[samozin]

اخرجوا منها سالمين

بقلم حمدى رزق ٥/٢/٢٠٠٨

كما دخلتموها أول مرة، وإن لم تخرجوا لنخرجنكم منها أجمعين، إلا أزواج وزوجات المصريين، بيننا نسب وقربي، للصبر حدود وللوطن حدود، والحدود حرمات، يحوم حول الحِمي يوشك أن يواقعه، إن الحدود حمي، إن الحدود حرمات، من يرتكب الحرمات وجبت عليه الحدود.

ما نسمعه عجب، سكتنا لهم علي اقتحام الحدود، رفسوا بأقدامهم الجدار، قدموا علي بيات ليلة مرت ليال عشر والشفع والوتر ولا يغادرون، للضيف ثلاث، ويا بخت من زار وخفف، سيناء دار أبونا والغزاوية جُم يطردونا ويرفعوا العلم علي الأرض التي حررت بالدماء.

لم يعد في الصدر حنان، لم تعد حبال الصبر تتحمل غزوات الغزاوية، دولارات مزيفة وأحزمة ناسفة وانتحاريون.. عارفين طريقهم ومسلكين، مخرمين في الأراضي المصرية، بردا وسلاما علي المصريين.. آخرة المعروف، آخرة فتح الحدود..

أخرجوهم منها سالمين رغم أنف المتعاطفين، مصر لم تحتل غزة، تل أبيب هي التي تحتل وتقتل وتسفك الدماء، الأراضي المصرية ليست مسرحا للعمليات، المشرحة مش ناقصة قتلي مصريين بأيد فلسطينية، يقال إن الانتحاريين سيتدربون علي جودة العمليات الانتحارية علي أهداف مصرية، استعدادًا (إن شاء الله) لتنفيذها في أهداف إسرائيلية بعد حين.

يقال إن عناصر القاعدة كانت قاعدة علي قلب القطاع، ولأن الأيدي البطالة نجسة، قررت العمل علي الأراضي المصرية، ويقال إن المزورين المحترفين بعد أن فشلوا في تمرير بضاعتهم المزيفة إلي الأراضي الإسرائيلية بفعل الحصار، كانوا لابد من تصريف بضاعتهم في الأراضي المصرية.. الاقتصاد المصري يعد هدفا حيويا بديلا عن الاقتصاد الإسرائيلي، لماذا لايذوق المصريون الحرمان؟

المصري هو العربي الوحيد الذي يخرج اللقمة من فمه للغزاوي، ولكن إذا قدم المصري صباعه أكل الغزاوي ذراعه، وإذا قدم الذراع اليمني قضم معها اليسري، وإذا صار المصري عاجزا عن الحركة، ابتلع الغزاوية سيناء كاملة.. لأول وهلة رفع الغزاوية العلم الفلسطيني علي الأراضي المصرية، نسوا أنفسهم.

لا تأخذنكم بالمزورين شفقة، ولا بالانتحاريين رحمة، ولا بمرتدي الأحزمة الناسفة لين، هؤلاء ليسوا غزاوية مأزومين، بل مجرمين، إرهابيين، مزورين، ما ذنب بقال سيناوي بسيط هبط عليه الغزاوية بليلٍ، فباع واشتري، فيضيره الغزاوية في أكل عيشه بـ١٠٠ دولار مزيفة، ليتها تقف عند حدود خسارة الدولارات، يمكن يلبس قضية تزييف متقنة.

أفهم أن الغزاوية ضغطوا علي الحدود طلبًا للطعام وللشراب، فإن ملأوا البطون وارتووا من ماء النيل عادوا من حيث أتوا، ولكن أن يضبطوا في بني سويف متحزمين بأحزمة ناسفة، يصبح تساؤل الدكتور زكريا عزمي في مجلس الشعب محل اعتبار: «رايحين يعملوا إيه في كفر الشيخ؟» .. يفجروا يا دكتور زكريا، فاكرينها من كفور الضفة، بدلا من الاتجاه بالأحزمة شمالا، يتجهون جنوبا.. ويل للانتحاريين.

يعوزني تفسير: دخلوا وخرجوا ودخلوا وخرجوا.. عشرة أيام داخلين خارجين، آكلين شاربين نايمين، قررنا إغلاق الحدود، لماذا الإصرار علي فتح ثغرة في الحدود جنوبي بوابة صلاح الدين؟ ما يجري عند البوابة لا علاقة له بحطين ولا صلاح الدين، ولا بالدين نفسه.. فتح ثغرة في الحدود المصرية وإطلاق الأعيرة النارية لترويع جنودنا البواسل علي الحدود تطليع دين، وللصبر حدود، ليت جنود وضباط الحدود البواسل يروون شطرا من عذابات الحدود المفتوحة، وتجاوزات وتطاولات وبذاءات نفر مفلوت من الغزاوية، يتصرفون وكأنهم منتصرون علي الاحتلال المصري، من يقرأ المدونات الغزاوية يفجع، أخرجوا منها سالمين طوعًا أو كرهًا.