حادث إسنا فردى ليس طائفي والأمور تسير بشكلها الطبيعي
13/12/2007
الأقباط متحدون تكشف الحقائق: حادث إسنا فردى ليس طائفي والأمور تسير بشكلها الطبيعي!
أقباط ومسلمي إسنا يؤكدون حسن العلاقة، ولا صحة لما نشر عن فرض حظر تجول بالمدينة!
تحقيق: نادر شكري
أكد أقباط ومسلمين بمركز إسنا محافظة قنا أن ما حدث أول أمس على إثر القبض على قبطيين للاشتباه في إقامتهما علاقة مع مسلمة لم يكن سوى حادث فردي يرتبط في المقام الأول بالأخلاق وقيم وعادات المجتمع ولم يمس جسور الترابط المشترك بين المسيحيين والمسلمين، وإن الأمور تسير بشكل طبيعي بين الطرفين ولا صحة لما نشرته بعض الصحف والمواقع الالكترونية حول فرض حالة حظر تجول بالمدينة، مؤكدين أن الأوضاع طبيعية لأن الحادث لا يدخل تحت المسمى الطائفي بقدر أنه أخلاقي في المقام الأول يرتبط بقيم مجتمعية يمكن أن تتكرر بين أي فئة نتيجة مرحلة الشباب الطائشة وقلة خبرتهم وافتقادهم للحكمة وابتعادهم عن الثوابت والقيم الدينية والأخلاقية.
في البداية روى أحد الأشخاص بإسنا -رفض ذكر اسمه- وقائع الأحداث بأن هناك صيدلية تمتلكها مسلمة تدعى "دكتورة فايزة" ويعمل بها أقباط، وكان هناك شاب يدعى بيشوي إسحق "22 سنة" يعمل في صيانة الموبايلات ذهب للصيدلية، وهناك دخلت فتاه مسلمة تدعى "ج.م" طالبة، قال البعض ربما يوجد تبادل في الاتصالات بينهما وقال عنها البعض أنها معروفة بعلاقاتها مع شباب، ولكن مع دخول الفتاه للصيدلية وكان بيشوي يقف مع صديقه القبطي "مينا" الذي يعمل بالصيدلية وكان معهم شخص ثالث يدعى مايكل ميلاد سعد "20 سنة"، والصيدلية تقع في وسط المدنية بشارع "جسر السيالا" وفي تلك اللحظة دبت الغيرة والحماسة في بعض الشباب المسلم الذي يقف أمام الصيدلية رافضين هذا الوضع، معتقدين أن هناك علاقة غير أخلاقية بين الشاب والفتاه فتجمعوا وقاموا بالاعتداء على الشابين -بعد أن تركهما الثالث ليطلب النجدة- وقاموا بنزع ملابس الإثنين (بيشوي ومايكل) وحرقوها بالشارع وأغلقوا عليهما الصيدلية بعد أن أخذوا الفتاه التي عادت لأسرتها دون كشف تفاصيل عنها، وتم إبلاغ الشرطة التي قامت بالقبض على الشابين وتحويلهم للنيابة التي أمرت بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق بتهمة ممارسة أفعال منافية للآداب العامة، وتدخل العقلاء من الجانبين دون حدوث أي تجاوزات، بعد أن حاول ضعفاء النفوس استغلال الموقف، ولكن حكمة العقلاء وقوة الحب بين أبناء إسنا وطيبة الأخلاق أغلقت الباب أمام أي مهاترات، ونفت ما نشر ببعض الصحف حول اغتصاب أو استدراج الفتاه مؤكدين أنه لم تحدث مثل هذه الأمور، حيث أن الصيدلية تقع في وسط المدينة ومفتوحة أمام الجميع.
عماد شاكر المحامي وعضو منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان قال أن النيابة قامت بحبس الشابين أربعة أيام على ذمة التحقيق بتهمة الأفعال الفاضحة وتم كتابة اسم الفتاه في المحضر وهي غير معروفة ولم تعرض على النيابة، وأشار أنه ربما يكون حبس الشابين لتهدئة الوضع حتى يتم الإفراج عنهما بعد ذلك. وأضاف أن الواقعة حدثت أول أمس في الساعة السابعة مساءاً ولا صحة حول ما أشيع بممارسة أفعال جنسية لأن الصيدلية في مكان عام ومفتوحة، ولكن نشر الشائعات كان له تأثير كبير في إثارة الغضب والتهيج ولم يسفر إلا عن تكسير لوحين زجاج بالصيدلية، لكن الأمور عادت لطبيعتها الآن ولم يؤثر الحادث على العلاقات بين المسيحيين والمسلمين.
