الطريق إلى إيلات، تجربة لم تتكرر
سامي كليب: صحيح، على كل حال يعني التأثر بالصورة في تلك المرحلة من العهد، العهود المصرية إذا صح التعبير، فترة الرئيس جمال عبد الناصر وما تلاها وجدناها في بعض أفلامك بشكل مباشر أو غير مباشر. مثلا بالشكل المباشر في فيلم العبور إلى إيلات، يعني في خلال حرب الاستنزاف المعروفة، وكان في الواقع يعني في غبن لهذه الفترة لمصر، أنه نسي الناس كم كان المصريون يناضلون ويقدمون الشهداء ويدافعون ويقومون بعمليات مهمة ضد إسرائيل قبل حرب عام 73. حضرتك اخترت حادثة مهمة جدا هي ضرب أو عملية تحت الماء إذا صح التعبير، ضرب غواصة....
فايز غالي (مقاطعاً): آه،هي عملية الضفادع البشرية في ميناء إيلات واللي دمرنا فيها مركبين مهمين كانوا بقى بيتحركوا دايما ما بين إيلات وما بين المواقع اللي محتلينها في منطقة.. يعني بيضربوا بها كل مواقعنا في الغردقة، ومش عارف فين، يعني عارف اللي بها بتشيل سلاح بتشيل عتاد بتشيل أطقم بتتغير، فكان لا بد من ضربهم علشان نوقف عملية.. يسرقوا رادارات ومش عارف إيه، فده كان الهدف الأساسي أنه ضرب المركبين وإخراجهم من الخدمة حتى تستطيع مصر أنها تتوازن عسكريا تجهيزا لفكرة العبور بعد كده في 73.
[مشهد من فيلم الطريق إلى إيلات]
سامي كليب: اختيار هذا الموضوع، يعني شخص مثلك، هو بسبب التأثر بتلك الفترة من حياة مصر، يعني فترة حرب الاستنزاف، فترة الرئيس جمال عبد الناصر، فترة الإعداد للحرب التي نجحت فيما بعد في عهد الرئيس أنور السادات؟ أم لأن القصة قد تنجح وقد تدر مالا مثلا على السينما وينجح الفيلم مثلا؟
فايز غالي: أنا لا أكذب عليك. هو أنا الحقيقة في عاملين مهمين حركوني اتجاهها، في عامل هو جاي من برّايه وهو أن سعيد الشيمي مدير التصوير كان بيصور تحت الماء، كان داخل في لعبة التصوير تحت الماء ونجح في أنه هو يعمل أفلام تجارية، في الوقت اللي هو تعرف بقائد تدريب اللواء بتاع لواء الضفادع في شرم الشيخ وسمع منه القصة اللي أنا عشتها ومتذكرها جيدا وقرأت عنها وكنت مندهش جدا إزاي قدرنا نعمل ده، فجاء حكى لي فبدأت رحلة إعجابي بالموضوع من خلال إيماني بأنني عايز أعمل حاجة تنشط الذاكرة المصرية والعربية حوالين حرب الاستنزاف وأنه إحنا عملنا أشياء عظيمة في هذه الفترة جهزت بعد كده، عملت تجهيز هايل لفكرة، حتى من خلال السرية والتنظيم وإلى آخره، زي حرب أكتوبر بالضبط. فقلت له أنا بعمل الفيلم، أنا بقى لا ببصلها لا تحت ماء ولا فوق ماء، أنا ببصلها في سياق حقيقي أنه إحنا عايزين نمجد هذه المرحلة وننشط الذاكرة العربية والمصرية حوالين هذه المرحلة. كان بالنسبة للمخابرات الحربية تحديدا، أنت عارف أن الأعمال اللي من هذا النوع لا بد أن يبقى في.. وحتى ده في أميركا، يعني بيعرضوا على البنتاغون ويمكن جدا إذا اختلفت معهم خلاص بقى ما.. بس هناك ما يقولكش ما تعملش، يعني يقول لك اعمل بس إحنا مش حندّيك، مش حنمدك بأي حاجة، زي ما حصل مع فرانسيس فورد كوبولا في فيلمNow Apocalypse، رفعوا أيديهم من الفيلم فخسر الجلد والسقط، رغم أنه عمل فيلم مهم جدا تاريخيا، لكن هنا ممكن يقول لك ما تعملش..
سامي كليب: طيب اسمع السؤال.
فايز غالي: آه تفضل.
سامي كليب: سؤالي هو، هل أن المخابرات المصرية مثلا أو رجال الأمن الذين أشرفوا على العملية أو الذين يشرفون الآن، يعني كان عندهم خطوط حمراء مثلا؟ يعني طلبوا منك مثلا أشياء ألا تقولها، أشياء أن تضيفها مثلا؟ لأن بالنتيجة الفيلم كان سيمجد، ومجد في الواقع تلك العمليات للجيش المصري والضفادع البشرية. ولكن هل كان من خطوط حمر مثلا، ممنوعات معينة؟
فايز غالي: هو الحقيقة أنه إحنا مش متعودين على أن نعمل سينما بهذا المعنى أو بهذا التصنيف كتير أو تكاد تكون ما فيش باستثناء بمناسبة الحرب نفسها الأفلام التي اتعملت. بيبقى في خوف وفي حذر وفي محاولة لإظهار البطولة بشكل غير عادي، وعدم الاعتراف بأنه مثلا واحد جبن مش عايزينه يظهر، حاجة زي كده يعني في الاتجاه ده، الرتب، احترام الرتب، مش عارف. الحقيقة يعني أنا لم أعاني كثيرا في ذلك لأنه كان في حالة من التفهم حصلت في الآخر من المسؤولين في المخابرات...
سامي كليب (مقاطعاً): لم تعاني كثيرا، يعني عانيت قليلا..
فايز غالي (متابعاً): لا، عانيت من إيه؟ من فكرة الخوف والحذر، لا ده، لا مش عارف إيه، كده. إنه بلاش يظهر، إحنا ما فيش حد عندنا جبان، طبعا العملية دي نائب رئيس المخابرات نفسه حكى لهم القصة، مر بها هو شخصيا في 67، وقال له يعني إيه ما فيش؟! لا، في، بالعكس ده هو جمالها أنه البشر ممكن، زي لعيبة الكورة، ممكن فريق 11 لعيب ولعيب هايل ينزل التدريبات يعمل حاجات ما حصلتش وساعة الجد تلاقيه كش في الملعب وما عرفش يعمل حاجة.
سامي كليب: طيب إسرائيل لا شك أنها لا تحبذ هذا النوع من الأفلام وحاولت ومنعت في الواقع بعض الأفلام والمسلسلات في التلفزات العربية. في خلال الإعداد للفيلم، طبعا فيما بعد صدرت ردود فعل إسرائيلية، ولكن في خلال الإعداد شعرت أنه في ضغوط معينة لعدم الحديث عن عملية ضد إسرائيل مثلا؟
فايز غالي: لا، الحقيقة لم يحدث أي نوع من التدخل باستثناء المحاذير العسكرية اللي هي طبيعي أنت بتحاول تتجاوزها وتجاوزتها. إنما هو رد الفعل بعد الفيلم لأنه العالم العربي جلس في البيت كله يشاهد هذا الفيلم يوم عرضه لأنه لم يعرض سينمائيا، عرض تلفزيونيا.
سامي كليب: على فكرة هو مسلسل تلفزيوني طبعا يعني.
|