عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 04-03-2004
yaweeka yaweeka غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
الإقامة: USA
المشاركات: 3,170
yaweeka is on a distinguished road
.. ..

انتهي كلام الرجل، وأظن أنه كلام واضح وصريح ويبرر لأمريكا جميع أفعالها ومواقفها، ولا يحتاج منا إلي جهد في الشرح أو التعليق.. ونشكر للرجل صراحته التي أراحتنا كثيرا. من جانب آخر يبدي خليل انزعاجه الشديد من موجة الكراهية التي تسود العالم العربي والإسلامي ضد الولايات المتحدة، ويعزو السبب في ذلك إلي الإعلام العربي الذي رماه بكل التهم والنقائص ( في مقال بموقع إيلاف بعنوان : انكشاف الإعلام العربي ).. وقال فيه : " انه إعلام متطرف، وأيديولوجي، وفاسد، ولا يلتزم بأخلاقيات المهنة، ويسيطر عليه الأمن، والإعلاميون العرب فاسدون ومستواهم المهني متدن.. الخ. وهو انعكاس لثقافة موغلة في القدم تتسم بالاستبداد والعنف والخداع والالتواء والكذب والخيانة والغدر والاستعلاء إلي حد العنصرية وكراهية التغيير الذي لا يحدث إلا حين تفرضه قوة خارجية، والعداء للعلم والغرق في الأوهام والخرافات وعالم الميتافيريقا ".. وطالب في مقال آخر بعنوان : ( الخروج من محنة الإعلام العربي ) بتفكيك المستوطنات الأيديولوجية - ليس في فلسطين طبعا - وإنما في داخل الإعلام العربي، وقصد بها كتلة المتاجرين بالإسلام، والمتاجرين بالعروبة، والمتاجرين بالقضية الفلسطينية، الذين يراهنون علي ال**** في الشارع العربي، ويمارسون إرهابهم حتي علي الحكام أنفسهم " !!.. هذه مقتطفات فقط من بعض شتائم خليل للإعلام العربي وللشارع العربي ولكل ما يمت للعروبة بصلة، وقام بتوجيه ذلك السباب بسبب انتقاد هذا الإعلام للسياسة الامريكية تجاه العرب وكشف الوجه الأمريكي القبيح أمام الجميع.. ولان وظيفة خليل تتطلب منه تجميل هذا الوجه القبيح.. فكان لزاما عليه أن يكتب مقالا يهاجم فيه أعداء وكارهي سيده الامريكي في واشنطن !. ومن عجائب خليل التي لا تنتهي، أنه أعطي لنفسه الحق في تحديد صفات المواطنة للمصريين، فكل من لا يحذو حذوه ولا يقتنع بكلامه لا يستحق الهوية المصرية ولا يعترف له بحقوق المواطنة، متبنيا في ذلك مقولة بوش : (كل من ليس معنا فهو ضدنا).. ويقرر الرجل أيضا في جرأة عجيبة أن فكرة "الأمة المصرية" تتعارض مع مصطلحات "الأمة العربية " أو "الأمة الإسلامية ".. ويقول عن ذلك : ان كل مصري يقول إنه عربي ينتمي إلي الأمة العربية وجزء منها، يتنكر أو علي الأقل يطمس مفهوم الهوية المصرية.. وكل من يؤمن بمفهوم "الدولة الإسلامية" و "الأمة الإسلامية" هو جزء من الإسلام السياسي، وهي فكرة تقف ضد "الأمة المصرية" بشكل أكيد"( مصر وطريق التقدم - إيلاف).


لا يكتفي خليل بذلك، بل يقرر أن أولي الخطوات التي يجب أن تخطوها مصر في طريق التقدم، هو قطع الصلة بمصادر تخلفها، وهي بيئتها العربية في الأساس، ويقول عن ذلك : ".. في حالة مصر، مصدر العدوي الرئيسي يكمن في البيئة البدوية العربية، فهناك عدة فيروسات قاتلة تعشش وتترعرع في هذه البيئة الحاضنة للتخلف ولكن أهمها فيروسان.. وهما فيروس العنف والتخريب النابع من ثقافة وتراث رفض الآخر وكراهيته والدعوة لاستئصاله، وفيروس التخلف النابع من الثقافة والفكر والتراث والتاريخ. ولن يتم التخلص من هذه الآثار السلبية لمؤثرات التخلف إلا بالتمسك الواضح بالهوية المصرية "..
هكذا يري خليل العرب، وهذا هو التصور الذي يقدمه لنا لعملية التغيير في مصر، وهذه هي عقليته التي ساهم في تشكيلها غلاة المستشرقين والمبشرين.. ومن أقوال خليل المستفزة أيضا، قوله علي رءوس الأشهاد - في قناة الجزيرة - إنه لا يوجد ما يمكن أن نطلق عليه "عالم إسلامي".. فهو برأيه عالم وهمي وهلامي وغير حقيقي. وشطب بكل سهولة واستخفاف علي مليار وربع المليار مسلم يعيشون في عالم أنكر وجوده تماما في تجاهل صارخ لحقائق التاريخ والجغرافيا.. والغريب أنه في الوقت الذي كان يقوم فيه خليل بتسفيه العرب والحط من شأنهم من جانب، كان يعلي من شأن الأقباط ويرفعهم إلي عنان السماء من جانب آخر.. فيقول عن الأقباط : "إنهم شعب عظيم، بل وأمه تليدة في المجد، بل ويشكلون عالما قبطيا خاصا.. تاريخهم مكلل بالنور.. بأمجادهم التي صنعوها.. وبتضحياتهم التي قدموها.. وبالسلالة العظيمة التي ينحدرون منها.. فالعالم القبطي ملكوت بلا حدود، وكيان روحي وحضاري منتشر في أنحاء الأرض وممتد إلي أبواب السموات يسمو فوق الحدود الدولية والتنظيمات السياسية..". ونحن في الحقيقة ليس لنا أي اعتراض علي هذه الكلمات، فهذا شأن قبطي خاص لا يجوز لنا التعليق عليه.. لكننا نستغرب كيف يثبت الرجل وجود عالم قبطي له كما يقول كيان روحي وحضاري منتشر في أنحاء الأرض.. فيما ينكر وجود عالم إسلامي جملة وتفصيلا.. رغم الفارق الواسع بين العالمين، وتباينهما في النواحي التاريخية والجغرافية والسكانية !!. ويبدو أن الرجل قد تخلي عن علمانيته بعد أن تخلي عن عقله، فهو يتحدث عن عالم ممتد إلي أبواب السموات ويسمو فوق الحدود الدولية والتنظيمات السياسية.. وهذا كلام ديني وميتافيزيقي يبتعد جدا عن القيم العلمانية.. وأتصور لو نطق مسلم بكلام مشابه عن الإسلام الحضاري والأمة الإسلامية الواحدة، لوصمه خليل نفسه بالتطرف والإرهاب. جريدة العربى الناصرى29 فبراير 2004.



آخر تعديل بواسطة yaweeka ، 04-03-2004 الساعة 11:20 AM
الرد مع إقتباس