لا مكان للحجاب في المدارس
تناقلت بعض الصحف الخبر التالي: تبنت حكومة مقاطعة بادي ـ فورتمبرغ «جنوب غرب المانيا» قانونا يحظر على المعلمات ارتداء الحجاب في المدارس العامة لكنه يجيز الرموز المسيحية او اليهودية، وقالت وزيرة التربية في حكومة المقاطعات التي وضعت نص القانون: لا مكان للحجاب في المدارس، هذا القرار الالماني بلا شك اقوى من قرار فرنسا بمنع الطالبات المحجبات من دخول المدارس، لان هذا القرار استثنى الرموز المسيحية واليهودية.
هذا القرار الاوروبي لن يكون الاخير لان بعض هذه الحكومات قد تختلف فيما بينها على بعض الامور لكنها بلا شك تجتمع على اضطهاد المسلمين، فرنسا حين اتخذت القرار المشؤوم بررت لها بعض الهيئات الاسلامية وبعض العلماء بان هذا شأن داخلي، واغمضت اغلب الجمعيات النسائية في العالم الاسلامي عينيها لاسباب لا تخفى على احد، ونددت بعض الدول الاسلامية وباستحياء ثم سكتت فجأة، هذا الموقف المتخاذل جعل المانيا تأخذ مثل هذاالقرار وهناك دول اوروبية اخرى ضمن قائمة طويلة سوف تسير في نفس فرنسا والمانيا.
يتصور البعض انهم سوف يكتفون بهذه القرارات، وهذه سذاجة وبساطة عند هذا البعض، سيأتي الدور عليهم ليقولوا من يريد الدخول الى اراضينا ليتمتع بجوها ويستظل بظلها عليه ان يدخلها دون حجاب، ويستمر مسلسل فرض القوانين وامامها يقدم المسلم تنازلا تلو الاخر حتى يصل به الامر ـ والعياذ بالله ـ ان يبيع من دينه ـ ولا نستغرب من هذا الامر فالتاريخ يحدثنا عن خونة سقطوا امام حفنة من الدنانير فباعوا اهليهم واوطانهم ودينهم واخرهم الدكتور المصري عميل اسرائيل الذي القى القبض عليه مؤخرا.
يحدثنا اسلامنا العزيز بان الله اوكل للانسان المسلم امورا كثيرة الا امرا واحدا وهو ألا يذل نفسه (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)، مشكلة المسلمين انهم لا يقرأون تاريخهم ولا يعرفون سر قوة وعظمة المسلمين في صدر الاسلام، ولهذا فان الغالبية منهم يخضعون ويخنعون امام قرار هنا يذلهم وقرار هناك يسلبهم هويتهم، لا يدرك المسلمون ان كل مسلم ـ صغيرا كان او كبيرا ـ فهو عنصر قلق وازعاج للصهاينة ولاعداء الدين، ولكن ليس هناك من يستثمر هذه القوة ليقول كلمة لا كما قالها شهداء الاسلام امام اعدائهم.
حتى نعيش بكرامة وعزة نقول لا لكل قانون وقرار يتخذ ضد الاسلام والمسلمين، علينا دعم الطالبات والمدرسات في تلك الدول، على تجار المسلمين ان يؤسسوا مدارس خاصة في تلك الدول لابناء الاسلام لنصرة دينهم، علينا ان نتذكر ونحن نصرف درهما او دينارا لقضاء وقت ممتع ان نعرف اين نصرفه ولمن ندفعه؟ علينا ان نشجع بضائع الدول الاسلامية حتى وان كانت جودتها اقل بقليل، على الجمعيات والمؤسسات الاسلامية ان تتوجه الى حكومات تلك الدول لتخفيف ضغطها على المسلمين، ومخاطبة منظمة حقوق الانسان الدولية لتوثيق انتهاك حقوق الانسان في تلك الدول التي تلبس قناعين: قناع الحرية وقناع العبودية، فمتى ما شعر هؤلاء ان اقتصادهم اهتز فان كل القوانين والقرارات ستصبح كالكاسور العراقي.. ططو.
متى يستيقظ المسلمون من سباتهم؟ متى ينتبهون ويفيقون؟ واذا ـ لا سمح الله ـ بقي المسلمون على حالهم، سيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اعزة على الكافرين اذلة على المؤمنين ـ والتاريخ عبرة لمن يريد ان يعتبر.
|