قائمة مثيرة للجدل
لم يكن لافتا للانتباه علي الإطلاق ـ علي الأقل بالنسبة لي ـ أن أجد اسم الرئيس الكوبي فيدال كاسترو أو جان ماري لوبان رئيس الجبهة الوطنية الفرنسية والذي كان مرشحا للرئاسة الفرنسية في آخر انتخابات رئاسية هناك أو حتي أن أجد اسم كينيث كاوندا رئيس جمهورية زامبيا السابق!!
لكن المثير بالفعل أن أجد اسم أحد أساتذة الكيمياء في جامعة الإسكندرية والذي كان أحد أعضاء طاقم فريق الأمم المتحدة العامل في العراق في سياق برنامج النفط مقابل الغذاء وكذلك عضو بالمكتب السياسي للحزب الناصري وحمدين صباحي عضو مجلس الشعب ـ والذي حاورناه في هذا الملف وكشف زيف هذه الإدعاءات ـ وفنانة عربية شهيرة في القاهرة وعماد سعيد الجلدة رجل الأعمال المصري وعضو مجلس الشعب أيضا ـ الذي كنت أبحث عنه ووجدته وحاورته ـ ورئيس حزب معارض في مصر ومحمد حلمي إبراهيم وهو مصري يرأس تحرير صحيفة الصحوة العربية التي تصدر في القاهرة بترخيص من لندن وموظف سابق في وزارة الكهرباء وأحد رجال الأعمال المصريين وكذلك مستثمر آخر.
الأخطر أن اثنين من أنجال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مذكوران أيضا!!
الملاحظة الجديرة بالتوقف والتأمل بالفعل هي ورود أسماء كثيرة ترتبط بالتيار الناصري في مصر وخارج مصر ومن بينهم نجاح واكيم اللبناني وعبد الملك المخلوفي الأمين العام للتنظيم الناصري في اليمن وغيرهم هذه الملاحظة دفعتني دفعا لأن أسأل الكاتب والمحلل السياسي مجدي رياض مساعد رئيس تحرير صحيفة العربي التي تصدر عن الحزب الناصري المصري هل الناصريون بعثيون وصداميو الهوى والمزاج؟!
قال لي: هذا الكلام غير علمي بالمرة فليس من المنطقي أن يكون تضامن المصريين من الناصريين مع الشعب العراقي في أزمته هو نوع من تنسيق المواقف مع البعث العراقي ثم إن المعارك بين البعث العراقي والحركة الناصرية كانت طويلة وممتدة منذ الستينيات وفي ظل وجود الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لكنني أؤكد لك أن الناصريين قوميو الهوي وليسوا بعثيين وبين الناصريين والبعثيين ذكريات مرة.
قلت له ما يتناقله الناس عن تلقي الحزب الناصري وصحيفته وبعض رموز الحركة الناصرية تمويلا من قبل نظام صدام حسين فقال بهدوء: أولا التمويل من المسائل التي يصعب أن تكون هناك أدلة عليها وهي من الاتهامات التي تشيع بين الأعداء والمتنافسين في العمل السياسي ولا يمكن الجزم بها. الأمر الثاني أن العلاقة بين النظام السابق في العراق وبين النظام في مصر كانت علاقة مضبوطة بعمق وعراقة البلدين فلا يمكن التلاعب في هذه المساحة دون أن يكون هذا التلاعب قد تم تحت سمع وبصر الأجهزة المعنية في البلدين ولاشك أن الجماهير التي خرجت للتعبير عن غضبها من العدوان ضد العراق كانت تتحرك بطهارة مشاعرها القومية ولا يمكن بحال اتهامها بالعمالة لنظام صدام ودعني أقول لك إن الجميع في مصر الآن قد يعرف حجم المؤامرة والمشروع الأمريكي الكبير لإعادة تقسيم المنطقة العربية وهي أمور قد تدفع أمريكا لنثر الشبهات حول الرموز الوطنية وبالذات أصحاب التوجهات القومية العربية.
