تقنين البغاء في مصر بين التاريخ وموقف بنات الهوى
Gmt 12:00:00 2008 الأربعاء 13 أغسطس
بي. بي. سي.
وليد بدران: أثار تصريح المخرجة المصرية إيناس الدغيدي الذي تحدثت فيه خلال أحد البرامج التليفزيونية عن تقنين البغاء في مصر الكثير من الجدل كما دفع جهات عديدة إلى مهاجمتها وانتقادها. وكانت الدغيدي قد قالت إن حملة تشن ضدها مؤخرا في مصر على خلفية ذلك التصريح.
واستغربت إيناس الدغيدي الحملة التي تشن ضدها مؤكدة أنها تسعى إلى حماية المجتمع وقالت "من المستغرب أن تقوم ضدي حملة هجوم من خلال بعض المقتطفات الصغيرة التي صرحت بها في الحلقة الأخيرة من برنامج ضد التيار على قناة روتانا موسيقى ، والتي كلها تتمحور حول الجنس ومنها هذا التصريح ، على الرغم من أن الحلقة كان بها العديد من الأمور المهمة الأخرى التي تتعلق بحرية المرأة ونظرة المجتمع لها ".
وقالت أيضا "كنت اقصد حماية المجتمع وحماية من يمتهن هذه المهنة ايضا، فمهنة البغاء موجودة في كل مكان في العالم، وفي مصر قبل الثورة كانت مهنة معترف بها ولها أحياء معروفة تماما، لكن اليوم أصبح الأمر يتم في الخفاء في الوقت الذي قد تكون فيه هؤلاء الفتيات حاملات لأمراض خطرة من الممكن أن تنتقل بسهولة للطرف الآخر".
تصريحات الدغيدي نقلتها كما هي مما نسبته إليها الصحف ومواقع الانترنت معبرا عن موقفها من هذه القضية حيث حاولت مرارا وعلى مدى أيام الاتصال بها لتعبر عن موقفها بنفسها دون جدوى.
ليست أمرا جديدا
وعلى أي حال فان الدغيدي في تصريحها لم تتناول شيئا لم تعرفه مصر من قبل فقد كان البغاء نشاطا قانونيا حتى قبل الثورة بوقت قصير.
وكانت هناك أماكن معروفة بهذا النشاط مثل كلوت بك ووش البركة ودرب طياب ودرب مصطفى والجنينة والخبيزة والحوض المرصود وغيرها.
المخرجة إيناس الدغيدي
وكان قد تم أول تسجيل للبغايا في مصر في القرن السابع حيث جرى التسجيل في مقر الصوباشي أو رئيس الشرطة.
وقد ابقى محمد علي على ضريبة البغاء بعض الوقت ثم ألغاها عام 1837 ثم بدأ البغاء في الخضوع للتسجيل والتنظيم منذ تطبيق اللائحة التي سميت بتعليمات بيوت الدعارة والتي استمر العمل بها حتى ألغيت عام 1949.
وصدرت لائحة التفتيش على العاهرات عام 1885 والتزمت البغايا بمقتضاها بالتسجيل وإلا عوقبن.
وقد تم العثور مؤخرا في دار المحفوظات على وثائق عمرها 118 عاما تتحدث عن تسجيل البغاء في مصر وقد نشرت العديد منها في مواقع على الانترنت.
وكانت أسماء البغي لافتة للنظر مثل حسنة الطرابية وفريدة الانكليزية وزينب الفطاطرية وزينب الصرة وبهية الزايطة وسيدة فلة وفاطمة حسن طرطور وعيشة محمد النجس ونبيهة كتكوتة.
وبعض الأسماء تدل على جنسيات غير مصرية شاهور شان وجلندار الصايت وانجلكة خرستو.
وانقسمت البغايا إلى قسمين "عايقة" و"مقطورة" والعايقة هي القوادة والمقطورة هي التي تمارس النشاط.
وأمام اسم كل من بنات الهوى كان يكتب سنها وسكنها ورقم رخصتها وتاريخ الكشف الطبي عليها وغيرها.
موقف الدين
وقد اثارت تصريحات الدغيدي حملة ضدها، وعن موقف الدين قال الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية "من يطالب بفتح بيوت بغاء بزعم حماية المجتمع هو إنسان يهاجم ثوابت المجتمع الإسلامي".
س _ ولكن هذا النشاط كان موجودا في أيام العثمانيين وأيام الدولتين العباسية والأموية
الدكتور عبد المعطي بيومي
ج _ لا أظن أنه كان موجودا في أي عهد من عهود الدولة الإسلامية وإنما في عهود الترف والانحلال ولم يكن موجودا في مصر إلا على أيام الاحتلال الانكليزي.
س _ ولكن التاريخ يقول إنه كان موجودا قبل ذلك بكثير ومنذ العثمانيين؟
ج _ إذا كان موجودا لفترة قصيرة في التاريخ العربي فان ذلك لم يكن بموافقة القائمين على شؤون الثقافة الاسلامية
س _ إيناس الدغيدي أدلت برأيها فاذا أصابت فلها أجران وإذا أخطأت فلها أجر أليس كذلك؟
ج _ الاجتهاد لا يكون إلا في حدود الثوابت الاسلامية
موقف غير منطقي

للموضوع بقية ............... ........... ...........