سألته: هل كانت صحيفتك أنت بالذات التي تدخل العراق بهذا الأسلوب وتباع بهذه القيمة؟
كانت هناك صحف أخري تدخل العراق بنفس الاتفاق ومنها صحيفة (الملتقي) ولقد كان عماد الجلدة رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب المصري يتولى كل أمور هذه الجريدة ومنذ أن بدأت صحيفة (الأسبوع) وهي تدخل العراق بنفس الأسلوب والاتفاق وكذلك صحيفة (العربي) التي تصدر عن الحزب الناصري.
في تقديرك ما الشخصيات الصحفية التي كانت تتلقى أموالا باستمرار من النظام العراقي؟
بالنسبة لعضو مجلس الشعب (حمدين صباحي) أنا متأكد وكذلك رئيس تحرير الصحيفة الأسبوعية وكان صاحب دار عربية مشهورة تصدر (جريدة عربية) يقبض منهم في الأول ولكنه فيما يبدو اختلف معهم في الأجر.
ما مصير البترول المخصص لك من طه يسين رمضان؟
لقد ضاع حقي بين المستعمر الأمريكي والبريطاني والواقع أنني قبيل ضرب العراق كنت في بغداد وقابلت محمد سعيد الصحاف وطه يسين رمضان وقلت لهما بالحرف إن الجريدة متوقفة ومتعثرة ماليا وأريد أن أحصل علي مستحقاتي ولكن لقلة خبرتي بموضوع البترول انتهي الأمر دون أن أحصل علي مليم وكان هناك من يقول لي أن أتوجه ببون البترول إلي عماد الجلدة وقالوا إنه سيعطيني في البرميل عمولة10 سنتات ولكنني لم أستطع مقابلته رغم أنه كان موجودا في العراق أيضا قبل الضرب بفترة وجيزة ثم أنهم أعطوني البترول ولم يدلوني علي كيفية بيعه عموما ما حدث للعراق سوف يسأل عنه كل حاكم عربي أمام الله وأمام التاريخ وأمام الشعوب!!
دولارات وبضائع
إن خطورة ما قاله الزميل محمد حلمي عضو نقابة الصحفيين تتجاوز بكثير الحدود الظاهرية لنص كلامه إذ تفجر العديد من القضايا في الممارسة الأخلاقية لمهنة الصحافة في مصر وكذلك تسلط الأضواء على شكل الالتزام الأخلاقي لعدد من الصحفيين الذين احترفوا العمل السياسي وكذلك السياسيين الحزبيين ومن باب الاحتياط وتفاديا للمشاكل طلبت منه التوقيع علي نص حواره معي وقد قام بالتوقيع بحضور عدد من الزملاء في الأهرام العربي!!
لكن معلوماتي الموثقة والتي حصلت عليها من مصدر وثيق الصلة بالموضوع شرط عدم ذكر اسمه تؤكد أن محمد حلمي لم يرسل سوي ثلاثة أعداد من صحيفته إلي العراق عبر الأردن وأنه رغم ذلك حصل على 35 ألف دولار من الإعلام العراقي وأنه فيما يتصل بصاحب الصحيفة ذات (الصوت العربي) فقد كان يرسل صحيفته إلى بغداد بانتظام وأنه يتعمد أن يحشو صحيفته بالناصريين وأنه قد جعل من عضو مجلس الشعب الناصري مستشارا للتحرير في الصحيفة من أجل أن تظهر هذه الصحيفة وكأنها صوت الناصريين في مصر وأنه كان يتعمد اصطحاب وجوه ناصعة معه إلى العراق كي يظهر للنظام العراقي مدى قدرته على تجنيد الناصريين والقوميين وأنه أصدر كتابا عبارة عن مقالات كتبها عن العراق وصدام ونظام البعث وأنه قد أرسل منه إلى العراق نحو ألفي نسخة تقاضي عنها 200 ألف دولار والكتاب ثمنه في مصر 20 جنيها وأنه حدث ذات مرة أن رفض أن يتقاضى بترولا مقابل مستحقاته عن ثمن بيع جريدته في العراق فعرضوا عليه أن يتقاضى بدل الدولارات كتبا عراقية وقد وافق ودخلت الكتب إلى الأردن ولكنها لم تدخل مصر فظلت الكتب في الأردن إلى أن قام بالتنازل عنها يأسا من أن يسيلها إلى أموال أما فيما يتعلق بالصحفي والنائب البرلماني (الناصري) فالمؤكد بالوثائق أنه تعاقد منذ أكثر من خمس سنوات مع الفضائية العراقية على أن يرسل إليهم برامج تليفزيونية ورسائل مصورة من مكتبه الإعلامي في القاهرة وأنه أنتج بالفعل أعمالا تليفزيونية لصالح النظام العراقي ووزارة الإعلام العراقية كان أشهرها الفيلم الذي أنتجه بالاشتراك مع الفنانة العربية المعروفة.
لكن القنبلة الحقيقية هي تلك التي قام بتفجيرها الكاتب العراقي قاسم خضير عباس الذي كتب في موقعين على الإنترنت (واحد منهما هو موقع وكالة الأنباء الشيعية) أن أبرز من نظموا مؤتمر القاهرة الدولي لدعم صدام حسين وهو المؤتمر الذي انعقد قبيل انفجار الحرب وحضره الزعيم الجزائري أحمد بن بيللا كان هو العضو البرلماني الذي حصل علي توكيلات لتصدير بضائع إلي العراق بعشرات الملايين (والعهدة على الكاتب العراقي) ومضي الكاتب للقول إن رئيس تحرير الصحيفة الأسبوعية وشخصية عربية أخرى شاركا مع النائب الناصري في الإعداد لهذا المؤتمر وأن رجل أعمال مصريا معروفا هو وعماد الجلدة قاما بتسليم خمسة ملايين دولار بأمر من النائب الناصري للمشرفين علي هذا المؤتمر وأنه لوحظ خلال هذا المؤتمر الذي عقد في واحد من أفخم فنادق القاهرة أن السيد ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل كان يبكي بشدة لفترات طويلة في المؤتمر وهو يجلس إلى جوار مسئول عراقي كبير.
وأكد خضير أن الحزب الناصري وقيادات من حزب العمل المنحل قد قاطعت هذا المؤتمر وأنه قد حدث تعتيم إعلامي بشأنه وأن الشيوعيين قد أثاروا ضجة في المؤتمر وسألوا عن مصدر التمويل وقد قاد الهجوم حسني عبد الرحيم بينما شارك الإخوان من خلال أبو العلا ماضي رغم كل ما أثير من شبهات حول هذا المؤتمر الذي كان حاضره أيضا الدكتور أشرف بيومي والفنان سامح الصريطي.
|