جرافة ثانية فماذا بعد ؟
يقال : " إن التاريخ يعيد نفسه " ...... و لكن هل الإرهاب أيضاً يعيد نفسه ؟
إجابة هذا السؤال تمكن في معرفتنا أن منبع ذاك الإرهاب واحد ووساوس الشيطان نفسها والحقد الأعمى نفسه وشريعة الموت هي ذاتها ....
هذا ما أثبته أحد الوحوش الصغيرة التي تربت في حظيرة الإرهاب وخرجت لترينا عملها المبدع في قتل الأبرياء وتدمير الحياة الإنسانية ....
غسان أبو طير ، 22 عاماً من قرية أم طوبا جنوب شرقي مدينة أورشليم وجزء من العاصمة الكبرى ، فلس طيني مسلم مؤمن بالقرآن والسنة يحمل الهوية الزرقاء الإسرائيلية الخاصة بسكان شرق العاصمة يعمل في مجال البناء ويقود جرافة مفترض أنها للبناء والتعمير لكن الشيطان الذي يتبعه أقنعه أنها للقتل والتدمير ..
لسنين عدة كان أبو طير يحلم بهذه اللحظة بجنة الشيطان بأنهار الخمر والعسل ، يحلم بذوات النهود الكواعب الألطف الرمان والمؤخرات التي تعجز أشهر نجمات البورنو الأرضيات عن امتلاكها ، يحلم بذوي اللحم الأبيض كاللؤلؤ المنثور ، هكذا كان ينتظر الساعة لينفذ ما أمر به ذاك الشيء الذي يعبده ...
ساعة الصفر كانت نحو الثانية من بعد ظهر الثلاثاء 22 يوليو حينما اندفع الإرهابي أبو طير بجرافته من موقع البناء في " يمين موشيه " متجهاً نحو شارع الملك داود وحديقة جرس الحرية ، محاولاً تدمير كل ما يصادفه من سيارات وحافلات ليحاول قتل المدنيين والنساء والأطفال ، مقلداً زميله في الإرهاب حسام دويات الذي نفذ عملية مشابهة في مطلع الشهر أودت بحياة ثلاثة أشخاص وسقوط جرحى ، فكانت هذه العملية هي عملية الجرافة الثانية كما تم تسميتها من قبل البعض ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي سفن اللات ولم يتحقق موشح السبحانه و التعالى " مكروا ومكر اللات وإن اللات خير الماكرين " ، فقد كانت هناك عيون صاحية وتم اصطياد الإرهابي دون أن يوقع خسائر في الأرواح لكن مع سقوط نحو 20 جريحاً ما بين مصاب جسدياً ومصاب بالصدمة مع حالة أو اثنتين صنفت أنها متوسط إلى خطرة ....
وتفاصيل ما جرى أن الإرهابي غسان أبو طير قاد جرافته مسرعاً وصدم عدد من السيارات المدنية وحاول قلب حافلة في إعادة لسيناريو عملية حسام دويات لكن السائق كان متيقظاً وقد راوغه ببطولة رائعة فعندما أحس السائق بالإرهابي يضرب حافلته من الخلف إنحرف نحو الجهة الأخرى وعندما واصل مطاردته له وأدرك أن الأمر ليس بحادث طريق ، صاح سائق الحافلة : " ليحفظنا الرب " ، وتابع مشوار الهرب والنجاة بأرواح الركاب ورغم تعرض الحافلة لعدة ضربات وأضرار إلا أن الإرهابي لم ينل منها ونجى السائق والركاب ...
ومن بين من شهدوا الحادث كان مواطن مدني يدعى " يعكوف (ياكي) عسائيل" 53 عاماً وهو من سكان إحدى التجمعات جنوبي مدينة خفرون وكان ماراً في موقع الحادث وعندما شاهد ما يجرى نزل من سيارته وأشهر سلاحه مطلقاً النار على الإرهابي وأصابه لكن الجرافة واصلت السير وإن كانت بدون فعالية تخريبية ، ووصل جندي شجاع من حرس الحدود يدعى (أمل غانم) وهو درزي الديانة وطارد الإرهابي مطلقاً النار عليه من الخلف قبل أن يصل إلى الجرافة ويصعد إلى كابينة القيادة ويفتح النار أيضاً ويتأكد أن الخنزير قد نفق ...
شهود عيان قالوا أن أبو طير كان يرتدي طاقية بيضاء صغيرة كتلك التي يضعها المسلم أثناء صلاته ونقلت الصور أنه كان يرتدي شورت وحذاء أسود كما لوحظ قوة إصابته من مكان جثته في أقصى كابينة القيادة من الخلف وأقدامه متدلية ......
