ترجمة مشاركة الاستاذ knowjesus_knowlove رقم 63 عن كريسماس جون ماكين
هذه يا اصدقائى قصتى لعيد الميلاد
كأى أسير حرب قام الجندى الفيتنامى الذى أسرنى فسحب ذراعىّ الى خلف ظهرى و كبلهما بالاصفاد و ربط اصفادى حول رقبتى بقوة ثم لف ما يتدلى من الرقبة حول جسمى كله ثم ضغط رقبتى الى ما بين ركبتىّ وبعد ان وضعنى فى وضع القرفصاء ثم شد وثاق قدمىّ للخلف بأطراف أصفادى و ربط رقبتى فيما بين ركبتىّ كنت عادةً أقضى ليلى فى الأسر كما أصف لكم هكذا
غير انه فى احدى الليالى فوجئت بالسجان قد اتى خصيصا الى زنزانتى و أشار لى بأصبعه منتصبا على شفتيه كانه مزلاجا يغلقهما كإشارة لى الا اصدر اى صوت
دخل زنزانتى و فك اصفادى داخل زنزانتى حتى يشفينى من الم التكبيل تجمد الدم فى عروقى و ضيق الاصفاد
غير انه عندما قاربت وَرْدٍيَة هذا السجان على النهاية دخل مسرعا الى زنزانتى و على وجهه تعبير كانه يعتذر لى عن ما سيفعله ثم قام بتكبيلى بالاصفاد بذات الوضع الذى كنت عليه قبل ان تبدا وَرْدٍيَتَه لم يقل حرف واحد لى لا و هو يفكنى ليشفينى من ألم الوثاق عند بدية ورديته و لا و هو يعيد تكبيلى بذات الكيفية التى استلمنى بها عندما تنتهى ورديته
ظللت متحيرا لماذا يعرض هذا السجان بالذات حياته العسكرية للخطر و يفعل هذه المراحم معى طوال ورديته لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟؟ !!
مرت الايام تباعا شهرا او بعض شهر حتى حلت علىّ ليلة ميلاد رب المجد و انا فى قيدى
كنت واقفا ذاك المساء فى الفناء القذر لمعتقلات الاسرى
كنت فى صمتى أرمق بناظرى ذات الحارس الرحيم المستقيم القلب فقد لاحظت انه فى يقوم بدورية حراسة على الفناء
لاحظنى السجان فسار ناحيتى بثبات و وقف بجانبى غير انه لم يرمقنى و لو بنظرة ظل متظاهرا انه يراقب الأسرى عن بعد و لم يوجه لى و لو كلمة و لو حرف !
و اثناء وقوفه لاحظت ان استخدم مقدمة حذاؤه المدبب ليرسم صليبا على الرمال المنثورة على الارض و بدا ينظر للصليب بإرتياح بينما ظللت انظر معه للصليب المرسوم مسترجعا حياة الكريسماس فى الوطن و اضواء الكريسماس الحقيقية و فرحة الكريسماس الحقيقية و محبة الكريسماس الحقيقية أضاءت ذكريات اضواء الكريسماس و انوار الكريسماس حياتى ليلتها حتى و انا فى ظلمة معتقلات الاسرى فى فيتنام
غير انه بعد دقائق كان على الحارس ان يتحرك فمسح صليبه من على الرمال و تحرك مبتعدا فى دوريته بثبات
مثّل هذا الحارس فى حياتى السامرى الصالح فى حياتى
لم انسى ما حييت هذا الرجل و لا تلك اللحظة
إخوتى لا داعى للخوف فبصرف النظر عن الظروف و التفاصيل فأينما كنت ستجد يدا حانية تمتد لك لتتطبب جراحك و تحملك الى حيث تستريح
فليبارك الرب حياتكم فى ليلة ميلاد رب المجد المقدسة تلك
John McCain