تفجير الحدود بين غزة ومصر يوم اسود!
اليوم فجرت عناصر مسلحة الحدود بين غزة ومصر، وعبر آلاف الفلسطينيين الحدود باتجاه مصر.
هذا يوم اسود في تاريخ الشعب الفلسطيني، هذا يوم للحزن والنحيب على ما فات وعلى ما هو آت.
هذا يوم تفتتح فيه دورة جديدة من دورات التيه الفلسطيني.
هذا اليوم 22/1/2008، الذي اندفع فيه آلاف الفلسطينيين البسطاء الأبرياء من مخيمات اللجوء في جباليا، وغزة، والنصيرات، وخانيونس، ورفح، نحو الشيخ زوَيَّد والعريش في شبه جزيرة سيناء، هو صورة متكررة لنكبة 15 مايو 1948 عندما سارت قوافل المهجرين الفلسطينيين من قرى ومدن فلسطين نحو قطاع غزة.
كل شيء صار وفق السيناريو الإسرائيلي.
اليوم أصبح الفلسطيني الموجود في قطاع غزة من وجهة النظر الإسرائيلية، ليس أكثر من الفلسطيني الموجود في مخيم البقعة، وجرش، واليرموك، وصبرا، وعين الحلوة.
اليوم أُعفِيت إسرائيل من مسئوليتها كاملة تجاه احتياجات السكان المدنية في قطاع غزة، اليوم شعرت إسرائيل أنها دفعت سم الثعبان " الكتلة السكانية الهائلة في قطاع غزة" ليسيل من كف قدمها باتجاه صحراء سيناء، بعد أن شدَّت الرباط والحصار على فخدها، وكأنها تقول للفلسطينيين : "تيهوا فيها اربعين سنة"!.
لقد طُرد آباؤنا وأجدادنا قبل ستة عقود من يافا، واللد، والرملة، والسبع، وعسقلان، باتجاه قطاع غزة نحو الجنوب، واليوم مرة أخرى تغلق علينا منافذ الشمال وتفتح علينا منافذ الجنوب!!.
إن ما يحدث هو السيناريو الإسرائيلي بعينه، فهل أدرك السيد خالد مشعل وقيادة حماس أن انتصارهم المشئوم على السلطة يوم 14-6-2007 كان مقامرة غير محسوبة أدت إلى انشطار هذا الوطن والى الأبد؟.
لقد كان المزارعون في قطاع غزة يبيعون منتجاتهم في أسواق الضفة الغربية، وكان منتجو الأدوية والألبان والمعلبات بالضفة الغربية يُسَوّقونها في أسواق قطاع غزة، كان تجار غزة يعقدون صفقاتهم يوميا مع تجار الضفة الغربية، كل هذا كان يحدث وبشكل يومي بالرغم من القيود الأمنية التي تفرضها إسرائيل، فلماذا انهار كل ذلك في مقامرة غير محسوبة؟.
هل يدرك السيد خالد مشعل الآن أن فتح الحدود مع مصر وإغلاقها مع إسرائيل ما كان له أن يتم لو تحركت طائرة إسرائيلية واحدة أو بضع دبابات إسرائيلية، تماما مثل انتصاره في 14/6 على السلطة الذي ما كان له أن يتم لو تحركت طائرة إسرائيلية واحدة، ولكن إسرائيل وقفت متفرجة في ذلك اليوم تجاه كل ما كانت تنقله طائرات استطلاعها وكاميرات مناطيدها، تماما مثلما تراقب طائرات الاستطلاع عملية قص الجدار الحديدي بين غزة ومصر والتي استغرقت عدة أسابيع.
عندما سيطرت حماس على قطاع غزة يوم 14/6، سألنا حماس ماذا ستفعلون بعد هذا "الفتح المبين"، كيف ستواجهون الفقر والحصار؟ كيف ستفتحون المعابر؟ وتنقذون أموال الناس وممتلكاتهم التي لازالت محجوزة في الموانئ الإسرائيلية؟ كيف ستنقلون المرضى؟ كيف ستخرجون أصحاب الاقامات ممن تقطعت بهم السبل؟ كيف ستنقذون عائلات عمال البناء بعد توقف دخول الاسمنت والحديد؟ كيف ستُصَدّرون منتجات مزارعي قطاع غزة بعد إغلاق معبر كارني؟.
آلاف الأسئلة، لم تكترث لها حماس وكأن الأمر لا يعنيها، ولم تعترف حماس فتصارح الشعب أن برنامجها السياسي غير مؤهل ولا يصلح للإجابة على هذه الأسئلة، لان المعابر تديرها سلطة أوسلو المعترفة بشروط الرباعية والمعترفة بإسرائيل ولا يمكن لحركة أو تنظيم مسلح يرفع شعار المقاومة أن يحل هذه الإشكالية.