مشاركة: د. وفاء سلطان على قناة الجزيره و كلمة حق!!
ولذا عزت دار الإسلام ولا ولن يدخلها كافر حتى يرث الله الأرض ومن عليها..وهل هناك موقف كان الإسلام فيه أضعف من اليوم الذى دخل فيه الجنرال الفرنسى غورو دمشق وذهب إلى قبر صلاح الدين ورفسه بقدمه قائلا: هانحن أولاء عدنا يا صلاح الدين ولن نخرج من هذه الأرض بعد اليوم أبدا،الآن انتهت الحروب الصليبية يا صلاح الدين.
بل إن اللورد اللنبى عندما دخل القدس وطرد القوات التركية بالتعاون مع الثوار العرب فيما سمى بالثورة العربية الكبرى(أقصد الغفلة العروبية الكبرى) ، عرض اللاشريف حسين عليه أن يدخل مكة فاتحا ولكنه خاف أن يدخل وما كان له أن يدخلها فهى محمية من الله بدعوة سينا إبراهيم عليه السلام:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً....... }البقرة126
ولكن الجنرال غورو خرج وخرج الفرنسيون وبقى الإسلام فى الشام.
وما زلنا نتعافى من آثار تلك الأمراض التى أدت بنا إلى ذلك الوضع المأساوى الذى لو لم يكن فيه الإسلام هو دين الله الخاتم الذى ارتضاه جل وعلا لنا دينا ما بقى منه أثر ولتبخر وانتقل إلى متاحف التاريخ.
فأمة نسيت إسلامها واستبدلت عقيدة الإسلام بالعصبية الوطنية التى قدمها لنا أذناب المبشرين سما فى عسل وابتلعنا السم، وسمحنا لأنفسنا أنت نتخذ الإنجليز أولياء من دون المسلمين ، وسمحنا لهم بدخول بلادنا، وحاربنا إلى جانبهم إخواننا الأتراك وطردنا إخواننا وأحللناهم ببلادنا ، واعتمدنا مناهجهم فى التعليم وقلدناهم فى كل شيء، كان دعاة العروبية يقولون : لقد تمسكنا بالعصبية الدينية يوم أن كانت نافعة لنا، أما الآن فإن الأمم تقوم على العصبيات الوطنية ).
وكان هذا موقفا صار المسلمون فيه غاية فى الضعف والغفلة والبعد عن الدين ، ولكن الإسلام ظل صامدا وعجز أعداؤه عن أن يصيبوا منه مقتلا وعاد بقوة رغم سيطرة الصليبيين على مقدرات بلاده .
فهل هذا الدين ليس مؤيدا من الله سبحانه وتعالى؟
أليس الدين الحق الذى ارتضاه الله لنا؟
أليس الدين الذى قامت به دولة رأسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وقد تصرفت فى سلمها وحربها بمنطق رشيد وهدى ربانى ، وما تصرفت تصرفا إلا كان له ما يبرره وكان غاية فى العدل ،فبنو قريظة الذين نقضوا عهودهم مع رسول الله فى ظرف حساس، حبث تكالبت على الإسلام كل قبائل العرب طامعة فى أن تستأصل شأفة الإسلام وبالله عليكم لو ظفر العرب واليهود بالمدينة وهزموا محمدا صلى الله عليه وسلم فما كانوا سيفعلون؟ والله لن يبقوا رأسا على رقبة ، فلماذا هذا البكاء على بنى قريظة؟ وقد قامروا برقابهم وخسروا الرهان وهم الذين كانوا يعرفون أنه رسول الله حقا وأنه مؤيد من الله والنصر فى ركابه ولو أرادته الدنيا بأسرها لما ظفرت به.
أبو جهل وهو يسير إلى رسول الله فى بدر خرجت إليه القبائل تريد أن تمضى معه لنصرته فقال لهم: لا نريد منكم أحدا فلو كان نبيا ما نفعنا معه عدد ولا عدة، أما إن كانت الحرب فنحن نكفيه،
وقامر أبو جهل برقبته وبمصيره كما قامر يهود بنى قريظة بعهدهم ومصيرهم وهم الذين لم يكونون يشكون لحظة فى أنه نبى.
وكما قلت لكم فى مداخلة سابقة :إن السيوف متى خرجت من غمدها فإنها قوانين الحرب هى السارية، فمتى رفعت السيوف فإنها خرجت من غمدها لتقتل وتمزق فإما أن تغلب أو تغلب،وعلى قدر الغنيمة تكون المغارم.
وللحديث بقية
|