أسقف القوصية في محاضرة بالولايات المتحدة: القبطي يشعر بالإهانة إذا قلت له إنك عربي
كتب نادين قناوي وعمرو بيومي ٢٠/٧/٢٠٠٨
أطلق الأنبا توماس أسقف القوصية في صعيد مصر ما سماه «صرخة لمساعدة الأقباط المصريين للاستمرار علي العيش في وطنهم وعدم الهجرة إلي الخارج»، موضحاً أن عمليتي «التعريب» و«الأسلمة» تمثلان المعضلتين الكبريين اللتين تواجهان المجتمع المسيحي في مصر.
وقال توماس في المحاضرة التي ألقاها أمس الأول بمعهد هيودسون الأمريكي تحت عنوان «المسيحيون الأقباط في مصر: تجربة أكبر جالية مسيحية في الشرق الأوسط في وقت تصاعد الأسلمة»- إن الشخص القبطي يشعر بالإهانة إذا قلت له إنك عربي، موضحاً أن كلمة قبطي نتجت بسبب عدم قدرة العرب - الذين وصفهم بأنهم «احتلوا مصر»- علي نطق كلمة «أجيبتوس» التي كانت توصف بها مصر والمصريون.
وأضاف توماس في حديثه، الذي استمر نصف الساعة باللغة الإنجليزية: «إن كل المصريين كانوا أقباطاً حتي اعتنق البعض الإسلام، إما بسبب ضغط أو طموح للتعامل مع القادة والحكام العرب أو للضرائب» قائلاً: «إن هؤلاء لم يعودوا أقباطاً، ولكن شيء آخر» أدي إلي تركيزهم علي شبه الجزيرة العربية بدلاً من مصر.
وقال توماس: «نحن لسنا عرباً ولكننا مصريون وأنا سعيد للغاية لكوني مصرياً وإن كنت أتكلم العربية، وسياسيا جزء من دولة تم تعريبها وتنتمي للدول العربية فهذا لا يجعلني عربياً». وأشار توماس إلي أنه لا يمكن تدريس اللغة القبطية التي وصفها بـ«اللغة الأم» لمصر في المدارس العامة في الوقت الذي يمكن فيه تدريس أي لغة أجنبية أخري.
مستطرداً أن الأقباط وجدوا «ثقافتهم تموت» ووجدوا أنفسهم مسؤولين عن «حمل ثقافتهم والمحاربة من أجلها حتي يأتي الوقت الذي يحدث فيه انفتاح وتعود هذه الدولة لجذورها وتعلو بها».
وقال توماس: «نحن نشعر بالخيانة من إخواننا في هذا الوطن.. فجأة سرقت ثقافتنا والفن الخاص بنا وتم إطلاق اسم آخر عليه، فأصبح الفن الخشبي «الأرابيسك» الذي طالما كان عملاً حرفياً يشتهر به المصريون، فناً إسلامياً، فقط لأن بعض المصريين اعتنقوا الإسلام، ونحن نعلم أن الجزيرة العربية في هذا الوقت كانت صحراء» مضيفاً: «أنا أعتقد أن هذا تزوير في التاريخ ولايزال يحدث».
من جهتها، أوضحت مطرانية القوصية ومير أن الأنبا توماس في زيارة إلي البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية منذ الثلاثاء الماضي.
وشدد القمص بيمن بطرس وكيل المطرانية علي أن توماس معروف بمواقفه الوطنية وعلاقاته جيدة جداً بالمسلمين. وقال: «مشاركة الأنبا توماس من أجل إيضاح الأمور وإظهار حقيقة وحدة الشعب المصري» وأضاف: «أنا متأكد من نوايا أسقفنا الحسنة وحبه لوطنه».
http://www.almasry-alyoum.com/articl...ticleID=114013