البابا شنودة ل'الأسبوع*':هذا هو ردي على زغلول النجار
06/01/2008
أجرت الحوار*: سناء السعيد
يتحدث قداسة البابا شنودة الثالث بمناسبة عيد الميلاد المجيد الذي يصادف بعد* غد،* فيعرض لأمنياته في العام الجديد وأهمها أن يعم السلام العالم وأن تجد مصر حلولا* لمشاكلها المزمنة خاصة الاقتصادية والاجتماعية منها،* يتمني قداسة البابا - معنا - أن يتحقق التوازن* 'المستحيل*' بين الأجور والأسعار،* ويتمني أيضا أن يختفي مشهد طوابير الخبز الذي يعتبره عارا علينا،* وتذوب الفوارق الطبقية*.
يرد قداسة البابا في الحوار علي اتهامات د*. زغلول النجار التي اطلقها ضد الكنيسة،* ويدلي برأيه في أحداث اسنا الأخيرة،* ويؤكد أن إسرائيل لا تعرف سوي لغة الحرب*.
• تهدد أمريكا بين الحين والحين بوقف جزء من مساعداتها المالية لمصر وهذا ما حدث مؤخرا* عندما قررت تعليق مائة مليون دولار من المساعدات وجعلت منحها رهنا بعدد من المطالب*.. ألا يدعونا هذا إلي الاستغناء عن المعونة الأمريكية حتي لا تفرض علينا شروط إذعان؟ *
<< إذا فكر البعض في إلغاء المعونة الأمريكية فعليه أن يحسب هذا الأمر اقتصاديا لاسيما أن مصر حاليا* في أزمة اقتصادية لا ننكرها،* أحيانا* يقولون إن الوضع الاقتصادي قد تحسن ولكن علي الرغم من تحسنه مازالت هناك الحاجة الملحة إلي المال،* ولا شك أن الاستغناء عن مبلغ* ضخم من المعونة الأمريكية سيكون له تأثير سلبي علي الاقتصاد المصري،* فالمسألة تحتاج إلي روية في التفكير والتحسب لكل شيء*.
• حتي إذا كانت المعونة جسرا* للتدخل الأمريكي في شئوننا الداخلية وارغامنا علي أمور لا نرتضيها؟ *
<< نحن لا يرغمنا أحد،* ولكن علينا أن نتحري الأمر في هدوء بعيدا* عن العصبية والانفعال*.
• هل هذا يعني القبول بشروط الاذعان؟
*<< كلمة اذعان كلمة مثيرة،* من الجائز أن تكون هناك شروط لأن المتبرع من حقه أن يوجه تبرعه إلي الشأن الذي يختاره*.
• حتي لو تم هذا بعيدا* عن إشراف الدولة؟ *
<< بالطبع لا*. هناك من يتبرع من أجل الصحة العامة أو التعليم أو الزراعة*.. من حق المتبرع أن يوجه تبرعه إلي الجهة التي يريدها ولا يعتبر هذا تدخلا،* وإنما يعتبر وجهة نظر ورؤية خاصة يري معها أن هذه الجهة في أمس الحاجة إلي معونته من أي جهة أخري شريطة أن يجري هذا باشراف الدولة التي تأخذ وليس باشراف الدولة التي تعطي،* وإلا كان هذا هو التدخل الفعلي في شئوننا وهو ما لا نقبله*.
• أمريكا تتحرش بإيران فرغم تقرير المخابرات الأمريكية وتقارير مدير وكالة الطاقة الذرية التي تؤكد أن ملفها النووي لايزال في المجال السلمي إلا أن أمريكا تصعىد من مواقفها إلي الحد الذي يمكن معه توجيه ضربات عسكرية لها،* علي حين تغض الطرف كلية عن إسرائيل التي تمتلك ترسانة أسلحة نووية وكأن أمريكا بذلك تحاسب إيران علي النوايا؟ *
<< ينبغي أن يعلم الجميع أن العالم حاليا لا يقوده الحق المطلق وإنما تقوده القوة والتحالفات،* وكل من القوة والتحالفات ينظر إلي إسرائيل كحليف ينفذ نفس السياسة أو له سياسة موالية أو مشابهة،* بينما إيران عكس ذلك*. أما ما هو الحكم حاليا فهو للقوة فهذا هو منطق السياسة في العالم،* أنت تريدين أن تحكم السياسة بالروحانيات وهذا محض خيال،* السياسة حاليا* تحكمها القوة والمصلحة الذاتية والتحالفات الموجودة،* وعلينا أن نعرف هذا ونرتب أمورنا في ظل الفهم الصحيح للواقع،* وليس الفهم الخيالي لما ينبغي أن يكون*. ومع ذلك فإيران استطاعت أن تتحدي،* وإلي الآن الموقف مضطرب حيالها وليس ثابتا،* ولا شك أن أمريكا ستعمل ألف حساب قبل أن تقدم علي مبادرة عسكرية*.
• المسيحية اليمينية الملتحفة باليهودية التي قد يطلق عليها البعض* 'الصهيونية المسيحية*' كيف تواجه؟ ولماذا لا يفعل المجتمع المسيحي شيئا* حيالها؟
*<< بداية أقول إن تعبير* 'الصهيونية المسيحية*' تعبير خاطئ فلا توجد مسيحية صهيونية ولا صهيونية مسيحية لأن المسيحية لا توافق علي مبادئ الصهيونية،* وأيضا* الصهيونية لا توافق علي المسيحية،* ولكن ما يمكن أن يقال إن بعض المسيحيين من الذين يؤمنون بالحكم الألفي للمسيح علي الأرض هم من البروتستانت،* وهؤلاء يرون أن السيد المسيح إنما يأتي ويحكم علي الأرض وتكون العاصمة أورشليم أي القدس،* وبذلك يمكن لليهود أن يقوموا باغراء هؤلاء للانضمام إلي جانبهم،* ومع ذلك فهؤلاء قلة لا يحسب لها حساب*.
• كيف تواجه؟
*<< لو أن كل رأي شاذ ظهر وتفرغ* الناس للرد عليه لما بقي لديهم وقت للأمور الأساسية*.