• رغم ما سببه جدار الفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل من خسائر إنسانية ضخمة للفلسطينيين تمضي إسرائيل قدما في بنائه ضاربة بعرض الحائط إقرار المحكمة الدولية بعدم مشروعيته ومطالبتها بازالته؟ *
<< موضوعيا* أقول إن السياسة تحكمها القوة وليس الحق والعدل،* وللأسف إسرائيل تشعر بقوتها وبقوة حلفائها وفي نفس الوقت تشعر بأن العرب لن يقفوا ضدها وأنهم لن يحاربوها وأنهم يخافونها،* وتنتهز كل هذا وتنفذ أهدافها،* وحل المسألة لا يأتي بالصراخ ولا بالحوار مع إسرائيل،* إنما يكمن الحل في أن يكون العرب وحدة واحدة لها قوة تعمل معا* ولها أهداف واحدة،* وهذا للأسف* غير موجود،* بعض الدول العربية تري سلامتها في علاقة طيبة مع إسرائيل،* بينما دول أخري تقول*: وما شأني بهذا النزاع؟ أنا أبحث عن مصالحي،* ولذلك أحيانا* عندما تجتمع الجامعة العربية لا يصل المجتمعون إلي اتفاق واحد،* وإسرائيل تعرف هذا تماما*.
• لماذا حاولت إسرائيل مؤخرا* إظهار حرصها علي تأجيج الشعور القومي اليهودي والربط العضوي بين مفهوم اليهودية ومفهوم إسرائيل بما يستتبعه هذا من عودة كل يهودي إلي الدولة الأم أرض إسرائيل التاريخية وهو ما يعني ضمنا* اسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين؟ *
<< ما حاولت إسرائيل أن تؤكده مؤخرا* سواء قبل مؤتمر أنابوليس أو أثناءه ليس بالأمر الجديد،* فإسرائيل دائما* وابدا ارتكزت علي أنها دولة يهودية،* دولة قائمة علي المعتقد الديني*.
• شرعت إسرائيل مؤخرا* في بناء مئات الوحدات السكنية تعزيزا* للاستيطان في القدس التي أعيد تشكيلها عبر الكتل الاستيطانية لتبقي الدولة الفلسطينية مفهوما تجريديا لا يرقي إلي مستوي الآمال*.. علام التفاوض إذن بين الفلسطينيين وإسرائيل؟
*<< هو حوار بين الذئب والحمل*.
• أي أنه* غير مجدي؟ *
<< إسرائيل لا يمكن أن تترك القدس ويكفي ما قاله بن جوريون في يوم من الأيام*: 'لا معني لإسرائيل بدون القدس،* ولا معني للقدس بدون الهيكل*' ولهذا قامت إسرائيل بتغيير معالمها وإزالة الوجود العربي وزرع مستوطنات جديدة وتكثيفها باليهود لكي يتسني لها احراز الأغلبية الديموجرافية*.
• إذن لن تكون هناك دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية؟ *
<< وهل القدس الشرقية لا يوجد بها آثار يهودية يحرص اليهود عليها؟*!.
• معني هذا أن القدس انتهي أمرها؟
*<< عندما زار الرئيس السادات الكنيست الإسرائيلي استمعت عبر التليفزيون إلي ما دار هناك*. بيجن عندما أراد أن يتحدث عن القدس كان يتحدث كعاشق يتكلم عن القدس كهدية الله لهم*.. كلام الأنبياء عنها*.. كلام بعض المزامير عنها بدأ يتغني بها*. ياسر عرفات حينما كان يقول دولة فلسطينية وعاصمتها القدس كان هذا يثير إسرائيل وانتهي الأمر بمقتله،* فعقلية إسرائيل تحوي اهتماما* عجيبا* بالقدس علي اعتبار أنها المدينة المقدسة عند اليهود،* وكما تهتم السعودية بمكة والمدينة كمدينتين مقدستين تهتم إسرائيل بالقدس كمدينة مقدسة*.
• يظل القياس مع الفارق فالسعودية تتحدث عن أرضها أما إسرائيل فدولة احتلال؟ *
<< دولة احتلال في نظرك ولكنها في نظرهم هي دولتهم وأن العرب احتلوها فترة* -وفق زعمهم - ومن ثم تريد هي أن تتخلص من احتلال العرب،* فحاوري الناس حسب عقليتهم ومفاهيمهم لكي تدركي ما يوجد في تلك العقلية من أفكار*.
