بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأعزاء بالمنتدى
السلام عليكم
موقف غريب هذا الذى كان من جميعكم، حيث كان منكم بشر وحبور لما سمعتموه من تلك الكافرة وفاء سلطان، تلك التى لا تؤمن بأى دين، فهى ملحدة لا تؤمن بأى دين، ولو سألتموها عن المسيحية لقالت قولا كبيرا، فهى لم تعلن أنها مسيحية أو أنها آمنت بعيسى عليه السلام، فلماذا إذن هذه السعادة والإشادة بها، ألأنها تجرأت على الإسلام وظنت أنها نالت منه؟، وما نالت منه شيئا، ولو كان زميلها فى الحوار أحد العلماء المسلمين لكان الحوار هادفا وبناءا .
فهى وأمثالها من الذين يظنون أنهم بسبابهم لهذا الدين قد نالوا منه! وما كان منهم إلا أن عبروا عن حقدهم وغيظهم وعجزهم، فالسباب حيلة العاجز الضعيف الذى يقف فى ركن لا يملك منهجا يقدمه، ولا سبيل هداية يدل عليه، وإنما هو أسير الإسلام يشغل نفسه بسبابه، فهو آبق ضال لا يملك سبيل هداية فيدلنا عليه وهو مع الإسلام :
كناطح صخرة يوما ليوهنها فما أوهن إلا قرنه الوعل
وصدق القرآن إذ ينبئنا عن سلوك غير المسلمين حيال الإسلام وينبهنا فيقول:-
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ{118} هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ{119} إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ{120} آل عمران.
ولكن الإسلام باق ما بقى الزمان ولو كان للإسلام أن يزول لزال يوم أن تمكنت أوربا الصليبية من كل بلاد الإسلام واحتلتها جميعها وكانت أغلب حواضر الإسلام فى يد الغرب الصليبى الذى استعمرها !!! (عذرا أقصد استخربها)، ولكنه خرج وبقى الإسلام عزيزا لأن الله قد ارتضاه للبشرية دينا خاتما لرسالات الأنبياء من لدن آدم حتى محمد صلى الله عليه وسلم
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً{163} وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً{164} رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً{165} لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً{166} إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلاَلاً بَعِيداً{167} إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً{168} إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً{169} يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً{170} يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً{171} لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً{172} فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلُيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً{173} يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً{174} فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً{175} النساء
فالإسلام رسالة الله للدنيا حملها جميع الأنبياء بمن فيهم عيسى عليه السلام، وهو باق محفوظ ما بقيت الدنيا بوعد الله الذى لا يتخلف:
{.... الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً .....ٌ }المائدة3
وكما قلت لو كان للإسلام أن يزول لزال يوم أن كانت الكلمة الأولى فى بلاد الإسلام لأوربا الصليبية الحاقدة أيام الإستعمار أى الإستخراب.
بل إن الإسلام قد تعرض لخطر عظيم يوم هجم عليه المغول وجاسوا خلال دياره حتى وصلوا إلى الحاضرة الأولى وهى بغداد ودمروها وقتلوا أهلها ودمروا مكتبة بغداد التى طمروا بكتبها النهر ليعبروا ، ثم ماذا كان من أمرهم؟
لقد هزموا الإسلام عسكريا ولكنه هزمهم ثقافيا وروحيا ، وإذا بهؤلاء القوم يعتنقون الإسلام، المنتصر يعتنق دين المهزوم، ولم تمر مائة عام حتى صاروا كلهم مسلمين.
بماذا أسلموا ؟!!!
بالسيف ؟
بالإكراه ؟
اسألوا أنفسكم، وأجيبوا، يا من تدعون أن الإسلام انتشر بالسيف،ويا لها من فرية !!!
نعم دافع الإسلام عن نفسه وعن دار الإسلام التى تكونت بعد هجرة الرسول إلى المدينة المنورة، قاتل المسلمون دفاعا عن دولتهم الناشئة بأمر الله، والتدافع بين الخلق من سنن الله فى الأرض {... وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة251
ولذا عزت دار الإسلام ولا ولن يدخلها كافر حتى يرث الله الأرض ومن عليها..
تابع......