إلي هنا انتهت أقوال السيد مجدي رياض لكن المؤكد أن هذه الشبهات والاتهامات قد أثيرت من قبل حول بعض الصحفيين حيث كتبت الكاتبة الناصرية نور الهدي زكي بإقرارها في عمودها الصحفي الذي ظهر في صحيفة الحزب الناصري بتاريخ 9 فبراير الماضي بالنص سافرت إلى العراق منذ شهر تقريبا, وفي اليوم الأول الذي التقيت فيه مع العديد من زملاء مهنتي بعد العودة داهمني الكثير منهم بسؤال حول الفلوس والشيكات التي حصلت عليها أثناء وجودي في العراق(!!) ورغم عدم دهشتي من السؤال لأنني اعتبرته من قبيل الاستظراف الذي لا محل له, كما أنني أعرف أن الشائعات والاتهامات تجري أنهارا على ألسنة الناس عامة والمثقفين خاصة بادرت زملائي: وعد مني عندما أحصل على الشيكات سأعلن ذلك على الملأ!!
وهوس صدام حسين بالصحف والمجلات وإنشائها وتمويلها قديم للغاية وقد علمنا فقط بعد كارثة غزو قوات صدام للكويت عام 1990 أن مجلات وصحفا كانت تصدر في باريس باسم: المحرر وكل العرب واليوم السابع والمنار (التي كان يرأس تحريرها أمين اسكندر) والمستقبل كانت تصدر بالكامل بفلوس صدام وقد اختفت كلها في هذا التاريخ كما اختفت من لندن مجلتا الدستور والتضامن الأسبوعيتان!!
وربما كان مصدر الشائعات من حول رئيس تحرير وصاحب إحدى الصحف الأسبوعية المستقلة في مصر يرتبط بهذه الحقبة وهذه المجلات وبالذات (كل العرب)!!
على أن دعم الصحف والصحفيين في مصر كان يتخذ صورة رخيصة للغاية إذ كان صاحب الصحيفة أو المسئول عنها يتفاوض في بغداد للحصول على حصة توزيعية في العراق على أن تشتري الحكومة العراقية النسخة بدولار أمريكي واحد أي 3 آلاف دينار عراقي راتب موظف في حكومة صدام حسين!! وكانت الحكومة العراقية تشتري في المتوسط 5 آلاف نسخة وهو أمر تأكدنا منه من مصدرين.
المصدر الأول: رئيس تحرير أسبق لصحيفة حزبية مغمورة, وقد أكد لنا أنه زار العراق مع رئيس الحزب وأن الأخير تحدث عن تمويل لصحيفة الحزب وأن العراق كان يشتري من كل عدد 5 آلاف نسخة في الفترة من88 حتى 1990 من باب دعم الصحيفة وكتابها.
المصدر الثاني: محمد حلمي رئيس تحرير الصحوة العربية والذي ورد اسمه في القائمة التي سربتها المخابرات الأمريكية والذي أكد لنا أن نظام صدام رحل وهو مديون له بقيمة 40 ألف نسخة يعني أربعين ألف دولار أمريكي!!
الأسماء المنسية
والزميل محمد حلمي له ابن أسماه صدام على اسم الحاكم العراقي المخلوع وبعد رحيل حاكم العراق تعرض للنصح والإرشاد أكثر من مرة بضرورة تغيير اسم نجله حتى لا يقع في المتاعب ومع ذلك يؤكد محمد حلمي أنه لا ينكر حبه لصدام حسين لأنه الوحيد الذي قال لا لأمريكا وأضاف: ولا أزال معجبا به للآن وفي الوقت الذي لم يكن أحد يجرؤ على أن يسافر إلى بغداد كنت أزورها بعلم كل المسئولين عن الأمن في مصر ولم أمس بسوء في يوم من الأيام ولقد أطلقت على نجلي اسم صدام لأنه (الزعيم الأوحد) في الأمة العربية الذي لم يبع القضية الفلسطينية ولم يسع للتسوية مع إسرائيل وأفتخر بأن يكون ابني مثل صدام حسين!!
|