• معني هذا أنه لا جدوي من التفاوض الفلسطيني مع إسرائيل حول قضايا الوضع النهائي؟ *
<< المسألة مسألة قوة وتفاهم*.. في أيام السادات قدم للفلسطينيين عرضا* بالحصول علي* غزة والضفة الغربية فرفضوا*.. حاليا يتمنون لو أن هذا الأمر قد تم،* وعندما قال السادات لهم* غزة والضفة كان يدرك وقتئذ اتجاهات إسرائيل،* لا يمكن أبدا* إقناع إسرائيل بترك القدس ولا يمكن أن تقنعها أمريكا أو دول أوربا ولا أي أحد لأن هذا الأمر راسخ في أعماقها دينيا* ثم سياسيا* ثم حربيا*.
• معني هذا أنه لن تكون هناك تسوية بالنسبة للقضية الفلسطينية وبالتالي لن يكون هناك جدوي من التفاوض؟ *
<< قلت لك إنه تفاوض* 'الذئب مع الحمل*' ولن توجد تسوية ما لم يتغير الوضع العربي العام،* ويتكاتف العرب حتي يستطيعوا التغلب علي المعضلات،* الغريب أن إسرائيل تقلب الحقائق وتشكو من صواريخ تطلقها المقاومة الفلسطينية،* وتنسي أنها تمارس القتل اليومي*.. إنها الحرب إذن*... نتحدث عن إسرائيل بعقلية إسرائيل ونتحدث عن اليهود بمعتقدات اليهود ونتكلم عن أمريكا بمصالح أمريكا وتحالفاتها،* والبعض يعتبر إسرائيل إحدي ولايات أمريكا،* فتجاهل كل هذه الأمور والحديث عن الحق المطلق أو ما ينبغي أن يكون* غير وارد،* ما ينبغي أن يكون شيء وما هو كائن شيء آخر*.
• منظمة* 'هيومان رايتس ووتش*' طالبت مؤخرا* باطلاق سراح ستة رجال حكم عليهم بالسجن في المغرب بسبب انتهاج السلوك المثلي علي أساس أنه تصرف شخصي يجب ألا تتدخل فيه الدولة طالما أنه يتم بين أشخاص بالغين،* وأسأل*: هل من حق الدولة سن قوانين ازاء ذلك؟ *
<< طبعا من حق الدولة الحفاظ علي الأخلاق العامة لأنها لو تركتها لفسدت الأخلاق وفسد المجتمع وعندئذ تضيع الدولة،* فمن حقها الحفاظ علي الأخلاق العامة،* ونحن في مصر مثلا* لدينا شرطة آداب بما يعني حرصا* من الدولة علي الحفاظ علي الأخلاق العامة*.
• جرت محاولات لكنائس* غربية لتقنين الجنسية المثلية وسيامة هؤلاء في الرتب الرعوية؟
*<< هذا انحراف ديني ومنطقي،* والغرب يتحدث عن الحرية دون أن يمزج الحرية بالقيم والمبادئ والأخلاق والمثل،* فتتحول عندهم الحرية إلي نوع من التسيب والانحلال والانفلات*.
• هناك محاولة ترمي إلي عدم السماح بالتظاهر داخل دور العبادة تقديرا لمكانتها،* حيث لا يجوز استخدامها لغير أغراض العبادة وخدمة الإنسان بالموعظة الحسنة،* وليس بالعنف والارهاب؟ *
<< هذا الأمر مقصود به الأزهر أم الكنيسة أم كلاهما؟ التظاهر في فناء دور العبادة أسهل بكثير من الخروج إلي الشارع الذي قد يصاحبه التخريب،* وهناك سؤال يثار*: إذا وجد احتجاج معين هل يكتم أم يعبر عنه؟ إذا كتم فلن توجد حرية للتعبير وإذا عبر عنه فأين يتم ذلك؟ عمليا* لا يتم في دور العبادة وإنما في أفنيتها ولا ننسي أنه في قاعات الأزهر كانوا يهتفون ضد الانجليز والاحتلال البريطاني في* 1919* ولم يقل أحد في ذلك الحين إن ذلك خطأ،* فالمفروض أن يعطي الناس مجال للتعبير عن آرائهم طالما أنها لا تعكس أي لون من التخريب أو التدمير،* واعتقد أن هذا الأمر لن يمر بسهولة بالنسبة للأقباط*.. الأمر مختلف فهناك أحداث معينة تحدث بين جيل وجيل أو سنة وسنة ولكن في الأزهر يمكن أن يجري هذا كل يوم،* ولذا اعتقد أن الأزهر هو الذي سيقف ضد الحظر أكثر من الكنيسة*.
[COLOR="red"]
http://www.copts-united.com/08_copts...01/06/525.html
آخر تعديل بواسطة honeyweill ، 06-01-2008 الساعة 03:42 PM
|