عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 31-01-2008
john mark john mark غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 736
john mark is on a distinguished road
تأثير العائلة والثورة

سامي كليب: الممنوعات تعددت في تجربة فايز غالي بسبب الرقابة وكذلك خيبات الأمل، والرقابة كانت في مرحلة معينة في مصر حاضرة بقوة بسبب السياسة خصوصا في عهدي الرئيسين السابقين جمال عبد الناصر وأنور السادات. ولكن قبل الدخول في عالم الممنوعات، فلندخل في قصة حياة فايز غالي من بدايتها، من أهله، حيث كان الوالد موظفا والأم متعلمة.

فايز غالي: والدي كان رئيس حسابات في القطاع الخاص طول عمره لغاية ما توفاه الله، ووالدتي هي ست أساسا ريفية ولكن أبوها كان صراف وتعلمت، وأبوها كان قارئ وصاحب مكتبة في بيته في زمن كان صعب جدا في الريف أنك تلاقي أحد عنده مكتبة.

سامي كليب: ولكن فهمت أن الوالد عمل في شركات أصحابها يهود في مصر؟

فايز غالي: آه، والدي هو تنقل ما بين مصريين لغاية لما أخذته الحياة والشغل إلى منطقة الحمزاوي ومنطقة العتبة والحتت ده اللي فيها اليهود...

سامي كليب: تجار يهود.

فايز غالي: آه، وفجأة لقى نفسه بيشتغل معهم وبينتقل من ده لده، وكانوا اليهود موجودين كقوة اقتصادية لغاية سنة 1956.

سامي كليب: ولكن يبدو أنهم كانوا يعاملون المصريين بشكل سيء، درجة ثانية أو ثالثة.

فايز غالي: آه، طبعاً. يعني هو كان لا يحبهم، كان يقدر فيهم حاجات معينة وهي مثلا إيه، أنه هم يعني بيعطوك حقك بشكل دقيق، لكنهم لا يميزوك أبدا على أبناء جلدتهم. يعني دايما هو نمرة تلاتة أو نمرة أربعة في المكان مهما كانت مكانته.

سامي كليب: ولدت عام 1946، يعني تقريبا ابن الحرب، وابن الثورة يعني، ابن الحروب بالأحرى يعني. الحرب العالمية الثانية كانت ألقت لتوها أوزارها، وحرب 48 في فلسطين، ثم الثورة هنا في مصر. ذكريات كثيرة على ما أعتقد من الطفولة انتقلت فيما بعد إلى عملك السينمائي.

فايز غالي: آه، هو أنا طبعا فتحت عيني على ثورة يوليو 1952، وما فيش شك أنا اتولدت آه في ظل الحرب، لكن آثارها علي سمعتها بعد كده، يعني آثارها حتى على مستوى زواج أبويا من أمي، اضطروا يتجوزوا في أوضة، لأنه ما كانش في مساكن، كان في غلاء، غلاء مخيف...

سامي كليب (مقاطعاً): بسبب الفقر. وحتى أنت تعرضت لأوضاع صحية صعبة حسب ما فهمت.

فايز غالي: طبعا. وبسب السكنى في حجرة والزواج والسكنى في حجرة، مش لقلة الفلوس، لقلة المساكن والغلاء الشديد، يعني وصل سعر البدلة مرتب موظف، الموظف كان يأخذ أيامها خمسة جنيه مرتب، كان علشان يشتري بدلة يدفع مرتبه شهر كامل علشان يشتري بدلة بخمسة جنيه.

سامي كليب: طيب طفولتك تزامنت طبعا مع قيام ثورة يوليو بزعامة الرئيس جمال عبد الناصر، ولكن أيضا محمد نجيب، يجب ألا ننسى الرجل. كنت طبعا صغير السن جدا، ولكن فيما بعد تأثرت بهذه الحالة، بحالة جمال عبد الناصر في مصر مثلا؟

فايز غالي: آه طبعا. لأن كل جيلي الحقيقة شب ناصريا وشب يحب الثورة، وأنا لما ابتديت تتفتح مداركي بشكل جيد، أدركت ما معنى الملَكية وأدركت ما معنى الثورة وإيه هدف الثورة، وكل الشعارات والأفكار اللي الثورة جاءت بها دخلت قلوبنا، ومن خلال تغيير شكل العملية التعليمية. كل ده طبعا، في ناس، يعني أبويا لم يكن يحب الثورة، كان يكرهها، ليس حبا في اليهود، كان يكرهها لأنها جاءت لتحرمه من فرص عمل لأن قانون الوظيفة الواحدة، وهو كان بياخد حصص في شركات بيشتغل بها، بيعمل حساباتها، فمنعوا، ففي حاجات معنية أثرت عليه وخلّته يكره الثورة. أنا بالنسبة لي كنت دايما عكسه ضده، وكنت أقول له أن الثورة دي أحد أهم الأشياء اللي عملتها أني قدرت أتعلم ببلاش، أنت ما كنتش تقدر تصرف علي ولا تدخلني جامعة، أنت بالثورة تعلمت وبالثورة بتدفع لي اثنين جنيه في السنة مصاريف، فبترفضها إزاي يعني؟ على كل الأحوال الثورة كان لها تأثير علينا كلنا يعني، حتى هزيمة يونيو 67 كلنا كنا بنعشق جمال عبد الناصر، كان لنا تحفظاتنا على الثورة وتحفظاتنا على فكرة لحم الثورة وعلى الفساد اللي صاحب النظام في ظل عبد الناصر، وكنا بنقول لو كان يعرف فهو مدان ولو كان لا يعرف فهو أيضا مدان.
الرد مع إقتباس