سامي كليب: هنا السؤال بالضبط، ما الذي حصل؟ يعني حضرتك كنت بدأت تعد للفيلم جديا وفي مقابلة تلفزيونية تحدثت عنه، وبعده قامت القيامة من كل الأطراف تقريبا يعني، أنا قرأت مجمل التصريحات في الواقع، أو على الأقل ما توفر لدي. يعني من قادة الكنيسة، من بعض رجال الدين المسلمين، من مجمع بحوث الأزهر، يعني العديد من الشخصيات الإسلامية والمسيحية قامت ضد تصوير نبي، السيد المسيح أو أي شخصية دينية في فيلم، يعني ما الذي جرى؟
فايز غالي: الذي جرى أنه كان بدرجة أو بأخرى وبشكل مفاجئ لي، لأنه فجأة بدأت تتدخل جهات إسلامية وبالذات مجمع البحوث في الموضوع عبر أخبار كان مقصود بها استنفارهم. سؤال مباشر، إنتم تقبلون يتعمل فيلم عن النبي عيسى ويطلع عيسى على الشاشة؟ فكان رد الفعل الفوري أنه لا طبعا. وحالة الاستنفار دي اضطرتني أن أرد وأقول لا، لازم نفرق بين عيسى بن مريم بالمفهوم الإسلامي وحسب العقيدة الإسلامية اللي هي بتمنع ظهور الأنبياء، وبين أنه أنا بعمل بقى فيلم مسيحي من خلال عقيدتي المسيحية ومذهبي الأرثوذوكسي واللي بيجيز ده....
سامي كليب (مقاطعاً): طيب..
فايز غالي (متابعاً): أكمل جزئية صغيرة. أنه هو هذا الخلاف أدى إلى أن الكنيسة نفسها بعد كده أخذت موقف مشابه، الله أعلم يعني، قال فيها نوع من.. زي ما قالها قداسة البابا إحنا مش عايزين نزعل إخواننا المسلمين، واخد بالك، لأنه هم ما بيحبوش ظهور الأنبياء.
سامي كليب: ولكن في بعض التفاصيل المهمة في هذا الشأن. أولا إحنا الآن نتحدث عن البابا يعني البابا شنودة أو الأنبا شنودة كما يقال، هو نفسه سألك على ما يبدو أنه هل يمكن لشخص أن يمثل صورة السيد المسيح؟ وكأنه لا يوجد أي شخص في مصر، صحيح، وحضرتك كتبت له رسالة وأجابك طبعا بشيء من الرفض، واضطررت حضرتك للذهاب ولقائه. هنا بالضبط، ماذا كان موقفه ولماذا اعترض عمليا؟
فايز غالي: هو في يعني مجموعة حاجات أخرى. منها مثلا إنكار كل ما سبق وكأننا نبتدئ من الصفر.
سامي كليب: كيف يعني؟
فايز غالي: أنه لا يوجد من يمثل شخصية السيد المسيح. يعني إيه لا يوجد؟ أنه فكرة أن اللي يمثل شخصية المسيح ما يمثلش تاني. هذه الأشياء سبق مناقشتها تاريخيا وانتهى.. آه هو فيلم أميركي أعتقد اتعمل وبطله لم يمثل مرة أخرى. لكن كل ده تساقط مع الوقت. إحنا ما زلنا بقى نعيش هذه المرحلة وكأننا نبدأها من جديد، حتى وصل بعض الرهبان قالوا في اجتماع، قالوا نشوفه من ظهره، واحد، وقال واحد نشوف على دماغه هالة من النور.
سامي كليب: طيب شوف الصدف، نحن نتحدث عن قصة منعت دينيا هنا عن السيد المسيح ونسمع الأذان في الوقت نفسه، يعني شوف هذا التشابك في مصر، حتى من خلال التصوير. ولكن يعني طبعا في موضوع السيد المسيح كما تتفضل، أنه اقترح أنه من سيمثل الدور وعلى ما يبدو أنكم قررتم اختيار ممثلين مسيحيين وليس ممثلين مسلمين، وأن الشخص الذي يمثل دور السيد المسيح أو السيد يوسف النجار أو السيدة مريم، ألا يمثل ثانية، فقط هذا الدور وبعده خلاص يعني، صحيح؟
فايز غالي: هي دي كلها أشياء حدثت أثناء مناقشة أو تداول الموضوع، لكن...
سامي كليب (مقاطعاً): بس تم التداول في هذه النقاط؟
فايز غالي (متابعاً): آه تم التداول وتمت المناقشة فيها، ولكن كل ده في الهيولى، لأنه إحنا ليس هناك قوام بنشتغل عليه، لأنه أصلا لا فيه إنتاج ولا المشروع أصلا لسه خد صفة الشرعية...
سامي كليب (مقاطعاً): طيب حضرتك..
فايز غالي (متابعاً): فبقى المسائل خضعت بقى لكل واحد يقول زي ما هو عايز. أنا شخصيا ما الذي يمنع أنه يكون هذا الممثل.....
سامي كليب: مسلما أو مسيحيا.
فايز غالي: مسلما أو مسيحيا، وإن كان، إذا كان لا بد أنه يكون علشان يبقى فاهم أكتر ممكن يبقى مسيحي، مسألة اختيار شاب من الكنيسة، ماشي.. أنا مع تسهيل المسألة إذا كانت هناك نية صادقة لإنتاج الفيلم.
سامي كليب: طيب ولكن في حجم من التنازلات هائل أيضا.
فايز غالي: لا، ليست هناك تنازلات...
سامي كليب (مقاطعاً): يعني أنت تعرف أن أي ممثل شاطر ممكن يمثل أي دور، يعني إن كان مسيحي أو مسلم أو يهودي ممكن أن يمثل أي دور، أو بوذي، مش هيك؟
فايز غالي (متابعاً): آه طبعا. أنا بقول لك نحن نناقش المسألة وكأننا نبدأ من الصفر. وهم مستغلين.. وللأسف أن هناك من يلعب في الأمور من وراء الستار بشكل مؤسف. خلق حالة، استغلال حالة الاحتقان، واخد بالك، اللي موجودة حاليا في المنطقة كلها، لإثارة الطائفية ولإثارة المسيحيين مثلا تجاه فكرة أنه ممكن مثلا واحد مسلم يمثل الدور.
سامي كليب: ذهبت والتقيت البابا شنودة؟
فايز غالي: ذهبت وقابلت البابا وشرحت له وجهة نظري، وقلت له بشكل واضح يا سيدنا أنا أريد أن أعمل فيلما عن السيد المسيح، ما الذي يمنع؟
سامي كليب: شو كان رده؟
فايز غالي: قال طيب إدوني فرصة أقرأ وأقرر وأفكر.. يعني عارف...
سامي كليب (مقاطعاً): متى حصل هذا الكلام؟
فايز غالي (متابعاً): الكلام ده أعتقد في عيد القيامة مش الماضي، اللي قبله.
سامي كليب: من سنتين يعني؟
|