و هذا كان ثانى انقلاب دراماتيكى و غير مبرر فى حياته حيث كان التحول الاول تحوله من اسلامى متطرف الى يسارى علمانى اما التحول الثانى فكان تحوله من صحفى فى اكبر جريدة انتقادية للنظام الى احد ابواق النظام فى احدى مجلات النظام و من خلال موضوع عن الشاه (و العياذ بالله عميل المخابرات الامريكية ضد الشعب الايرانى المسلم!!) كان اول اتصال تليفونى بينه و بين الرئيس محمد حسنى مبارك شخصيا!!! حيث اتصل به الرئيس شخصيا ليهنئه على المقال الرائع المساند لكبير الاشاوس حامى حمى البوابة الشرقية للامة الاسلامية؟؟ وابلغه الرئيس بأنه امر رئيس تحرير الصحيفة بمنحه مكافئة خمسين جنيه(من جنيهات ذلك الزمان الغابر الدولار فيه كان رسميا ب80قرش و فى السوق السوداء ب120قرش) كما ابلغه بأن عليه مقابلة المقدم هانى البحيرى من المخابرات العامة و الذى بدوره عرفه بممدوح البلتاجى الذى كان وقتها من رجال المخابرات و فى نفس الوقت كان رئيسا للهيئة العامة للاستعلامات و بالفعل قام هؤلاء بإعداده للدور الذى سيكون مطلوبا منه القيام به الا و هو التقرب الشديد من التيار الاسلامى مرة اخرى و الذى كانت السلطات غير مطمئنة لسيطرته على النقابات المهنية عامة و نقابة الصحفيين خاصة ليلعب احب الادوار الى قلبه الا و هو دور العميل المزدوج حيث اوهم التيار الاسلامى انه قناة بينه و بين السلطة و فى الوقت ذاته كانت السلطة مقتنعة انه عميلها لدى التيار الاسلامى و استطاع من خلال ذلك تحقيق مكانة كبيرة لنفسه لخدمة النظام على الصعيد النقابى و كان هذا ثالث انقلاب دراماتيكى فى حياته الصحفية بالعودة الى احضان التيار الاسلامى مرة اخرى لم يمض وقت طويل الا و كان النظام قد بدأ يضج من اذاعة راديو مونت كارلو وفى عام1989 بدأ النظام يحاول اختراق هذه الاذاعة و السيطرة عليها من الداخل عن طريقين الاول هو التسلل لملكية RMC الشركة الام المالكة لهذه المحطة الاذاعية ام الطريق الثانى و التقرب الى ادارة الشركة عبر احد عملاء المخابرات الذى يطلب الوساطة لبعض اصدقاؤه العاطلين للعمل بالاذاعة و كان هذه الشخصية المخابراتية هو ممدوح البلتاجى اما الاصدقاء العاطلين فكانوا فريدة الزمر (عضو مجلس الشعب بالتعيين الان) و فريدة الشوباشى(المذيعة بالتلفزيون المصرى الان رغم تخطيها سن المعاش و والدة نبيل الشوباشى المذيع و زوجة شريف الشوباشى وكيل اول وزارة الثقافة و رئيس مهرجان القاهرة و مناصب كثيرة) اما الصديق الثالث فمن؟؟؟؟مصطفى بكرى الذى عمل فى البداية كمراسل لهذه الاذاعة من القاهرة و صادفت هذا الفترة حرب الخليج بين النظام العراقى بقيادة صدام حسين و بين دولة الكويت و من ورائها المجتمع الدولى اجمع و كما شقت هذه الحرب الصف العربى شقت افئدة جهاز المخابرات المصرية الذى يقوم اساسا على بنية اسلامية متطرفة حتى وصف الرئيس حسنى مبارك هذه الفترة بأنها اصعب فترات حكمه و هذا الشق سمح لمصطفى بكرى ان يوثق علاقته بالنظام العراقى دون ان يقطع صلته تماما بالجهاز بل ربما نظر اليه الجهاز على انه ربما يكون قناة اتصالات اذا ساءت الامور ذلك مع العلم ان حتى النظام الذى انضم للتحالف الغربى المعادى للعراق لم يكن حاسما لخياراته ابدا طوال هذه المعركة ففى 4 يناير 1990 قال الرئيس حسنى مبارك فى افتتاح معرض الكتاب بالقاهرة انه لو انضمت اسرائيل للتحالف فإن مصر ستنسحب منه و فى نفس الليلة سافر الى الولايات المتحدة و هناك اجرى فى اليوم التالى لقاء تليفزيونى مع قناةCNN التليفزيونية سؤل فيه هل اذا انضمت اسرائيل للتحالف ستنسحب مصر ؟ فرد : لسنا من ممن ينسحبون و لا ممن يتراجعون؟!و بالفعل فبرك مصطفى بكرى انباء غريبة لصالح الدعاية الصدامية السخية جدا منها خروج الجماهير المصرية فى مسيرات افراح و اهازيج سار فيها كبار النجوم فرحا و طربا بسقوط صواريخ سكود Scud على اسرائيل ؟ رغم ان الشعب المصرى لا يفرح الا اذا اوحى له الاعلام المصرى ان يفرح و من المعروف ان الاعلام المصرى لم يوحى للشعب بالفرح و لا الشماتة؟ او مثلا فبركته لنبأ سقوط صواريخ سكود Scud عراقية على بعض اماكن القاهرة و ان المواطنين رأوا كاسحات الالغام تسير فى شوارع القاهرة ليلا(رغم ان كاسحات الالغام هى سفن لا تسير على الارض و لكن كيف يدرك مدرس التربية الاسلامية هذه الحقيقة؟) او نبأ سقوط صواريخ سكود Scud بيولوجية فى نهر النيل؟؟؟؟؟