مشاركة: المعارضه:لمحات من الملف الاسود لمصطفي بكري ..مرشحكم رمز النفاق
وعاد الصعيدى للقتال
"..أصبح مصطفى بكرى ظاهرة فى بلاط صاحبة الجلالة ..البعض اتهمه بالعماله ، والبعض الآخر قال عنه أنه صحفى الحكومة ..ودللوا على اتهاماتهم بكثرة ظهورة فى وسائل الإعلام الحكومية ، التى فشلوا فى الظهور فيها ..انتقل الرجل من أقصى اليمين ، إلى أقصى اليسار ..وظهرت فى حياته مصطلحات جديدة ..بعضها يدور فى فلك البيزنس ..والتجارة ..وحط عن كاهله السيف الذى كان يحارب به بشراسة فى ساحة القتال ..أما نحن فلم ننشغل بهذه التحليلات طويلا ، فقد حاربنا معه ، وانتصرنا ، وأثبتنا ذاتنا ..ولم يكن المنتصر الحقيقى فى المعركة هذا الصعيدى ..بل نحن عشاق صاحبة الجلالة ..أما هو ، فيكفيه أنه أصبح ظاهرة يتوقف عندها الكثيرون
حسنا سأمنحك الفرصة التى تريدها ، لكن ثق تماما أننى لن أتردد فى الإطاحة بك خارج الجريدة ، إذا فشلت فى اقتناصها
قالها مصطفى بكرى ، ثم تركنى ودخل إلى مكتبه ..الوجوة مرهقة ..والزحام شديد ..والشقة التى ستصدر منها جريدة الأحرار بشكل يومى ، تضيق عن استيعاب كل هؤلاء الصحفيين ، والإمكانيات محدودة للغاية ...كان الكل يدرك انها مغامرة بكل المقاييس ، وبكرى يجازف بكل شيىء ، إذ كيف يصدر جريدة يومية ، بإمكانيات لا تتجاوز ربع مليون جنيه ، ووحدة كمبيوتر متهالكة من شقة ضيقة ؟
ومصطفى بكرى كان ذات يوم يتولى رئاسة تحرير جريدة مصر اليوم ، التى كان يصدرها حزب الأمة المعارض ، والتى كان لها الفضل فى إزاحة الستار عن قضايا الفساد فى مصر ولأن أحمد الصباحى رئيس الحزب لم يكن علىاستعداد لمواجهة أى عاصفة شديدة لأن سيادته من المؤمنين بسياسة يؤمن بها غالبية رؤساء أحزابنا الورقية والتى ترفع شعار " الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح " فقد أطاح ببكرى واستراح وتولى بعدها بكرى رئاسة تحرير جريدة مصر الفتاة ، التىصدرت عن حزب مصر الفتاة ، الذى كان حديث عهد بالساحة السياسية والذى كان يتولى رئاستة المرحوم علىالدين صالح ، ونجح هذا الصعيدى فى رفع أسهم الجريدة ، بالقضايا التى تبناها والتىهزت عروش ملوك الفساد فى مصر والمنطقة العربية ، وكان بكرى يراسل راديو مونت كارلو من القاهرة ، ويكشف فى رسائله عبر الإذاعة ، ماتوارى خلف ستار الأحداث التى تتفجر فى مصر
وقد ظن هذا الصعيدى ، أن هناك امكانيه لتغيير الواقع الذى تعيشه شعوب مطحونه ، فكشف خبايا وعفن بعض دول البترول العربية ، ومافيا بعض رجال الأعمال العرب ، والذين كان فى مقدمتهم رجل أعمال سعودى متزوج من فنانة مشهورة ، ولم يكتف هذا الصعيدى بفتح بوابات جهنم العربية عليه ، بل راح يناطح شياطين الداخل فى مصر ..