النائب فيصل بدر عبد الرحمن عضو مجلس الشعب عن دائرة إسنا أكد أن الحادث فردي وليس طائفي وتم تضخيمه من البعض ويعود لسلوكاً شاذاً خاطئاً من شباب ما زالوا في مرحلة المراهقة سواء من الشابين أو الفتاه، ولذا فهو حادث يصنف أخلاقي يتعارض مع قيم مجتمعهم ويمكن أن يحدث في أي مكان أو في مجتمع أو يحدث على الجانبين، وأشار أن طبيعية مواطني إسنا طيبة وبينهم علاقة تعايش طويلة من الحب والإخاء، ولهذا لم تحدث أية تجاوزات كما نشر، ولا يوجد حظر تجول، والأمور طبيعية والنيابة تحقق في القضية في إطار القانون مثل أي حادث آخر، ومن يشكك في ذلك يأتي إلى إسنا ليرى الوضع ليتأكد طبيعية الحب بين الجميع.
القس متاؤس زخاري كاهن كنيسة الأم دولاجي باسنا اتفق مع رأي بدر في طبيعة شعب إسنا المسالم وحكمتهم وطيبة قلوبهم التي لم يؤثر عليها هذا الحادث الذي لا يدخل تحت إطار الطائفية، وخير دليل هو هدوء المدنية. فما حدث يدخل في إطار المنظومة الأخلاقية، وأشار أن المسلمين العقلاء قاموا بتهدئة الموقف وقاموا بصرف الفتاه لمنزلها حتى تهدأ الأمور، وأضاف أنه ليس مثل هذا الحادث الفردي يمكن أن يؤثر على علاقة شعب إسنا المشهود له بالترابط، كما أنه ليس صحيح ما أثاره البعض من شائعات بوصف العلاقة بالجنسية لأن الأمور لم تصل لدرجة الفحشاء كما نشر، وإن كان هناك قصور أخلاقي يجب أن يتم تداركه وتصحيحه على الطرفين، وحث الشباب دائما من الجانبين بالتمسك بالقيم والأخلاق واحترام الآخرين. كما أشاد القس زخاري بالجهاز الأمني وحسن تعامله مع الموقف بحكمة وفطنة كبيرة.
المهندس فايز حنا رئيس جمعية مدنية بإسنا ذهب يروي القصص والمواقف التي تؤكد قوة وترابط مسلمي وأقباط إسنا والذي ظهر واضحاً في زيارة قداسة البابا شنودة الثالث الأخيرة لإسنا منذ شهرين، وكيف خرج مشايخ المسلمين لاستقباله قبل الأقباط، ودائماً ما يتسابق البعض في المناسبات سواء العزاء أو الأفراح لمساندة كل منهم الآخر. ويحكي ما تعرض له قبطي عند مصرع ابنتاه بعد زفاف إحداهما بأيام عندما تعرضوا لغرق سيارتهم في شهر رمضان، وخرج المسلمون جميعاً لمساندة القبطي حتى تم دفن الفتاتين، وكان قد مر وقت الإفطار دون أن يتركوا القبطي لوحده، وأشار أن ابنه إميل فايز ترشح في انتخابات المحليات عن قرية "طميس" وفاز بأعلى الأصوات، مشيراً أن هذه الواقعة لم تؤثر أو تغير طبيعة العلاقة بين المسلمين والأقباط.
الشابين مخطئين والفتاه مخطئة، ولكن الواقعة غير طائفية ولم تمس علاقة الأقباط والمسلمين بسوء، وكانت حكمة الطرفين سابقة لأي أفكار مغرضة، حتى انتهى الموقف بسلام ومر في هدوء. وهذا دورنا في التأكيد على هدوء الوضع وسير العلاقات بشكل طبيعي دون محاولة إثارته أو استغلاله من بعض النفوس الضعيفة، ويبقى لنا معالجة السلوك والأخلاق التي تقع في أزمة أكبر هي مشكلات الشباب وأزمة تشغيلهم وتثقيفهم لإبعادهم عن الثقافة السلبية التي عادة ما تكون أخطاءها مثل هذه الأفعال الشاذة وتعاطي المخدرات أو كافة الأفعال الأخرى التي تتعارض مع قيمنا المجتمعية، وهي أزمة مجتمع بكامله وليست مدينة إسنا فقط.
|