160 متراً قطعتها الجرافة في رحلة أراد منها صاحبها أن تكون رحلة الموت في هذا الشارع الراقي الذي يبعد بضعة عشرات الأمتار عن فندق الملك داود (King David ) هذا الفندق الذي لطالما استضاف كبار الشخصيات العالمية الزائرة للبلاد والذي كان سيستضيف بعد بضعة ساعات السيناتور ومرشح الرئاسة الأمريكي باراك أوباما ، ولعل المفارقة أيضاً أن موقع الهجوم يبعد نحو كيلو متر واحد عن مقر رؤساء إسرائيل حيث كان يجتمع شمعون بيريز مع المهرج الأبله محمود عباس أبو ماجن في زيارة هي الأولى من نوعها وكثر فيها النفاق والكلام الفارغ عن مساعي السلام وجهود سلطة أوسلو و إلى نهاية سيمفونية الترهات ، والتقطت الصور وتناقلت الابتسامات والضحكات هنا وهناك بينما كان المدنيون العزل يضربون بمجرفة جرافة إرهابي فلس طيني .....
وبعدها هناك من يبقى نائم وغافل عن سكان شرق العاصمة العرب والذين هم في معظمهم من عتاة المجرمين ومشاريع الإرهابيين المنتحرين ومؤيدين بشدة لحماس وهذا المجرم الأخير غسان أبو طير هو قريب لمحمد أبو طير برلماني حمساوي معتقل في إسرائيل ، هؤلاء كلهم تربة خصبة وبيئة مناسبة لتكاثر الإرهاب واستقطاب منظومة الجهاد العالمي الإرهابية متمثلة في جرذان اللات المجاهدة وشيخها المجنون بن لادن ، بحت أصواتنا ونحن نقول دوسوا على القانون وحقوق الإنسان وحقوق الحيوان وحقوق العاهرات واهدموا منازل الإرهابيين ورحلوا عائلاتهم من أكبر شيخ إلى أصغر طفل إلى مناطق سلطة عباس أو قطاع غزة ، لكن لا أحد يجيب فسكان أورشليم يجب أن يدفعوا ضريبة دراسة مدى قانونية خطوة هدم منزل لمواطن يحمل هوية زرقاء وقطع المعونات الإجتماعية عنه، هكذا هي هذه الأيام الرديئة ....
وفوق كل ذلك تنتشر الشرطة قي القرى والمناطق العربية خوفاً من ردة فعل اليمين الإسرائيلي المتطرف وشباب المعاهد الدينية ومواطني التجمعات في يهودا والسامرة الذين لم يعد لهم مجال للصبر ووصلوا إلى حالة من الغليان غير مسبوقة وقادرون لو أعطوا الفرصة على تخليص مدينتهم المقدسة من هؤلاء المجرمين ودنسهم ....
وبعد ذلك يقولون لك نحن نراقب سكان شرقي العاصمة العرب و نحن نرصد تحركات العاملين في ورشات البناء ..... وكل ذلك لا يكفي فإسرائيل ليست مزرعة لتسمين العجول والخنازير تقدم الطعام والضمان الصحي والتعويض الاجتماعي وبدل بطالة لحفنة من المجرمين يأكلون ويشربون ويتنعمون ثم يعضون اليد التي امتدت إليهم ، هؤلاء ليس لهم سوى حل واحد لترتاح أورشليم ويرتاح أهلها على قولة المثل : الباب الذي تأتيك منه الريح فلتسده وتستريح ...
تمنياتي بالشفاء العاجل لك مصاب ومصابة ومن بينهم الأم وطفلها ذو التسعة شهور و السياح الفرنسيين وغيرهم ممن تعرضوا لأي جرح مهما كان كبيراً أو صغيراً ..
وتحية لحارس الحدود أمل غانم و للأقلية الدرزية في الوسط العربي التي هي لا شك في أغلبها تستحق أن تكون زينة لهذا الوسط بحسن التعايش والتعاون مع الوسط اليهودي في مختلف المجالات وخاصة في مجال الخدمة في جيش الدفاع وسلك الشرطة والتضحية بالأرواح دفاعاً عن الدولة و الحفاظ على أمن مواطنيها ، وهؤلاء يستحقون ما تقدمه الدولة لهم والمكانة الخاصة التي تمنحهم إياها .....
آخر تعديل بواسطة maya ، 24-07-2008 الساعة 02:36 PM
|