
10-03-2008
|
 |
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
|
|
مشاركة: اريد المعرفة ..
السيد «ماكسيموس»
بقلم خالد صلاح ١٠/٣/٢٠٠٨
أخشي أن يكون السيد ماكس ميشيل (الملقب إعلاميا بماكسيموس)، قد أسس فهمه للمسيحية علي شيء واحد فقط هو (مخالفة البابا شنودة دائمًا وأبدًا)، بغض الطرف عن تعاليم الإنجيل أو وصايا الرسل أو تراث الكنيسة الأرثوذكسية، فالرجل لا يري البابا يدخل يمينا، إلا قرر هو أن يلتف إلي اليسار، ولا يري موقفا للبابا في صغيرة أو كبيرة إلا عارضه بقسوة، وانقض عليه بعنف، ولا يري اجتهادا للكنيسة إلا خالفه جهرا وعلي رؤوس الأشهاد، مرة بدعوة الصحفيين إلي كنيسته الخاصة، ومرات أخري بإصدار بيانات توزع علي الصحف، تحمل رأي ماكس ميشيل في أمور دينية.
ماكس وزع بيانا أمس الأول، يعلن فيه تأييده لحكم المحكمة الإدارية العليا بشأن الطلاق في المسيحية، رأي فيه أن مقولة البابا (لا طلاق إلا لعلة الزنا) لا أصل لها في الإنجيل، وسعي ماكس، عبر عدد من أنصاره ومستشاريه، لتأكيد نشر هذا البيان في الصحف اليومية الصادرة في اليوم التالي.. ما يدهشني هنا أنني لا أعرف دينا يديره صاحبه بالبيانات التي توزع بالفاكس علي الصحف، ولا أعرف قداسا لا يكتمل إلا بدعوة الصحفيين لحضوره مع كاميرات التصوير، ولا أعرف فهما للمسيحية يتأسس بالكامل علي مخالفة رأس البطريركية، خطوة عكس خطوة، ورأيا ضد رأي.
أفهم حجم مشكلة الطلاق داخل الكنيسة، وأعرف كم من الرجاء الحار الذي يتضرع به رجال ونساء من الأقباط الأرثوذكس، نحو البابا شنودة، أملا في حل المشكلة في بعض البيوت، أو استثناء بعض الحالات الأخري في الطلاق لغير علة الزنا، لكنني أؤمن أيضا بأن هذه القضية تتخذ أبعادًا دينية، لا يمكن أن تنطبق عليها معايير التفكير المدني العلماني بسهولة، كما لا يمكن حلها أيضا عبر الأحكام القضائية، لارتباطها بفهم محدد للكتاب المقدس، ولإيمان صارم داخل الكنيسة بهذا الفهم دون غيره، وتبقي خاضعة للاجتهادات الداخلية للمجمع المقدس.
أما ماكس فهو لا يدير المعركة علي أرضية (الاجتهاد مع النص) - إن صح هذا التعبير الإسلامي علي الشأن المسيحي - بل يوجه الخلاف لمصلحة شرعيته في الأوساط المسيحية، وتعزيزا لمناخ الاستقطاب في صراعه مع البابا شنودة، يريد الرجل أن يظهر نفسه باعتباره (مرنا)، فيما البابا (متشدد)، و(متفهم لطبيعة العصر واحتياجاته)، بينما البابا (صارم في فهمه الأصولي بلا اجتهادات).. يريد ماكس اجتذاب الغاضبين علي الكنيسة ليدعم عدد كنيسته، أملا في الحصول علي الشرعية،
وفي تقديري أن هذا النوع من رجال الدين لا يقدمون حلولا للناس أو للمجتمع، بقدر ما يضاعفون من أجواء الخلاف والصراع، ويفجرون المزيد من الفتن، كنت أقبل أن يقدم ماكس اجتهاداته في الإطار الكنسي، وأن يقدم أطروحته في دراسة يطرحها علي المجتمع الديني المسيحي، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليرفض، لا أن يتوجه مباشرة للصحف ويقاتل للظهور إعلاميا بفكر ليس فيه شيء علمي يذكر سوي صخب مخالفة البابا.
في ظني، أن القوي المدنية المصرية تخطئ، إن تعاملت مع ماكس علي أساس أنه (راهب ليبرالي)، يمكن الاعتماد عليه في التغيير المدني، وتخطئ الصحافة إن تلقفت بحرارة و فاعلية آراء (قساوسة البيانات الصحفية)، (ورهبان القداس التليفزيوني)، وتخطئ الدولة إن استمر هذا الخلل كثيرا.
http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=96813
|