وعندما كانت رسائله عبر مونت كارلو تصل لآذان مئات الملايين من المستمعين من شتى أنحاء العالم ، وتشد انتباههم وهى تكشف بمصداقية مايدور فى حوارى مصر ونجوعها ، لم يكن يدرك أنه يدق آخر مسمار فى نعشه ، حيث تحالفت ضده كل شياطين الداخل والخارج ، وتم تدبير أكبر مؤامرة فى تاريخ الأحزاب المصرية ، بدعم من كافة أصحاب المصالح المشتركة ، وتم عقد مؤتمر عام مزعوم لحزب مصر الفتاة لم يحضره سوى حفنة بلطجية ، وفيه تم خلع على الدين صالح من رئاسة الحزب ومصطفى بكرى من رئاسة تحرير الجريدة ، وتم تعيين آخرين بدلا منهما ، وتنازعت الجبهتين الأمر أمام لجنة شئون الأحزاب ، وهو أمر كان يتم تدبيرة من البداية ...ولجنة شئون الأحزاب هى فى الأساس من قيادات الحزب الوطنى الحاكم الذى أرق بكرى مضجعة ، ولذلك وبمجرد أن تلقت أوراق الأطراف المتنازعة ، اتخذت القرار المعروف وهو تجميد الحزب لحين فض النزاع بالتراضى أو بالتقاضى ، وهى نفس المسرحية التى يتم تدبيرها دائما ضد كل من تسول له نفسه الوقوف ضد أصحاب المصالح العليا ، وكان من ضحاياها أحزاب العدالة ، والخضر ، والعمل ، والأحرار ، وحتى لحظة كتابة هذه السطور لم يخرج حزب مصر الفتاة من النفق الذى دخله ، ولم تقم له قائمة منذ ذلك الحين ، ومات على الدين صالح ، الرجل الطيب ، الذى رفض السير مع التيار حاملا فوق كاهلة قضية لم يؤمن بها أحد ، وفى آخر أيامه حاول ذلك ، لكن الله كان به أرحم ، وحافظ على تاريخه النضالى الطويل فمات ...وظل بكرى يواجه التيار بمفردة ...ولم تكتف شياطين الأرض بمافعلته ، بل تمادت فى انتقامها ، حيث تم طرح بعض أسهم مونت كارلوللبيع ، وبسرعة البرق فكر رجل الأعمال السعودى زوج الفنانة إياها ، وأدرك أن فرصته للانتقام قد حانت ، فتقدم للشراء بأسعار مغرية مقابل الإطاحة ببكرى ..والبيزنس لايعرف العواطف ..وتحقق له ما أراد ، واختفى الصعيدى من الساحة لفترة لم تستغرق وقتا طويلا ، ثم عاد للظهور مع استعداد الحزب الناصرى الذى كان قد حصل على شرعيتة منذ فترة قصيرة لإصدار جريدته الخاصة ، فجمع بكرى رعاياه من الصحفيين المطحونيين ، وذهب ليعد العدة لاخراج جريدة العربى للوجود ، لكن كبار الحزب شعروا بأن فى وجودة مايهدد مستقبلهم ومستقبل العلاقات مع سادة البترول ، ولم يترددوا فى الإطاحة به دون النظر بعين الاعتبار لشعارات كثيرة رفعوها ، واختفى بكرى لأسابيع قليلة تحت الارض ، ثم فجأة عاد للظهور لإصدار العدد اليومى من جريدة الأحرار ، بعد أن كانت تصدر يوم الاثنين من كل أسبوع على أن يظل وحيد غازى رئيسا لتحرير العدد الأسبوعي ..وقال مصطفى كامل مراد رئيس حزب الأحرار
لايوجد معى سوى 3.. ألف جنيها فقط
فقال بكرى
تكفينى
الشقة التى ستصدر منها الجريدة ، عبارة عن شقتين بالطابق الرابع والخامس يحتل الحزب جزء كبير منهما ؟
- الصحفيين الموجودين معى ، مدربين على الجلوس على الأرض ، وفى الزنازين نفسها
هل هناك موعد محدد فى ذهنك للصدور بشكل يومى ؟
يوم 19/4/1994 م ..أى بعد عشرين يوما فقط
- هذا جنون وانتحار فالأيام الباقية مع عدم ، وجود تجهيزات كافية ، لن تكفى للإعداد
لن أتراجع عن هذا الموعد
إذا على بركة الله
|