عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 10-01-2008
2ana 7or 2ana 7or غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 745
2ana 7or is on a distinguished road
تحديات الحضور المسيحي في الشرق: إلى أين؟ - 2/2
بقلم الأب الدكتور يوسف مونس - النهار


الاقباط تضاءل عددهم واصبح لا يزيد على 6 في المئة بالرغم من تضارب بعض المعلومات القائلة أن عددهم ما بين 12 في المئة الى 15 في المئة من السكان.
- في الناصرة، كان المسيحيون 60 في المئة سنة 1946، تناقص الى 40 في المئة سنة 1983 وهو يتناقص اليوم.
- في العراق في ظل حكم صدام حسين، كان عدد المسيحيين ثمانمئة ألف نسمة من مجمل السكان الذين يعدون 36 مليون. اليوم، اصبحوا بضعة آلاف، والكنائس خالية. "الحضور المسيحي بالغ الاهمية للاسلام والمسيحية... ويهدر قروناً من التعايش الديني... والعيش المشترك".
هناك سلفيات وأصوليات وعدم مساواة وكبت للحريات تدفع الى الرحيل، وهناك إغراءات الهجرة والعلم والثروة والمكانة وحلم الحرية والغنى.


الواقع المرير اليوم
الواقع المرير كما أوردته جريدة "الاخبار"، نهار 30 أيار 2007، بقلم سامح فوزي بعنوان "الحضور المسيحي ضروري للاسلام والمسلمين".
"إن عدد المسيحيين في المنطقة العربية هو ما بين 12 مليوناً الى 15 مليون نسمة، غالبيتهم يعيشون في مصر. ويتوقع بعض المراقبين أن يهبط الرقم الى ستة ملايين نسمة فقط...". ويضيف الكاتب قائلاً: "سوف يظهر (الاسلام) بصورة ما لا يستطيع العيش مع الآخر الديني... ويصبح المسلمون أحاديي النظرة ولا يقبلون التعددية الدينية".
وكما ورد في خطاب السيد محمد حسين فضل الله في (جريدة "الديار" 12 حزيران 2007): "إن الحركات الاسلامية باتت أمام تحديات كبيرة وإن ذلك يفرض عليها أن تطوّر أساليب عملها... من خلال الانفتاح على الآخر المذهبي أو الاخر الديني". "البطريرك خائف على الموارنة من مصير مسيحيي العراق" ("الوطن العربي" 20/6/2007). وقداسة البابا خائف على مسيحيي الشرق ("النهار" 22/6/2007) ونداء عمان لمنتدى الكنائس العالمي قلق ايضاً ("النهار" 22/6/2007).
لماذا وكيف يجب أن نبقى هنا؟
لنشهد للمسيح وللانجيل شهادة المحبة والخدمة والشراكة بالعيش معاً. لنشهد لحوار الحضارات والاديان والآلهة والناس. لنشهد للتعدد والتنوع واحترام حق الآخرين بأن يكونوا كما يريدون، ويؤمنون بما يريدون. لنشهد للديموقراطية والعدل والمساواة والاخوّة بين الناس، و"نحن مسؤولون بعضنا عن بعض أمام الله والتاريخ. كما قالت (رسالة البطاركة "عن الحضور المسيحي في الشرق"، في الصفحة 44). ولقراءة جديدة للنص المقدس وليس العودة الى ما لا يقبله العقل والعلم والذوق السليم (محمد علي الأتاسي، يا أمة ضحكت من جهلها الأمم: ارضاع الكبير والتبرك بـ"بول" الرسول، ("ملحق النهار"، الاحد 10 حزيران 2007، ص12).
لتبقى جذورنا غارقة بالتصوف والصلاة والاصغاء الصافي الى كلمة الله، إله ابرهيم واسحق ويعقوب ويسوع المسيح، أي في لقاء معاً على كوننا تراثاً ابرهيمياً مسيحانياً واحداً، وتراثاً آبائياً حاملاً كل رائحة تراب آسيا الصغرى وبلاد الشام ولبنان وشمال افريقيا وشمال البحر المتوسط، من الصحراء الى الجبال الى الرمال والوديان والبحار. (نجاة نعيمه ناصيف، مزمور الى العراق، 30/3/2003).


الافتتان بوجه المسيح
لا دعوة، الى الارتداد بل للانبهار والافتتان بسحر وجه يسوع المسيح الذي هو انتظار العهد القديم وتجلّي العهد الجديد وانجذاب القرآن الكريم الى جمال هذا الصبي الذي سلام عليه يوم وُلد ويوم مات ويوم قام حياً. إنه البعد الجمالي (Philocalie) وليس البعد الجدلي حول المضامين اللاهوتية المتعلقة بشخص المسيح يسوع. إنه انجذاب المتصوفين الى جمال الله المتجسد في يسوع المسيح. (الشيخة غنوة حمود، المسيح في حضن الاسلام، "الشراع" 2/1/2006)، ونسأل أين الجهاد المجنون المهلوس لأجل الله؟
إنه الوقوف مع قضايا الحق والعدل والانسان المظلوم، في العراق وفلسطين ولبنان، ودارفور، والسودان، والصومال وفي أي بقعة من الارض.
إنه، حمل رسالة انجيل المحبة باللغة العربية للعالم العربي، باحترام وتقبّل جمالات هذا العالم، من مفكريه الى متصوفيه، الى فنانيه، الى علمائه ومبدعيه، والمساهمة معهم ببناء حضارة المحبة والسلام والعيش المشترك لبناء مجتمع "المعيّة".
في هذا الشرق المجنون، المهووس بالدم والموت والكراهية، نحن هنا نداء شفاء، أي كلام يشفي بكلمة الحب من أمراض الوجود والعقل والقلب، من البغض والحقد ورذل الآخر. لن نُشفى الا بمحبة الآخر ودعوته الى وليمة فرح الوجود معنا، لنعيش سوية رحمة الله!
هذا ما ندعو اليه بخاصة في إعلامنا، وفي حياتنا، وفي عيشنا المسيح. فهلاّ ساعدتمونا لنبقى شهود القيامة؟! "ونحن شهود على ذلك"!


خاتمة الرجاء والفرح
في النهاية نحن البقية الباقية قلوبنا ممتلئة رجاء وعزاء وثقة وايماناً بالذي قال انه ابقى له بقية عضدها بقوة الروح القدس، وهو قال لها لا تخافوا أنا معكم الى نهاية الايام ثقوا أنا غلبت العالم. نحن البقية الباقية وبالرغم من الأفق الاسود المرسوم أمامنا سنبقى هنا نصلي ونحب ونرجو، متمسكين بأرضنا وتراث آبائنا وبالشهادة لانجيل يسوع حاملين شهادة عمادنا ننتظر فجر القيامة حيث ننشد أناشيد الفجر نقول هلّم ايها الرب يسوع سرجنا ما زالت مضاءة بالحب والفرح والرجاء ننتظر وصولك ايها العروس السماوي الذي أتى الى أرضنا وعاش ومات وقام عليها. نصلي موران اتا: ماران اثا :تعال يا سيد. آمين
__________________

انا ساكن فى حصون الصخر و ليا جناح النسر ... انا مصنوع من صخر يسوع الغير قابل للكسر
الرد مع إقتباس