طرق الأسلمة: الإضطهاد الإسلامي للمسيحية
ما يلي هو مناقشة قصيرة لطرق الإجبار والضغط التي إستعملها الحكّام المسلمين لمصر على مدى القرون الماضية لإدخال الإسلام في مصر وأسلمة سكان مصر.
بلغت الأسلمة ذروة عنفها في فترتين من تاريخ مصر: في بداية حكم العباسيين في القرن التاسع الميلادي بعد فشل الثورات المصرية ضد الحكم العربي الإسلامي، وفي عهد دولة المماليك البحرية (1250-1390). في هذين الفترتين من تاريخ مصر، إنتشرت أعمال العنف ضد المسيحيين المصريين التي قام بها غوغاء من عامة المسلمين.
تميّز العصر الإسلامي المبكّر بدرجة من التسامح الديني، والعدالة الإجتماعية. لكنه حدثت إضطهادات شديدة في أثناء حكم الأمويين، وبعض الحكّام العباسيين، والخليفة الفاطمي الحاكيم بأمر الله (سجن، تعذيب، تشويه، قتل، وتحطيم كنائس). الإضطهاد الإقتصادي إستمرّ طوال الحكم الإسلامي من العصر الإسلامي المبكّر إلى أن توقّف في القرن التاسع عشر.
نظر الغزاة العرب المسلمون إلى مصر كبقرة سمينة أرادوا حلبها واستغلالها. كان مطلوب من كلّ المسيحيين الذكور البالغين سن الرشد السليمي الجسم، بإستثناء رجال الدين والرهبان، دفع ضريبة الجزية (سورة التوبه 29:9). أُجبرت العائلات الفقيرة التي لم تكن قادرة على دفع ضربة الجزية على تسليم أطفالها للحكام المسلمين لوفاء الجزية. فرض حاكم مصر الأموي عبد العزيز إبن مروان (685-705) ضريبة الجزية على رجال الدين والرهبان المسيحيين أيضا. تحوّل المسيحيون الضعيفوا الإيمان إلى الإسلام لكي يتجنّبوا العبء المالي لهذه الضريبة. أدّى هذا إلى هبوط دخل الحكام المسلمين. كان الحاكم المسلم يرفع الضريبة لدرجة أكبر على المسيحيين الذي رفضوا ترك إيمانهم بالسيد المسيح لكي يعوّض النقص في دخل الحكومة الإسلامية. وهكذا حتى وصل الأمر إلى أن حاكم مصر الأموي عبد الله إبن عبد الملك (705-709) أمر بعدم السماح بدفن أي شخص مصري مسيحي بعد وفاته إلى أن تدفع عائلته ضريبته حتى لو كان قد مات جوعا. لم يسمح الحاكم العثماني لمصر بدفن الأب البطريرك القبطي ماتاؤس الرّابع في سنة 1675 إلى أن جمع مبلغ كبير من المال من المسيحيين. بالأضافة إلى الجزية، كان المطلوب من الفلاح المصري دفع الخراج (ضريبة الأرض) ليحصل على حقّ زراعة أرضه التي استولى على ملكيتها الحاكم المسلم (سورة الحشر 59: 6-7). حينما إحتاج الحاكم المسلم إلى أموال إضافية لتمويل حروبه، أو لأيّ هدف آخر، لجأ إلى الإبتزاز من المصريين المسيحيين (أهل الذمة). كان يقوم بسجن وتعذيب زعماء الكنيسة حتى يحصل على الفدية من المسيحيين. من البديهي أن نظام الضرائب الثقيلة، والغرامات الثقيلة الدورية، ومصادرة أملاك الكنيسة أدت إلى فقر المسيحيين تحت الحكم العربي الإسلامي، وجعل حياتهم اليومية صعبة، مما أدّى إلى الفساد والضعف في الكنيسة.
لجأ جباة الضرائب إلى وسائل قاسية في جباية الضرائب. في أظلم عصور الاضطهاد، صاحب جباية ضريبة الجزية إهانة وإذلال الشخص المسيحي. فكان عامل الجزية المسلم يلطم المسيحي على صفحة عنقه قائلا: أد الجزية يا كافر. فيعطيه المسيحي مال الجزية بذل وانكسار. أستخدمت وسائل مختلفة لإهانة وإذلال المسيحيين في العصر الإسلامي في مصر مثل إلزام المسيحيين بارتداء ملابس خشنة ذي ألوان معينة وحزام خاص لتمييزهم من المسلمين، إلزامهم باستخدام الحمار أو البغل في التنقل بدلا من الحصان وبأن يقفوا ليدعوا المسلم يمر، وإلزامهم باستخدام أجراس صغيرة تعلن عن وجودهم في الحمامات العامة. لم يكن مسموحا لشعب مصر المقهور أن يحمل سلاحا. كانت عقوبة ذلك الموت أو العبودية. كان دفاع المصري عن نفسه ضد مسلم مهاجم يُعتبر اعتداءا على المسلم. كان من حق الجندي العربي المسلم أن يقيم في أي منزل مصري يختاره في فصل الربيع من كل عام فيما يسمى بالارتياع، أي استمتاع الغازي بالربيع. كان يعيش في المنزل مع العائلة المصرية بدون اصطحاب زوجاته وبدون إذن رب البيت. وكان كثير من الجنود العرب المسلمين يغتصبون نساء البيت المصريات. لم يكن مسموحا للمصري المسيحي أن يشهد في المحاكم الإسلامية. لهذا اضطر أن يشتري براءته برشوة الشهود المسلمين والقاضي المسلم.
فيما عدا بضعة إستثناءات، خصوصا في العصر الفاطمي، لم يكن مسموحا للمسيحيين أن يقوموا ببناء كنائس جديدة تحت الحكم الإسلامي. في الواقع، قام مروان الثاني (744-750)، آخر خليفة أموي، بسلب وتدمير كنائس وأديرة كثيرة في مصر. كما أمر الخليفة المهدي (775-785) ثم الخليفة هارون الرشيد (786-809) بتدمير كل الكنائس في الإمبراطورية العباسية المبنية بعد الغزو الإسلامي.
هل شاهد انسان اوسخ من تاريخ هذا الدين المحمدي الملعون
|