغريب فى هذا المكان أن الدفع يكون مقدما قبل أن تأكلى أو تشربى، فهن يكتبن الشيك أولا وتدفعين ثم يأتى الـ (Order) ، ثم ليس هناك منطق أن تجلسى إلا إذا اشتريت شيئا من المعروضات أو تعاملت مع الكوافير المجاور، و بخلاف ذلك فإن البقاء فى المكان ليس له معنى بالنسبة لإدارة المكان، أى أن العنوان كافيه ولكن الداخل مكان تدفعين فيه أكبر قدر من المال فى كل ركن من أركانه ثم تخرجين، وهكذا بمجرد أن تجلس «الزبونة» تجد من تسألهاعشرات الأسئلة: موش هتشربى حاجة؟! «موش هتشترى حاجة»، «موش هتعملى شعرك»؟! أما إذا كانت «الزبونة» محجبة فقيرة أو على باب الله فعليها أن تشرب المشروب وتكتفى بمشاهدة حنان ترك، لأن أقل عباءة فى المكان سعرها ألف جنيه! ولأننى كنت أريد أن أجلس أكبر وقت ممكن لكى أعرف مزيدا عن هذا المكان العجيب فقمت أنا وصديقتى لنسأل عن أسعار المعروضات، فوجدنا سعر الشنطة يصل إلى 600 جنيه، أما الحذاء فأيضاً بنفس السعر والأكسسوار فأقل اكسسوار معروض ثمنه 550جنيها، فاتجهنا للعباءة السوداء فوجدنا سعرها ألف جنيه، وبعد التخفيض لك يمكن أن تأخذيها بـ 950 جنيها إذا أخذت معها إكسسوارات يعنى عباية وإكسسوار بألف ونصف! الغريب أن العباءة السوداء بسيطة جدا ولو اشترتها المحجبة من الخارج فلن تتعدى مائة أو مائتى جنيه! لكنها معروضة فى مكان يحمل اسم حنان ترك، وقد أدركت جيدا أن هذا هو ملخص حكاية «صبايا كافيه»، وفى هذه الأثناء كانت حنان ترك تقيس أمام المرآة إحدى العباءات كنوع من تشجيع الزبائن القليلات جدا فى الكافيه، والعارضات الأخريات يبدين استحسانهن الرهيب للعباءة التى لم يكن لها ملامح أو شكل على جسم حنان ترك النحيل، وعندما وجدت الجميع ينظر لى ولصديقتى ولست أنا فقط، بل كانت هناك فتاة أخرى واضح أنها زى حالتنا كانت تعامل بنفس القرف واللاذوق واللا أخلاق،
|